logo

أمريكا وأوروبا تبذلان مساعي دبلوماسية جديدة لوقف تصعيد الحرب في غزة

تقرير رويترز
05-01-2024 18:58:41 اخر تحديث: 05-01-2024 20:06:40

القاهرة/غزة/القدس (تقرير رويترز) - من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى الشرق الأوسط يوم الجمعة ،


 (Photo by Mostafa Alkharouf/Anadolu via Getty Images)

في محاولة لوقف اتساع نطاق الصراع في غزة إلى الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، ولبنان وممرات الشحن في البحر الأحمر.

وتأتي الزيارتان بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الهجوم الذي شنه مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أدى إلى مقتل 1200 شخص.

ودفع هذا الهجوم إسرائيل لشن هجمات أدت إلى مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني وتركت معظم أنحاء القطاع في حالة خراب.

وأعلنت إسرائيل، التي تقول إنها قتلت ثمانية آلاف مسلح منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، عن نهج أكثر استهدافا يوم الخميس بينما شرع بلينكن في جولة تستمر أسبوعا بالمنطقة.

لكن فلسطينيين قالوا إن الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي لم تنخفض وتيرتهما، وسط هجمات مكثفة بالطائرات والدبابات خلال الليل على مناطق المغازي والبريج والنصيرات ذات الكثافة السكانية العالية في وسط القطاع الساحلي.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن نحو 162 من سكان غزة قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضافوا أن أربعة أشخاص قتلوا في غارة جوية على أحد شوارع النصيرات.

وأوضحوا أن ستة فلسطينيين قتلوا في غارة على خان يونس الواقعة في جنوب القطاع حيث انتقل مئات الآلاف من سكان غزة بناء على تحذيرات إسرائيلية.

وقال عبد الرازق أبو سنجار وهو يبكي على جثث زوجته وأطفاله الملفوفة بالأكفان بعدما قُتلوا في غارة يوم الخميس على منزله في رفح على الحدود المصرية "الحكومة الإسرائيلية تدعي الديمقراطية والإنسانية، لكنها غير إنسانية".

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القصف المدفعي تجدد قرب مستشفى الأمل في خان يونس، فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود إن عمالها أصبحوا محاصرين في جنوب غزة وإنها صارت أقل قدرة على تقديم المساعدة المطلوبة بشدة.

وكتب جاكوب بيرنز، منسق منظمة أطباء بلا حدود في غزة، على وسائل التواصل الاجتماعي "لقد أُجبرنا على التوجه نحو ركن في جنوب غزة، في رفح، مع تقلص الخيارات المتاحة أمامنا لتقديم الرعاية الصحية التي يحتاجها الناس بشدة".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 100 هدف في أنحاء غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإنه قتل مسلحين حاولوا مهاجمة دبابة في البريج وآخرين في خان يونس.

وأججت الحرب في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس العنف في الضفة الغربية التي تحكمها حركة فتح وهي منطقة أخرى تحطمت فيها آمال الفلسطينيين في إقامة دولة منذ انهيار أحدث جولة من المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة للتوصل إلى حل في عام 2014.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فتى يبلغ من العمر 17 عاما قتل وأصيب أربعة آخرون برصاص القوات الإسرائيلية في بيت ريما بالضفة الغربية. وقال متحدث باسم الجيش إن القوات أطلقت النار على فلسطينيين ألقوا قنابل حارقة عليهم.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية باتت تستخدم الأساليب العسكرية في الضفة الغربية بصورة متزايدة وإن 300 فلسطيني قتلوا، من بينهم 79 طفلا، فيما قتل مستوطنون إسرائيليون ثمانية أو تسعة منهم. كما قُتل إسرائيليان، أحدهما مدني والآخر عسكري.

لا توقعات بأن تكون المحادثات سهلة

من المقرر أن يزور بلينكن الضفة الغربية خلال جولة بالمنطقة تبدأ يوم الجمعة وتشمل زيارة إلى تركيا، وهي من بين الدول التي عرضت الوساطة. وسيزور بلينكن أيضا إسرائيل والأردن وقطر والإمارات والسعودية ومصر وسيتوقف في اليونان أيضا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "ليس من مصلحة أحد، لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم، أن يمتد هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة"، مضيفا أن بلينكن سيناقش خطوات تجنب التصعيد التي لم يحددها.

وقال ميلر للصحفيين يوم الخميس "لا نتوقع أن تكون كل محادثة في هذه الرحلة سهلة".

وقال الاتحاد الأوروبي إن من المقرر أن يزور بوريل لبنان يوم الجمعة لمناقشة الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وأهمية تجنب التصعيد في المنطقة من خلال تكثيف الجهود الدبلوماسية.

ومن المقرر أن تزور وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إسرائيل والأراضي الفلسطينية اعتبارا من يوم الأحد.

وقال متحدث باسم الوزارة "من المؤسف أن خطر التصعيد واقعي جدا".

وتحظى حماس بدعم إيراني. وشن مسلحون آخرون متحالفون مع إيران ما يقولون إنها هجمات انتقامية في أنحاء الشرق الأوسط ردا على ما أعلنته إسرائيل عن عزمها القضاء على الحركة الفلسطينية، كما استهدفوا القوات الأمريكية في العراق وسوريا وإسرائيل من لبنان.

وحذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله يوم الأربعاء من أن قتل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت "جريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها".

ويتبادل حزب الله القصف بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ بدء حرب غزة. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف اغتيال العاروري.

وأطلق الحوثيون المتحالفون مع إيران والذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن، النار على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر تشرين الثاني، مما أجبر هذه السفن على اتخاذ مسارات أطول في ضربة للتجارة العالمية.

وقالت البحرية الأمريكية إن زورقا مسيرا تابعا للحوثيين يحمل متفجرات انفجر في البحر الأحمر يوم الخميس لكنه لم يتسبب في أضرار أو خسائر بشرية.

مقتل رهينة أخرى
في ظل ضغوط دولية للتحول إلى عمليات قتالية أقل ضراوة وفي خضم تحديات تواجه الاقتصاد الإسرائيلي، بدأت إسرائيل في سحب قواتها من غزة للسماح للآلاف من جنود الاحتياط بالعودة إلى وظائفهم. وأعلنت إسرائيل مقتل 175 جنديا في عمليات في غزة.

وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الخميس عن مرحلة جديدة من الحرب بتنفيذ عمليات في الشمال تشمل مداهمات وهدم أنفاق وضربات جوية وبرية.

وفي الجنوب حيث يعيش الآن أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في خيام وملاجئ مؤقتة، ستركز العملية على القضاء على قادة حماس وإنقاذ نحو 132 رهينة إسرائيلية من بين نحو 240 اختطفهم المسلحون في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وأعلن متحدث باسم الحكومة يوم الجمعة وفاة الرهينة الخامس والعشرين.

وقال جالانت إن هيئات فلسطينية ستدير قطاع غزة بعد الحرب طالما لا يوجد تهديد لإسرائيل، لكنه لم يوضح كيف سيحدث ذلك. واستبعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يكون للسلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا أي دور في الضفة الغربية.