وقالت جمعية "مبادرات إبراهيم" التي تقوم باحصاء أعداد القتلى العرب جراء العنف والجريمة، ان 31 مواطنا عربيا لقوا مصرعهم منذ بداية العام الجاري ، مشيرة الى أن 25 من القتلى لقوا مصرعهم رميا بالنار، وان عشرة منهم أعمارهم أقل من 30 عاما . كما قالت جمعية "مبادرات إبراهيم" ان 3 نساء من بين القتلى، علما ان احداهن كانت قد أصيبت بجراح العام الماضي، وتوفيت متأثرة بجراحها هذا العام . واشارت الجمعية الى ان عدد القتلى في الفترة الموازية من العام الماضي كان 28 قتيلا .
وقالت وصال أبو رعد – مركّزة تغيير السياسات في مجال مكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي في جمعيّة سيكوي (أفق) - قالت في حديث لموقع بانيت وقناة هلا : "هناك ازدياد ملحوظ بعدد جرائم القتل، نحن لا نملك جديداً من حيث قراءة صورة الوضع ولكن نؤكد دوما ان كل ما يحدث في مجتمعنا من عنف وجريمة هو بسبب سياسيات عنصرية ضدنا كمجتمع عربي، فمن ناحية مستوى انفاذ القانون اذ ان الشرطة تقصر في عملها ولا تتخذ مسؤولياتها بشكل كاف لتقوم بردع المجرمين ومحاكمتهم في المجتمع العربي، والمستوى الاخر تطوير مرافق حياتية وعلاجها في مجتمعنا العربي. لهذا، عدم عمل الحكومة والدولة على موضوع العنف بشكل متكامل على عدة مستويات يقودنا الى هذه الحالة التي نشهدها في المجتمع العربي من ناحية العنف والجريمة".
وردا على سؤال حول تراجع جرائم القتل في بداية الحرب، قالت وصال أبو رعد: "نحن نتحدث عن منظمات إجرامية تقوم بدراسة الواقع وأيضا بتخطيط لما تقوم به وفقا لكل الأحوال التي تكون حولها، والحرب هي أيضا تشكل خطرا على منظمات إجرامية لهذا تقوم بالبحث كيف يمكن ان تباشر وتستكمل مسيرتها في مجتمعنا العربي وتستمر بالسيطرة عليه حتى في ظل الحرب، لهذا شهدنا في الأيام الأولى لفترة قصيرة هبوطا بعمليات العنف والجريمة واحداث القتل وسرعان ما تفشت هذه الظاهرة من جديد وأخذت بالازدياد، وشهدنا العام الماضي عاما داميا، وحتى اليوم سجلنا 31 حالة قتل، أي ان الحرب اثرت فقط لفترة قصيرة جدا".
"موضوع الجريمة والعنف هو موضوع سياسي"
ومضت وصال أبو رعد قائلة لموقع بانيت وقناة هلا: "نحن في سيكوي - افق، نرى بان كل موضوع الجريمة والعنف هو موضوع سياسي يمكن ان يحل، وذلك من خلال قيام الشرطة بواجبها وعملها كما يجب. العام الماضي تم تقديم لوائح اتهام وإدانة 23 من حالات القتل فقط أي ما يعادل عشرة ونصف بالمئة، والسؤال كيف يمكن ردع المجرمين في مجتمعنا وكيف يمكن منع الجريمة القادمة عندما لا تقوم الشرطة بتقديم لوائح اتهام وادانة بالشكل الكافي، وهذا هو تقصير واضح جدا من قبل الشرطة وهذه الالية يجب ان تعمل الشرطة عليها لتحاكم المجرمين وتردعهم".
وأضافت: "على المستوى الاخر، هناك مرافق كما ذكرت مرافق حياتية مثل التعليم ، التخطيط والبناء، الاقتصاد ، وتشغيل الشباب والشابات في مجتمعنا العربي، يجب إيجاد اطر لكل الشباب، اذا قمنا أيضا بمعالجة هذه الامور سنلحظ أيضا انخفاضا في عدد ضحايا العنف والجريمة، يجب علينا كمجتمع ان نعرف تماما بان مسالة العنف والجريمة هي مسألة سياسية، وعليه يجب على الدولة ان تعمل أيضا بشكل كامل ومتكامل لحل هذه الافة التي تفتك بمجتمعنا على جميع المستويات".
" يمكن الاعتماد على قيادات قادرة على تحريك الشارع"
وحول دور القيادات العربية في تغيير هذا الواقع المرير، قالت وصال أبو رعد: "يمكن الاعتماد على قيادات قادرة على تحريك الشارع وتقودنا كمجتمع ان نطالب بحقنا بالأمن والأمان، ان نرفع صوتنا عاليا ونوصل رسالتنا للحكومة والدولة، ولكن للأسف في هذه الأيام يتم اسكاتنا بعدة طرق وفي مجالات عديدة، لهذا يجب على القيادات العمل بشكل جاد على موضوع الجريمة والعنف وبالفترة الأخيرة عملت هذه القيادات بشكل جاد وجدي على عدة أمور، واحد منها منع التقليصات في خطط حكومية ".