أعمال لفتيات في قسم الأورام للأطفال في رمبام - تصوير المركز الطبي رمبام
في مجال يعاني من نقص شديد فيما يتعلّق بتخصيص ميزانيّات في الجهاز الصحيّ لهذا النشاط المهني .
إنّ اختيار رمبام كمكان لهذا اللقاء ليس صدفة – رمبام هو المستشفى الوحيد في إسرائيل الذي يتبنّى العلاج بالفنون، كأداة علاج نفسيّ، ليس في أقسام الصحّة النفسيّة أو مع المتعالَجين الذين لديهم خلفيّة لمعاناة نفسيّة، وإنّما يستخدم رمبام هذه الأداة بطريقة فعّالة ومبتكرة في أقسام الاستشفاء "العامة" في المستشفى، أيضًا. أقيم اليوم الدراسيّ بالشراكة مع "ياهت"- رابطة العلاج بالفنون في إسرائيل.
ليئات أريئيل، مديرة الخدمة النفسيّة في رمبام، توضّح: "العلاج بالفنون يتيح عملًا علاجيًّا بمستوى إضافيّ للعلاج الكلاميّ. يتمّ تقديم العلاج في مستشفى رمبام في قسم الأعصاب والاضطرابات الدماغية، قسم الأورام وأمراض الدم عند البالغين، عيادة الألم المزمن، عيادة المناعة، وقسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال. يتمّ العلاج بواسطة الفنون بأيدي معالِجين بالفنون من مختلف المجالات: الفنّ البصريّ، بما في ذلك العلاج عن طريق التصوير، الحركة والنص. ما يسمح للمتعالجين بالتواصل مع قدراتهم الإبداعيّة الصحّيّة والشافية في تجربتهم، وإعطاء تعبير عاطفيّ للمضامين التي تشغلهم. يعزّز العلاج بالفنون القدرة على التكيّف والتعامل مع الأعراض والمصاعب الجسديّة والعاطفيّة، ويساعد على تحسين الرفاهَ والصحة النفسية وتخفيف أعراض القلق والتوتر. نحن في رمبام قطعنا دربا طويلا في هذا المجال – انطلقنا من الممارسة المألوفة للصحّة النفسيّة إلى أطر جديدة من العمل العلاجيّ، بحيث أصبحت غرف الأطبّاء ومساحات الاستشفاء في المستشفى هي مساحات العمل الجديدة".
المسؤولة عن المجال "في الميدان" هي ياعيل مزراحي، مركّزة مجال العلاج بالفنون في الخدمة النفسيّة في رمبام، وهي تقول: "المعالِجون بالفنون متواجدون في الوحدات المختلفة التي تتوفّر فيها منظومة الخدمة النفسيّة، وهم يشكّلون جزءًا من الطاقم متعدّد التخصّصات في القسم. يقدّم المعالِجون العلاج الفرديّ وكذلك الجماعيّ. يشمل العلاج تدخّلات في الأزمات، مرافقة المتعالَج وعائلته طوال فترة الاستشفاء، ومعالجة حالات الفقدان في أعقاب مرض أو إصابة ومعاناة" .
المعالِجات والمعالِجون أنفسهم شاركوا الحاضرات والحاضرين في اليوم الدراسيّ بأعمالهن العلاجية، من خلال عرض حالات مختلفة تمكّن فيها العلاج بالفنّ من تحسين الحالة النفسيّة وتخفيف الألم والمعاناة لدى متعالَجين يعانون من أمراض غير سهلة. تضمّن اليوم الدراسيّ معرض لأعمال متعالَجين (باسم مجهول) اللذين أبدوا موافقتهم على مشاركة السيرورة العلاجية التي قطعوها من خلال الفنّ في مواجهة المرض الجسديّ والجانب العاطفيّ المرافق له. وقد لفتت الأنظار، بشكل خاصّ، أعمال فنّيّة لفتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، كانت تُعالَج في قسم أمراض الدم والأورام للأطفال، فخلال فترة تلقّيها العلاج الطبّيّ المكثّف، كرّست نفسها أيضًا، للعلاج بالفنّ البصريّ.
الفتاة المتعالجة أتاحت لموهبة فنّيّة رائعة مخفيّة أن تنطلق إلى الخارج، إلى درجة أنّها قالت لمعالِجتها، نبال خوري-جدع، إنّها تفكّر الآن في أن تواصل دراستها في الثانويّة في فرع الفنون وليس في التعليم النظريّ العادي. وقالت نبال: "إنّ المرض عزّز الموهبة الفنّيّة لدى الفتاة"، وأضافتْ موضّحة: "لقد كانت المتعالَجة مهتمّة بهذا المجال دائماً، ولكن أثناء العلاجات مرّت بسيرورة مثيرة للإعجاب، عبّرتْ من خلالها عن مفهومها لجسدها عبر أعمال فنّيّة تتّسم بعمق عاطفيّ أكبر، وتناولت بلوغها سن المراهقة كفتاة. يتمتّع الفنّ بقوّة هائلة تمكّن المتعالَجين من التعبير على مضامين عاطفيّة عميقة من خلال العلاج. وتطرّقت الفتاة نفسها إلى ذلك بطريقة فلسفيّة ناضجة للغاية، حيث تقول إنّ "الفنّ ساعدني على تخطي القيود، خلال العلاج استطعت أن أكون وان اعبر عن ذاتي بحرية وبدون أي تفكير وتقيدات".