logo

أعداد القتلى في المجتمع العربي بلغت حدّا لا يستوعبه العقل | الشيخ عباس زكور للشباب :‘وُلدتم لتعيشوا .. لا تجعلوا أمهاتكم يبكين أبد الدهر‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
13-02-2024 12:36:54 اخر تحديث: 30-09-2024 21:51:44

وصلت أعداد القتلى في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة الى حد لا يستوعبه عقل. ويخشى رؤساء السلطات المحلية العربية وقيادات المجتمع العربي

من تفاقم خطير للواقع المأساوي في البلدات العربية ، في ظل قرار بتقليص الميزانيات بما في ذلك الميزانيات المخصصة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي . 

وقال عضو الكنيست السابق الشيخ عباس زكور في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول تفشي العنف والجريمة في المجتمع العربي وتصاعد جرائم القتل منذ بداية العام : "مؤلم جدا ما نسمعه عن جرائم القتل وسفك دماء شبابنا من ابنائنا من فلذات اكبادنا والخسارة الكبيرة التي نشهدها في كل يوم تقريبا في هذا المجتمع، وما كان على مدار السنة الماضية والسنوات التي سبقت. لهذا اوجه عدة رسائل، الرسالة الاولى للشباب الذين ينتمون الى هذه المجموعات التي تقتل بعضها البعض لا اريد ان اقول لكم العصابات اقول المجموعات وأنتم من ابناء جلدتنا أنتم من شعبنا انتم من ابنائنا واحبابنا، عليك ان ترى هذا الامر لأنك اخي الحبيب، ايها الشاب انت اليوم قاتل غدا ستكون مقتولاً. علينا ان نسمع لرسولنا وحبيبنا محمد وهو يقول بشر القاتل بالقتل، انت تقتل اليوم ستقتل غدا واما اذا لم تكن مقتولا غدا، فستكون لسنوات عديدة في السجون، وستبكي عليكم الأمهات، سيفقدكم الأخوة والاخوات والاباء، ولدتم لتعيشوا وليس من اجل ان تموتوا".

ومضى قائلا: "الرسالة الثانية أوجهها لأبناء شعبنا من اصحاب القدرات على الاصلاح، نحن اليوم نجد العديد من الصالحين ولكننا لا نجد المصلحين، مجتمعنا - في كل بلد وفي كل قرية - يحتاج الى مصلحين ليكونوا بين هؤلاء الشباب ويعملوا على الاصلاح مستجيبين لامر الله سبحانه وتعالى حينما قال "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما". نحن اليوم مدعوون الى ان نكون من المصلحين الذين يسهرون بالليل والنهار للحد من هذه الجرائم ولإيقاف شلال الدماء".

"نحن مطالبون بإعداد خطة"

واردف قائلا لموقع بانيت وقناة هلا: "الامر الاخر الذي ادعو به القيادات العربية والمسؤولين على مستوى أعضاء الكنيست، رؤساء البلديات والمجالس، نحن مطالبون بإعداد خطة. المجموعات هذه التي تقتل بعضها البعض تسير من خلال خطة مبرمجة مدروسة ونحن امام هذه الخطط نحتاج الى خطط علاج، اين هي الخطط التي نعمل من خلالها للحد من الظاهرة ؟ لا نريد فقط ان نتهم بن غفير والشرطة نحن نتهمهم وهم يريدون رؤية هذه الدماء تسيل وتسفك من شبابنا ولكن اين خططنا؟ انت ايها المسؤول في لجنة المتابعة، انت ايها المسؤول في الكنيست، المسؤول في البلديات وفي المجالس، عليك ان تعد الخطة المحلية والقطرية للحد من هذه الظاهرة المؤلمة، فبدون خطة لن تستطيع النجاح لأن المرض يحتاج الى تشخيص وبعد ان شخصت المرض لا بد من تحديد الدواء، وهذا الامر من مسؤوليتنا نحن كمسؤولين من المسؤول الصغير الى المسؤول الكبير، علينا ان نتهم انفسنا ما دمنا لم نعد الخطة وان ننفق عليها ما نستطيع من المال و من الجهد حتى نحد من هذه الدماء وسفك الدماء. ونسال الله سبحانه وتعالى ان يحمي الشباب وان يحقن الدماء وان نعود الى طبيعتنا القديمة التي فيها المحبة والأخوة والتسامح يخيم على كل قريه وكل مدينة في بلادنا".

"المسؤولية تقع على عاتق كل شخص فينا"

وردا على سؤال ما اذا كان النضال والتظاهر ضد افة العنف هو الطريقة الوحيدة للضغط على الجهات المسؤولة، قال الشيخ عباس زكور: "نعم الجهات المسؤولة هي المسؤولة ومن اسمها المسؤولية أي ستسأل في الدنيا وستسأل في الآخرة ماذا قدمت وماذا عملت، ولكن انا اقول ان المسؤولية تقع على عاتق كل شخص فينا، على الامام في المسجد، على مدير المدرسة، على استاذ المدرسة، الاب والام في البيت، على المسؤولين في الحي وفي الحارة. عندما نرى شابا ممكن ان يذهب الى هذا الاتجاه علينا ان نأخذ بيديه نمنعه من هذا الامر ونوجهه لطريق السلام اما للتعليم في الجامعة او الى تعلم صنعة، حتى يستطيع العيش وبناء بيت وتكوين اسرة كريمة. كل هذه المسؤوليات مختفية اليوم، وكل شخص فينا ‘ماشي الحيط الحيط وبقول يا رب الستر‘، لن نعيش في ستر اذا بقينا على الهامش، يجب ان نكون في قلب الاحداث وان نتعاون".

"هؤلاء الشباب ليسوا اعداءنا "

واختتم حديثه قائلا: "هؤلاء الشباب ليسوا اعداءنا، هم ابناؤنا ومن ابناء جلدتنا هم من دمنا وجلدنا، علينا ان نوعيّهم . انا متأكد ان كل انسان انخرط في عالم الاجرام ومجموعات القتل يتمنى ان يعود الى الحياة الطبيعية فتعالوا بنا نأخذ بأيديهم، تعالوا لنعاونهم على الخروج من هذا الواقع الذي انخرطوا فيه، لنعود بهم الى الحياة الآمنة والكريمة الطبيعية التي اعتاد عليها ابناء شعبنا واهلنا، هذا الشعب العظيم الكريم الذي لم يكن يعرف هذه الدماء ولا هذه العصابات ولا هذا القتل". 

" اعتقد ان كل شخص يجب عليه تربية أولاده على المحبة والإخلاص"

من جانبه، قال علي ظريف ناشط اجتماعي وسياسي في عكا: "نحن اليوم اصبحنا نكره بعضنا البعض حتى أولاد العم والأهالي كرهوا بعضهم. عكا كانت من أجمل المدن في العالم لا توجد فيها أي مشكلة ويتم استقبال أي زائر وضيف يأتي الى عكا كأخ".

وأضاف: "اعتقد ان كل شخص يجب عليه تربية أولاده على المحبة والإخلاص فاذا تم هذا الامر ستعود عكا كما كانت، عائلة واحدة. لكن تبقى مكافحة العنف من اصعب الأمور ويجب على الحكومة ان تبدأ وتساعد فهي قادرة على فعل كل شيء".

"الوضع خطير جدا"

أما رباح طه، فقال: "الوضع خطير جدا في مجتمعنا العربي خاصة في صفوف الجيل الصاعد، لهذا آمل من الجميع ان يعملوا لنوقف العنف وتسود بيننا المحبة".

 لمشاهدة التقرير الكامل عن قناة هلا اضغطوا على الفيديو اعلاه.