القريبة والمخاطر التي يشكلها التقليص المرتقب لميزانيات السلطات المحلية العربية على المجتمع العربي وتداعياته على السلطات المحلية والمواطن العربي، الى جانب البحث عن طرق ووسائل للتصدي لهذا الامر.
وأكد مشاركون في حديث لقناة هلا على "ان التقليصات تمس بالميزانيات العامة الأساسية للسلطات المحلية وليس بميزانيات إضافية، فنحن نتحدث عن أجور الموظفين ودفع الرواتب وعن الخدمات الأساسية التي تقدمها السلطات المحلية العربية للمواطن، بالإضافة الى هبات الموازنة التي تعتبر الهواء الذي تتنفسه السلطات المحلية العربية".
وقالت رغد جرايسي المديرة العامة المشاركة لجمعية "سيكوي – افق" ، قالت في حديث لمراسل موقع بانيت وقناة هلا: "هذا اللقاء المهم هو لقاء لطواقم مهنية في السلطات المحلية العربية وعلى راسها المدراء العامين والمحاسبين لتداول التحديات القريبة والمخاطر التي يشكلها التقليص المرتقب لميزانيات المجتمع العربي لعام 2024 وتداعياته الخطيرة على السلطات المحلية العربية وعلى المواطن العربي وكيفية التصدي له من قبل السلطات المحلية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ومن قبل مؤسسات المجتمع المدني التي ترافق سيرورة التطوير الاقتصادي الاجتماعي في البلدات العبرية في السنوات الأخيرة".
وتابعت قائلة: "نعرف ان المجتمع العربي مستضعف وفقير ويعاني من التمييز منذ سنوات ولهذا فهو يدخل أصلا فترة الحرب كمجتمع يعاني من العديد من النقص على مستوى الميزانيات والموارد وهذا يجعل منه عرضة أكثر للتضرر نتيجة الحرب وتأتي الان ميزانية 2024 لتزيد من الضرر بدل ان تصلح ، تعمّق الفجوات والتحديات التي تعاني منها السلطات المحلية العربية والمواطن العربي".
"ضرر بالخدمات الاساسية للمواطنين"
وأضافت: "عندما نتحدث عن تقليصات هذا العام، نتحدث عن تقليصات تمس الميزانيات العامة الاساسية للسلطات المحلية العربية ، لا نتحدث عن ميزانيات إضافية للتطوير المستقبلي بل نتحدث عن أجور الموظفين ودفع الرواتب الخدمات الأساسية للمواطن. هبات الموازنة وهي الهواء الذي تتنفسه السلطات المحلية العربية، ومس بهذا القدر الكبير المتوقع بهذه الميزانيات هو مس كبير بالمواطن وبالخدمات الأساسية التي يتلقاها من السلطات المحلية وبطبيعة الحال نحن نتحدث عن جودة الخدمات ونوع الخدمات التي يتلقاها في كل مجالات الحياة".
واوضحت جرايسي "أن جمعية سيكوي افق وجمعيات المجتمع المدني التي تعمل في هذا المجال ترافق منذ سنوات وبشراكة مع اللجنة القطرية سيرورات التطوير الاقتصادي الاجتماعي في البلدات العربية وتطبيق الخطط الحكومية الخماسية لتطوير المجتمع العربي وتملك صورة دقيقة بالنسبة لاستنفاذ هذه الخطط، التحديات والعوائق وكيف يمكن ان يتم حلها".
"تصعيد النضال"
واختتمت قائلة: "في هذه الأيام بدانا بتصعيد النضال ضد التقليصات من خلال عرض المعطيات التي تتعلق بالتقليصات للجمهور العام، بناء شراكات مع مؤسسات أخرى ومع اللجنة القطرية والسلطات المحلية، والتواصل مع اعضاء كنيست سيصوتون في النهاية على تمرير هذه الميزانيات، إضافة الى العمل امام أعضاء الكنيست في لجنة المالية التي ستصوت وتقرر في جزء من البنود المتعلقة بالقرار بالذات فيما يتعلق بالتقليصات بالخطط الخماسية للتطوير الاقتصادي الاجتماعي ومحاولة الضغط من اجل وقف او تقليص هذه التقليصات للقدر الأصغر حتى يتم تقليص الضرر بالمجتمع العربي على المدى القصير وعلى المدى البعيد".
"الضغط على اللجنة المالية"
من جانبه، قال عماد جرايسي مدير عام مركز انجاز: "في ظل الظروف السياسية الحالية ومحاولات تقليص الميزانيات في ميزانية الدولة، خاصة ميزانيات المجتمع العربي بما يقارب الـ 85% من الميزانية المقلصة من الخطط الاقتصادية هي من ميزانية المجتمع العربي ، لهذا رأينا أهمية لعقد لقاء طوارئ مع محاسبي السلطات المحلية العربية ورؤساء السلطات لمحاولة تدارك ما يمكن تداركه خلال الأشهر القريبة قبل الموافقة النهائية على ميزانية الدولة ومحاولة الضغط على اللجنة المالية في الكنيست وأعضاء الكنيست وعلى الجهات المعنية في محاولة تخفيض التقليصات لميزانيات المجتمع العربي".
واردف قائلا: "ليس بالصدفة انه منذ عام 2016 حتى اليوم اقرت خطط خماسية للمجتمع العربي لسد الفجوات بينها وبين المجتمع اليهودي لكن فجأة يتم محاولة تقليص 85% من خطط الميزانيات، وعلى ما يبدو اصبحت الفكرة توسيع الهوة والفجوات بين المجتمعين وليس العكس. وهذا الامر من شأنه ان يحدث اضرارا كبيرة والسلطة المحلية لن تتمكن من تقديم الخدمات الاساسية للمواطن العربي في مختلف المجالات".
"هذه التقليصات ضربة قاسية لمجتمعنا العربي"
بدوره، قال فؤاد عوض رئيس مجلس المزرعة المحلي: "اليوم المؤتمر للمحاسبين والمدراء بالمجالس المحلية بتنظيم من جمعية انجاز حتى نحاول عمل تشبيك بين الأقسام المختلفة والمدراء والمحاسبين بسبب تقليص عام في الميزانيات بكل الوزارات، خاصة في ميزانيات المجتمع العربي بنسبة 15% وهناك تقليصات أيضا في وزارة الداخلية تصل الى 200 مليون شيكل من هبة الموازنة، وهذه التقليصات ضربة قاسية لمجتمعنا العربي. لهذا نريد أن نحاول ان نؤثر على هذه التقليصات خاصة وانه لا يوجد لدينا غطاء سياسي فالحكومة يمينية تحرض علينا وتحاول تقليص الميزانيات بدلا من السماح لنا بالتدخل في التقليصات وتخفيضها حتى نستمر بتقديم الخدمات للمواطنين في المجتمع العربي.
ونحن نأمل ان تكون أيام الحكومة قصيرة لكي نحصل حقوقنا كوسط عربي".
"أضرار كبيرة"
وأضاف: "في حال تم تطبيق الامر على ارض الواقع وتقليص الميزانيات فإننا سنتعرض لأضرار كبيرة وسنضطر لتسريح موظفين في المجالس المحلية وأيضا ستتضرر باقي المجالات الأخرى مثل التربية والتعليم وغيرها، لهذا ندرس ان تشمل التقليصات أمورا نستطيع الاستغناء عنها".
" هذه اجندة الوزير سموتريتش"
من ناحيته، قال مازن عدوي رئيس مجلس طرعان المحلي: "نشارك في المؤتمر الطارئ بسبب التقليصات في ميزانيات المجالس، فالصورة قاتمة جدا وسوداء فهذه التقليصات ستؤدي لانهيار بعض السلطات المحلية، والكل يعرف ان هذه اجندة الوزير سموتريتش الذي يحاول ان يمول المستوطنات من خلال تقليص الميزانيات في المجتمع العربي. وهذا امر مؤسف فلا توجد مصادر دخل بديلة لتعويض هذه التقليصات رغم ان هناك توصيات من الشاباك وجهات أخرى تشير لخطورة التقليص".
"عجز مالي"
د. سمير محاميد رئيس بلدية ام الفحم، قال لقناة هلا : "التقليصات سوف تضر بالمجتمع العربي ولكن سنواجه هذه التقليصات بكل ما اوتينا من قوة في الكنيست وسنتوجه لكل أعضاء الكنيست والوزراء الذين لهم علاقة باللجنة المالية من اجل ان نحد من هذه التقليصات فنحن نتحدث عن 4.5 مليار شيكل خلال 3 سنوات وهذا الامر سيؤثر على كل مسارات الحياة في المجتمع العربي وسنواجه عجزا ماليا نحن بغنى عنه".