logo

علا نجمي يوسف: ‘ ضحايا الجرائم في المجتمع العربي في العشر سنوات الأخيرة يشكلون قرية عربية شابة‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
28-12-2023 19:10:30 اخر تحديث: 31-12-2023 06:31:53

بلغ عدد القتلى في أحداث تتعلق بالعنف والجريمة في المجتمع العربي هذا العام، عام 2023، الذي يوشك على الانتهاء بعد أيام،

عددا لا يستوعبه عقل : 242 قتيلا ...
الجرائم التي وقعت في العديد من البلدات العربية في مختلف المناطق أسفر عنها مقتل 242 شخصا، وفقا للإحصاء الذي تقوم عليه جمعية " مبادرات إبراهيم "، اذ كان آخر القتلى الشاب محمد سعيد عطا الله من عيلوط، الذي لقي مصرعه رميا بالنار في الشارع الواصل بين الناصرة وعيلوط، مساء يوم الأحد الأخير ...
وقال متحدث بلسان جمعية " مبادرات إبراهيم " في حديث مع صحيفة بانوراما " نتحدث عن رقم غير مسبوق ". وأشارت جمعية مبادرات إبراهيم الى أن 230 من القتلى هم من المواطنين العرب، بينما لا يحمل 12 من القتلى المواطنة الإسرائيلية ( سكان منطقة القدس ) ...

عن أسباب استفحال الجرائم بهذا الشكل في المجتمع العربي، وسبل مكافحتها ووقف شلال الدم، استضافت قناة هلا علا نجمي يوسف – الناصرة – مديرة المركز العربي اليهودي في جفعات حبيبة ..

وقالت علا نجمي يوسف في حديثها لقناة هلا : " الرقم صادم ولكننا كنا نتوقع أن نصله في ظل عدم معالجة موضوع العنف والجريمة في مجتمعنا العربي ، لكن اذا عدنا 5 سنوات للوراء فنحن نتحدث عن 669 قتيلا في اخر 5 سنوات و 999 قتيلا في اخر 10 سنوات ، أي أننا نتحدث عن نحو ألف قتيل في العشر سنوات الأخيرة الذين كان يمكننا أن نبني بهم بلدة أو قرية عربية تعج بالشباب والصبايا ، لكن موضوع العنف والجريمة في مجتمعنا أدى الى ازهاق أرواح 1000 شخص في السنوات العشر الأخيرة وهذا رقم لا يمكن الاستهانة به ، فهو عدد صادم وصارخ ، ناهيك عن أننا نتحدث عن 242 قتيلا أي 242 عائلة ثكلى . وبالتالي فان دائرة التأثير لا تتوقف عند الضحية انما عائلة الضحية أيضا التي ما زالت متأثرة ، وبالتالي فننح نعرف الان الى أي أزمة عميقة يتواجد بها مجتمعنا " .

وأضافت علا نجمي لقناة هلا : " كنا نتوقع الوصول لهذا العدد من الضحايا العرب ، لأن مجتمعنا العربي يمر بسيرورة تغيير معينة ، ويمر بمنظومة سياسية ضد مجتمعنا العربي ، وبالتالي فان موضوع العنف والجريمة كل سنة يكون أسوأ من السنة الماضية . فلو أنني قلت أنني لم أكن أتوقع هذا العدد من الضحايا فأنا عمليا لست صادقة مع نفسي . فنحن نعرف أن ملفات العنف والجريمة لا تحل من قبل الشرطة ، وبالتالي كل الوقت هي في ازدياد ، وعندما يرى المجرم أنه لا يوجد رادع له من قبل الشرطة ولا من المجتمع ولا من مؤسسات الدولة فهو يستمر في الة القتل ، وان كنا نتحدث عن سنوات سابقة فان القتل كان يتم في ساعات متأخرة واليوم في وضح النهار ، كان القتل يتم بالمفرد واليوم يكون بالمجوز وثلاثي ورباعي وخماسي ، وفي ظل غياب رادع لهؤلاء المجرمين فاننا نتوقع هذا العدد من الضحايا وفي السنة القادمة سنكون عند عدد أكبر أيضا " .

وتابعت علا نجمي بالقول لقناة هلا : " الواقع يقول أن الدولة ومؤسساتها لا تضع الجهد الكافي لمكافحة العنف والجريمة ، فمنذ بداية الحرب حتى اليوم هناك 45 قتيلا ، فالناس بالاحساسا العام يعتقدون أن ارقام القتل انخفضت في مجتمعنا نتيجة الحرب ، لكن المعطيات تشير الى غير ذلك ، فنحن انشغلنا في فترة الحرب عن الأمور التي تحدث في مجتمعنا ، والدليل على ذلك أن من بين 242 قتيلا هناك 17 حالة تم حل لغز العنف والجريمة فيها . ما أريد أن أؤكده هو أن موضوع العنف يمكن لمجتمعنا أن يتعامل معه بمعنى أن يضع اليات للحد من العنف ، لكن موضوع الجريمة فهذا ليس من مسؤولية مجتمعنا وانما مسؤولية دولة وسلطة ومؤسسات الدولة ، لأن المجتمع لا توجد لديه الاليات لمكافحة الجريمة ، ربما لدينا الاليات لمناهضة العنف أو منعه داخل مجتمعنا لكن عندما نصل الى مرحلة الاجرام فمجتمعنا ليس لديه الاليات لمكافحة المجرمين والاجرام داخل المجتمع العربي، ولهذا لا يجب أن تكون هناك بلبلة حول مسؤولية مكافحة الجريمة لأن المسؤول الأول والأخير هي الشرطة " .