تقدم نموذجاً فريداً بتدبر الأزمات وتحمل المسؤوليات جنباً إلى جنب مع الرجل ليشكلوا سوياً صورة تكاملية بالحفاظ على ديمومة دولتنا ونضال مجتمعنا الفلسطيني، الذي يقف شامخاً في وجه المحتل وإجراءاته التعسفية والقمعية من تهويد وتشريد واعتقالات وفرض حصار اقتصادي جائر، لم نعتد يوماً على ما سبق ولكن شعبنا ابتكر وسائل نضالية وعوامل لمواجهة الاحتلال والعقبات التي يفرضها من أجل أن نحيا على أرضنا بقوة وإرادة" .
واضاف البيان : " يتزامن يوم المرأة العالمي لهذا العام مع مرور (153) يوماً على العدوان الذي تشنه إسرائيل السلطة القائمة بالإحتلال على الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده على أرض فلسطين، خاصة على النساء والأطفال في قطاع غزة، وهذا العدوان يعتبر الأكثر جُرماً وقسوة ووحشية خلال 76 عاماً من الإحتلال، وعلى الرغم من حجم الكارثة الانسانية التي طالت كافة مناحي الحياة، وما يعانيه ما يزيد عن 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة من ظروف معيشية لا تتناسب مع معايير حِفظ الكرامة الإنسانية، كما يشهد هذا العام أيضاً هجمة شرسه من الاحتلال ضد الأسرى والأسيرات اللواتي يتعرضن لشتى الانتهاكات فضلاً عن التعذيب، وانعدام الظروف الانسانيه في سجون الإحتلال كما يتعرضن المناضلات الفلسطينيات الى انتهاكات التحرش اللفظي والجسدي والتهديد بالاغتصاب " .
وتابع البيان : " رغم ذلك لم تتوان المرأة الفلسطينية عن تقديم نموذج مميز من النضال والتضحية والعطاءِ والصبرِ والصمودِ على أرضها، لتقف شامخةَ إلى جانب الرجل في كافة الميادين للتحرر من الإحتلال.
إن هذا العام هو الأشدّ قسوة والأصعب والأعنف على النساء والفتيات والاطفال الفلسطينيين في قطاع غزة المكلوم والمحاصر، والذي يعيش تحت سمائه التي تمطر صواريخ وقذائف محرمة دولياً على رؤوس وأجساد اكثر من 2 مليون نازح/ة عزل يستقبلون الموت بصوره الوحشية في ظل صمت دولي وتحركات إقليمية خجولة لا تفي بغرض مقاومة هذه الحرب الشرسة والمتواصلة ليلاً ونهاراً على مدار 153 يوماً حيث تتكرر مشاهد القصف كل ساعة، و تُعاد مشاهد الموت، والأجساد المتناثرة في الشوارع، وسياسات الأعتقال، والتشرد، وتفشي الامراض، وانتشال اجزاء الأجساد المقطعة من تحت الركام، والجوع، والعطش، والتعذيب النفسي والجسدي ، وسياسات الإذلال" .
ومضى البيان : " إن حجم الدمار في قطاع غزة أجبر ما لا يقل عن 75% من سكان القطاع، وغالبيتهم من النساء، على العيش في العراء أو في خيام غير قادرة على حمايتهم من أمطار الشتاء وشدة برودة الطقس، وتفاقمت شدة العدوان على القطاع المحاصر منذ 17 عاماً، فأصبحت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية أجبرت من فيه على العيش تحت سماءٍ تمطرُ صواريخ وقذائف محرمة دولياً، وحولت أجساد النساء والأطفال إلى أشلاء تأكلها الطيور والحيوانات، بدلاً من العيش تحت سقف بيتٍ تتوفر فيه مستلزمات الحياة التي تتناسب مع آدمية البشر وكرامتهم، أو ما يتناسب مع تعاليم الديانات لدفن الشهداء والموتى الذين داستهم جنازير دبابات الإحتلال دون أن تُبدي أي اكتراث أو اعتبار للمجتمع الدولي" .
واردف البيان : " يأتي آذار هذا العام والمرأة والأم الفلسطينية تقاوم وتبتكر سبل العيش من أجل مواصلة الحياة وتأمين قوت أولادها ممن بقوا على قيد الحياة.
لم تتوانَ عن بذل كل جهد من أجل وطنها وشعبها ولتبقى صامدة وصابرة ومقاومة ومرابطة في أرضها رغم هدم بيتها. و لولا الفلسطينيات شريكات النضال لما تمكن الشعب الفلسطيني من كتابة تاريخه النضالي من أكثر من 75 عاماً " .
وجاء ايضا في البيان : " في يوم المرأة العالمي لعام 2024 أكثر من 153 يوماً على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الإحتلال الصهيوني الكولونيالي على غزة والتي شهدت ارتفاع إجمالي الشهداء إلى أكثر من 40 ألف شهيدًا ومفقوداً وقد شكل النساء والأطفال ما نسبته 70% من المفقودين في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، بينهم أكثر من (9000) شهيدة وأكثر من 13 ألف طفل وذلك نتيجة استمرار غارات الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر. كما ارتفعت أعداد الجرحى إلى ما يزيد عن (72,156) جريحاً وقد شكل ما نسبته 75% منهم من الاناث وذلك وسط تحذيرات من خطورة الأوضاع الصحية التي يعاني منها الجرحى جراء نقص المساعدات الطبية والاستهداف المتواصل للمستشفيات والكوادر الطبية، كما سقط 423 شهيداً في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول 2023 منهم 4 شهيدات، وخلال عام 2023 تم اعتقال 300 سيدة من الضفة الغربية منهن 200 أمرأة بعد العدوان على قطاع غزة، وتم اعتقال 165 سيدة من محافظة القدس 84 سيدة خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وفي يوم المرأة العالمي الذي تحتفي به جميع دول العالم بإنجازات النهوض بواقع المرأة ومناهضة العنف بكافة أشكاله، وتحتفي بانتعاش الواقع الإقتصادي والسياسي والاجتماعي للنساء، تقتل في غزة 63 إمرأة يومياً، منهن 37 أماً، مما يدمر حياة أسر بأكملها ويقلص حماية أطفالهن، بالإضافة إلى أكثر من 60 ألف إمرأة حامل معرضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، إزدياد حالات الإجهاض بنسبة 300% " .
وتابع البيان : " نذكر العالم بأن أيام المرأة الفلسطينية مختلفة في ظل الحرب الإسرائيلية الصهيونية التي لا تتمثل بالإحصاءات، حيث وراء كل رقم قصة إنسان فقد حياته وهو يطالب بأبسط حقوقه وهي العيش بسلام وأمان، ومن بين الأرقام المعلنة 17 ألف طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، ما يعني فقدان مصدر الحماية والدعم النفسي، وتأمين الطعام أو توفير الأمور الحياتية الأساسية إن وجدت في ظل المجاعة التي أصبح يعاني منها قطاع غزة بأكمله، علاوة على وجود نساء أخريات تتأزم أوضاعهن الصحية نتيجة المعاناة من أمراض عدة منها السرطان والتهاب الكبد الوبائي وإعاقات مختلفة مثل بتر الأطراف بفعل أسلحة الحرب.
في هذا اليوم تتوجه وزارة شؤون المرأة إلى المجتمع الدولي وتتطالبه بأن يقف أمام مسؤولياته ويخرج من دائرة الصمت والإدانه الى دائرة القرار ، وأن يلتزم بتنفيذ ما أصدره من مرجعيات دولية للقانون الدولي الانساني، والقانون الدولي لحقوق الانسان من أجل:
أولاً: وقف فوري ودائم لإطلاق النار .
ثانياً: نطلب من شعوب العالم الحر دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة لنيل حريته والانعتاق من الاحتلال.
ثالثاً: ندعو كافة المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية لتوفير دخول الدواء والغذاء وكافة الاحتياجات الانسانية الضرورية لأهالي قطاع غزة وأهمها احيتياجات النساء والاطفال.
رابعاً: ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤلياته في إطار الالتزام بالقانون الدولي الانساني وحقوق الانسان، لوقف الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وفك الحصار المالي المفروض على الشعب الفلسطيني.
خامساً: توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني من الإحتلال الاسرائيلي الصهيوني، ووضع حد لإفلات الإحتلال من المساءلة والمحاسبة، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
سادساً: ندعو المنظمات والهيئات والمؤسسات الحقوقية والنسوية للوقوف بجانب المرأة الفلسطينية وحمايتها من اعتداءات الإحتلال على الأسرة الفلسطينية وإبادتها، وزيارة دولة فلسطين للإطلاع على واقع حياة المرأة الفلسطينية.
سابعاً: ندعو كافة وسائل الإعلام لدعم القضية الفلسطينية العادلة ونقل الحقيقة الفلسطينية التي يحاول الإحتلال الإسرئيلي طمسها وتشويهها بإستهداف الصحفيين وعائلاتهم .
ثامناً: نطالب الصليب الأحمر بمتابعة أوضاع الأسرى عموماً والأسيرات بشكل خاص للوقوف على أوضاعهن والحد من الانتهاكات بحقهن" .