logo

العام الجديد يرث عن سابقه تركةً ثقيلة - الكاتب نظير مجلي : ‘يجب التفكير بتحويل الكارثة بغزة الى بارقة أمل تنطلق من خلالها مسيرة سياسية‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
31-12-2023 19:51:28 اخر تحديث: 01-01-2024 13:08:01

ودع العالم امس الاحد عام 2023، ودخل متوترا إلى بوابة عام 2024. العام الجديد ورث عن سابِقِه تركةً ثقيلة من الحروب والأزمات، في غزة وفي أوكرانيا وفي السودان وغيرها..

الآن، أنظار العالم مشدودة إلى ما يحدث في غزة، وكثير من الأسئلة المشوّكة تفرض حضورها، أهمها، متى تتوقف الحرب؟ من سيتولى ادارة زمام الامور في غزة في اليوم التالي للحرب؟ هل يتحول شمال البلاد إلى ساحة حرب أخرى؟ وهل يمكن ان يمتد القتال في غزة ويتحول الى حرب اقليمية؟للإجابة على هذه الاسئلة وغيرها ، استضافت قناة هلا الكاتب الصحفي نظير مجلي.

"عام الحرب غير الطبيعية"

وقال الكاتب الصحفي نظير مجلي في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا : "هذا العام كان بالأساس عام الحرب غير الطبيعية فرغم كل الماسي التي مرت على البشرية منذ الحرب العالمية الثانية لا يوجد مثل هذا الهجوم على غزة خاصة في الأشهر الأخيرة، راينا تدهور الأوضاع في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية اذ وقعت احداث دامية راح ضحيتها مجموعة من المدنيين الإسرائيليين عربا ويهودا ثم جاء الرد الاسرائيلي الذي لا يمكن ان يتصوره العقل، هجوم قاسي وشرس تسبب في مقتل عدد هائل من المواطنين واصابة الالاف وما زلنا نعاني من هذا الموضوع ومستمر حتى اليوم ، الذي ندخل فيه لعام 2024 ففي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بأضواء الزينة والمفرقعات يعيش شعبنا الفلسطيني في وسط تلك المتفجرات الهائلة التي لا تبقي انسانا في مكانه ولا تسمح لاحد بان يعيش براحة، ويتهددهم مصير بائس لسنين طويلة".

• هل بتقديرك ممكن ان تمتد الحرب وتصبح حربا إقليمية؟

"الخطر قائم طبعا فنحن نشهد حالة حربية في الشمال وفي الضفة الغربية والبحر الأحمر ومن الممكن ان تتفاقم الأمور لحرب اقليمية او الى حرب عالمية، ولكن تبذل أوساط عديدة جهدا كبيرا لكي لا يتسع نطاق الحرب في غزة، وهناك جهود حقيقية للولايات المتحدة وفرنسا وايران وحزب الله والحكومة اللبنانية لتحقيق ذلك، وقد طلبت الولايات المتحدة الامريكية من إسرائيل ان لا تتدخل في قضية الحوثيين وتحاول ان تدير مفاوضات غير مباشرة معهم وحرب غزة بدأت تتقلص ولكن ما زالت تهدد بالخطر".

 • لماذا يتم تأجيل قضية البحث في "اليوم التالي من الحرب" ؟

"هناك قوى عديدة في منطقتنا تريد من هذه الحرب ان تتحول الى امل وتفتح بابا لإمكانية مسيرة سياسية تضع حدا للصراع الفلسطيني الاسرائيلي عن طريق إقامة حل سلام بين إسرائيل والدول جمعاء وحل القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين. رغم ذلك، هناك قوى معارضة لهذا الامر وهي قوى اليمين المتطرف التي تمنع هذا بكل قوة وتضع عراقيل وتضغط على نتنياهو ان لا يبحث عن مرحلة انتقالية لهذا الامر ، وهذا بالطبع مؤشر خطير، لكن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لبحث هذه الأشياء وقد أراد نتنياهو ان يعقد اجتماعا للتباحث في هذا الموضوع ولكن ضغوط شركاؤه من اليمين المتطرف حالت دون ذلك وتم الغاء الاجتماع".

• نسمع اصواتا في إسرائيل تقول انه بالإمكان الاعتماد على لجان محلية وعشائر في غزة التي تتولى مسؤولية إدارة الاحياء في غزة من ناحية مدنية، هل هدا الامر قابل للتنفيذ؟

"الذين يفكرون بهذه الطريقة لا يعرفون غزة، والقيادات الاسرائيلية لا تقرا بشكل سليم ما يحدث في غزة فهناك توجد أوضاع لا تسمح بمثل هذه الحلول، والشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين طرحت عليه فكرة تنظيمات محلية تقيم روابط حكم ذاتي ومدني لكن الشعب الفلسطيني بحاجة لدولة فلسطينية وينبغي ان تكون هذه القيادات منتخبة من الشعب الفلسطيني وهذا الشعب مصر للخروج الى انتخابات لتحديد قياداته. والبحث عن قيادات بديلة عن القائمة، غير مقبول ولن يكون ويجب ان تعطى التجربة فرصة ويجب التفكير بشكل جدي بان تتحول الكارثة بغزة الى بارقة امل تنطلق من خلالها مسيرة سياسية تفضي لعملية سلام حقيقية بين إسرائيل والشعب الفلسطيني والدول العربية".

• كيف تقرا حالة التوتر بين أعضاء الائتلاف الحكومي؟

"نقاش الحرب في أي دولة مفيد وقد ينتج عنه نتائج إيجابية ولكن المشكلة هنا ان النقاشات الموجودة تدور حول مصالح حزبية شخصية ضيقة في وقت تعيش فيه البلاد حالة وطنية صعبة، بغض النظر عمن بدأ الحرب. القيادات السياسية في اسرائيل بغالبيتها الساحقة لا تبدي شعورا بالمسؤولية تجاه الحرب والنتائج التي يجب ان تخرج اليها. لكل حرب هدف سياسي ولكن في اسرائيل لم يحددوا هذا الهدف بل وضعت هدفاً غير واقعي وغير قابل للتحقيق واعترفوا بهذا الامر. وهذا يبين ان هناك من يريد إطالة الحرب لان هناك حاجة حزبية سياسية لرئيس الحكومة واليمين الحاكم".