د. أسامه مصاروة
بشكل خاص في معارك الانتخابات، واقول معارك وها نحن نرى ونسمع ما يدور من فتن يحيكها فقط من لا يريد خيرا بهذا البلد.
للمعلومة قبل عام 1948 لم تكن هناك عائلات في الطيبة، اقصد بالمفهوم السلبي، فاسم العائلة لا يرمز لأي شيء سوى للتعريف بالشخص دون ان يكون لهذه التسمية اي جوانب سلبية مقيتة. نتحدث عن العنصرية ونحن نطبقها بحذافيرها نتحدث عن الحقد وان كان مخفيا لكنه كالافعى ترفع رأسها وتخرج انيابها السامة لتقضي على نسيج الطيبة الاجتماعي والإنساني، والأمر صحيح في اي مكان في مجتمعنا الفلسطيني المحلي.
اقولها صراحة وما دفعني لقوله أنه كان في بيتي صديقة لزوجتي تزورها عدة مرات في الأسبوع على مدار سنوات طويلة، إذ كانت زميلتها في المدرسة، وزميل الدراسه له معزة خاصة عند البعض مثلي مثلا. المهم سمعتهما تتحدثان عن الانتخابات القادمة يوم 27.2 فاتني أن أقول أن زوجتي من عائلة وصديقتها من عائلة اخرى، والعائلتان بينهما صراع، واقولها صراع إذ هو هكذا وليس مجرد انتخابات ديموقراطية، فعائلات الطيبة وغيرها في القرى والمدن العربية ليست احزابا لها اجندات سياسية اجتماعية تربوية إلى آخره، بل تحمل ارثا من القبلية والجاهلية التي يبدو اننا لم نتخلص منها، إذ ها هي تعود ثانية، ومنذ عدة قرون وصل فيها العرب إلى أعمق نقطة من الانحطاط على جميع الاصعدة.
ترى من المستفيد من المستفيد. يقولون الانتخابات يوم فقط، كذب كذب كذب، هي يوم واحد فقط، لكن الاعداد للانتخابات القادمة خاصة عند الطرف الخاسر يدوم حتى مجيء يوم الانتخابات اي بعد 4 سنوات أو أكثر حسب الظروف. بعد سماع حديث زوجتي وصديقتها اقول لو عبد هذا الرئيس من هذه العائلة أو تلك لو عبد الشوارع من ذهب لما رأى الطرف الآخر ذلك انجازا. واذا شيد هذا أو ذاك جامعة وكان من المفروض ان تكون في الطيبة جامعة منذ سنين، لن يرى الطرف الآخر ذلك انجازا، وكان الجامعة ستكون حكرا على هذه العائلة أو تلك.
قبل عدة شهور واكيد هناك من قرأ ذلك كتبت مناشدا مرشحي الرئاسة خاصة إقامة كتلة واحدة مشتركة وانقاذ الطيبة من آفات الانتخابات العائلية للاسف لم يتحقق ذلك كما لم يتحقق قبل عقود طويلة مؤلمة. اين يمكن السبب أو الأسباب انتم تعرفون ولا تريدون أن تعرفوا. ما اعرفه انني سأبقى دون كيشوت هذا العصر ليكن لن يموت هذا الحلم في قلبي ولم يبق في العمر مثل ما قد مضى.