صورة للتوضيح فقط - تصوير : Konstantin Troninshutterstock
المتطلبات والاحتياجات، وبالأخص عدم معرفة السر وراء بكاء الطفل الشديد، ودائماً ما تكون بداية الطريق، اللجوء إلى الطبيب للتشخيص الصحيح.
وهنا أجمع الأطباء على أن هذه الاضطرابات العصبية؛ مثل بكاء الطفل الشديد بلا سبب، تحدث عندما يكون هناك شيء غير طبيعي في دماغ الطفل، أو جهازه العصبي أو خلايا العضلات.
أسباب وعلامات الاضطراب العصبي
تعتبر العيوب الخلقية أمراً وارداً، ولكن قد تتسبب الإصابات في الدماغ بالنزف، وبالكدمات في المخ والجهاز العصبي بدرجات متفاوتة، ينتج عنها في النهاية أعراض عصبية، تتمثل في عدة مظاهر منها البكاء الشديد للطفل من دون سبب.
تنقسم الأمراض إلى شقين أساسيين: أمراض ولد بها الطفل، وأخرى يكتسبها بعد الولادة، ولحسن الحظ فإن العديد من أمراض ما قبل الولادة يسهل رصدها من خلال الأشعة رباعية الأبعاد أثناء متابعة الحمل.
كما يلاحظ الأخصائيون تلك الأعراض بمجرد ولادة الطفل، وقد لا تلاحظ أي مشاكل إلا بعد أيام قليلة من الولادة، ومنها ما يظهر في شكل مرونة شديدة في العضلات؛ حيث تكون عضلات الطفل رخوة ويمكن الإحساس بها بسهولة.
تشهد مراحل نمو الطفل الطبيعي وجود جزء رخو في رأس الطفل بين عظام الجمجمة في الأشهر الأولى؛ وذلك ليمنح أنسجة المخ المساحة من أجل النمو والتمدد، حتى تأخذ الحجم الطبيعي للمخ في الأشخاص البالغين.
وفي بعض الحالات المرضية يحدث إما التآم، وإما تصلب مبكر لتلك المناطق؛ حيث تتحول الجمجمة إلى صندوق صلب ومغلق لا يسمح بتمدد ونمو المخ وأنسجة الجهاز العصبي للطفل.
وعلمياً فإن عدم التآمها في التوقيت المناسب قد يؤدي إلى أعراض تستوجب الكشف والمتابعة الطبية، لذلك ينصح بسؤال الطبيب عن تطور التئام الجمجمة خلال الأشهر الأولى من الولادة، وحتى بلوغ الطفل السنة الأولى.
المؤشرات الأساسية للاضطرابات العصبية لدى الأطفال
سهولة دخول الطفل في نوبات البكاء
الأطفال يتأثرون بما يدور حولهم من أحداث وأصوات، كما يتأثرون بالحالة النفسية للأم، ومنهم من يتعرض ﻷصوات الشجار بين الكبار، أو لعنف لفظي أو جسدي، فيصابون بنوبات من البكاء النهاري، أو الليلي دون وجود سبب عضوي.
لهذا يجب مراجعة ما يتعرض له الطفل من أحداث خلال اليوم، ومع حلول الليل يجب العمل على توفير الهدوء، وتجنب الأصوات العالية، وتخفيف الإضاءة، بجانب إشباعه بالرضاعة لكي ينام جيداً، مع تنظيم النوم نهاراً، بحيث يكون مرة واحدة فقط، لا تتجاوز الساعة؛ حتى ينام جيداً ليلاً.
المعروف أن أي ألم يتعرض له الطفل قد يسبب له البكاء، ومن أشهر الأسباب؛ المغص الوليدي، الانتفاخ وآلام الأذن الوسطى الناتجة عن الإصابة باحتقان في الأنف، بعد نزلة برد أو حساسية بالأنف.
وقد يعاني المواليد الجدد من نوبات بكاء مستمرة، بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي والمغص، وقد يستمر معهم حتى أول 100 يوم في حياتهم، وأحياناً قد يعاني الرضيع بسبب الصعوبة في التكيّف.
بكاء الطفل العصبي
سيدتي الأم: لا يوجد ما يسمى بالطفل العصبي، والطفل لا يولد عصبياً، لكن البكاء المقلق الذي لا يتحسن مع أدوية المغص، ويتعذر التعرف على سببه ، كثيراً ما تصفه بعض الأمهات بأن طفلها عصبي.
تلك الإشارة وحدها لا تكفي لدق ناقوس الخطر، ولكنها علامة مميزة على وجود خطب ما يجب تفسيره، والعكس صحيح، يعد الهدوء وفقدان الاهتمام والانتباه أمراً يستدعي زيارة الطبيب أيضاً.
التشنجات
كما تشمل الاضطرابات العصبية؛ التشنجات التي تحدث للطفل، تصلب الجسم بأكمله، أو تشنجات طرفية في اليدين والرجلين، يصاحبها نوم عميق لمدة ساعة قبل التشنج أو بعده، وهو ما يستوجب التشخيص من خلال أشعة رسم المخ.
ضرورة التشخيص الطبي الصحيح
التشخيص الطبي الصحيح للاضطراب الذي يعاني منه طفلك هو بداية طريق العلاج والشفاء، فهناك مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية تختلف حدتها وشدتها من حالة إلى أخرى، ولا يستطيع أحد تشخيصها إلا الأطباء المتخصصين.
لذلك تحتاج الأم القيام بمتابعة دقيقة لوليدها؛ لتنبيه طبيب الأطفال لأي تغيرات في العضلات أو الحركة، خاصة ما يتطابق مع جداول النمو الخاصة بالمواليد، وإذا اجتمع أكثر من عرض لدى طفلك فيجب التوجه إلى الطبيب مباشرة.
كما ينبغي على الأمهات الانتباه إلى أن المؤشرات الأساسية للذهاب إلى الطبيب؛ هي سلوك الطفل، وطعامه، ونومه، أو معدل الإخراج (البول/ البراز)، وأي اختلاف كبير في تلك المؤشرات يستوجب زيارة الطبيب.