تصوير عضو النادي الأستاذ جوزيف حلو
أقيمت المحاضرة أول من أمس، الثلاثاء، في مقر النَّادي، في بناية "فراكسناترا"-الهستدروت-الناصرة، بحضور لفيف من المعلِّمين المتقاعدين الذين استقبلوا الشَّاعر الضَّيف، وأثنوا على عطائه الشَّعري والأدبي.
افتتح الأمسية الأستاذ الباحث في معالم الوطن، فوزي ناصر معرِّفًا بالشَّاعر الضَّيف، مبيِّنًا أنه "بدأ بكتابة القصيدة الفصيحة، ونشر منها العديد من القصائد، ثمَّ تحوَّل بعد ذلك إلى كتابة القصيدة باللهجة العاميَّة، وأوضح أنَّ هذا التَّحول جاء بسبب أنَّ المضامين الشعريَّة التي أرادها شاعرنا، فرضت على قصيدته اللهجة العاميَّة التي أجاد فيها، وقد لاحظنا ذلك من خلال مجموعاته الشعريَّة العاميَّة التي صدرت له حتى الآن".
بعد ذلك استعرض الشَّاعر عيلوطي مسيرة الشِّعر العاميّ، ومراحل نموُّه، وتطوّره، مُؤكِّدًا أنَّ "هذا الشِّعر أثبت وجوده، واستطاع أن يقف شامخًا إلى جانب أخيه الشِّعر الفصيح، رغم محاولات العديد من المتقعِّرين اللغويِّين الذين اعتبروا أنَّ هذا النَّوع من الشِّعر يُشكِّل خروجًا على شرع الثَّقافة العربيَّة الأصيلة والرسميَّة، مُذكِّرًا بدور الأديب الكبير مارون عبُّود حين حسم هذا الصِّراع بين جناحيِّ الشِّعر، "العامي والفصيح" حين قال: سأظلُّ عدوَّ من ينظر إلى اللغة العربيَّة باعتبارها وقفًا أزيًا لا يجوز التَّصرُّف به، ومن ينادي بإحلال العاميَّة مكان الفصحى، واستبدال الحروف العربيَّة بحروف لاتينيَّة، لكن عبُّود اعترف في النِّهاية أن من يبحث عن عروبة لبنان، يجدها في الشِّعر العامي".
ثم تطرَّق المحاضر، عيلوطي إلى أصناف الشِّعر العامي، من حيث تنوّع أوزانه، وتوزيعها على أشكال شعريَّة مختلفة، مثل: "المُعنَّى" من "معنيشيو السِّريانيَّة"، بمعنى الأغنية، "العتابا" من عتاب، "الميجنا" من مجون، "الشُّروقي البدوي، والبغدادي"، "الزُّلف" من زلفاء، أي هيفاء، "القرَّادي" على أنواعه، والمخمَّس على تعدُّد أصنافه أيضًا، المُوشَّح، الدَّلعونه، وغيرها.
كما قرأ نماذج من هذه الأنواع الشعريَّة من شعره هو، ومن شعر غيره من شعراء العاميَّة البارزين.
بعد ذلك قام السيِّد كمال أبو أحمد، رئيس الهستدروت لمنطقة الناصرة، بتقديم هديَّة رمزيَّة للشَّاعر، مُرحِّبًا به ضيفًا عزيزًا على النادي وعلى بيت الهستدروت في الناصرة، ثم قدَّم له الأستاذ فوزي ناصر باسم أعضاء "نادي المعلِّمين المتقاعدين" شهادة شكر وتقدير، متمنِّيًا للشَّاعر الضَّيف المزيد من التقدُّم والعطاء.
في النهاية، قام الحضور بتقديم مداخلات وتوجيه أسئلة، أثرت اللقاء، وأجاب عنها المحاضر بإسهاب.