من تصوير عدي بشير
من اللوحات الإبداعية المميزة والتي خطتها أناملها على مدار سنوات من الجهد والفن والابداع.
ويأتي هذا المعرض بعد أكثر من 80 يوماً مضت من أيام الحرب والتي توقفت فيها الأعمال الفنية من الظهور على جدران صالة العرض "جاليري زركشي" والتي تدار من جمعية "جوار في الشمال" برعاية وزارة العلوم والثقافة.
وقد حضر حفل الافتتاح للمعرض الفنانة المحتفى بها فاتن أمارة والعائلة الكريمة وإدارة جمعية "جوار في الشمال" وكوكبة من الفنانين وعدد من المدعوين من متذوقي الفنون التشكيلية.
وكانت الافتتاحية للأستاذ أمين أبو ريا كانز المعرض والذي رحب بالحضور وبارك للفنانة فاتن أمارة معرضها الجديد، وقال "يتجمل هذا المساء ببهائكم وحضوركم الراقي معنا في افتتاح معرضنا الجديد للفنون التشكيلية الذي اتمنى أن يليق بمقامكم وينال اعجابكم، فالرائعون كالأحجار الكريمة لا نصنعهم بل نبحث عنهم لنحتفظ بهم الى الابد نجدهم في قلوبنا وأرواحنا وأنفسنا الطاهرة يخلقهم الله مثل بقية البشر لكن الحياة تصقلهم مرة بالتربية الحسنة والبيئة الطيبة ومرة بالتجربة والثقافة الواعية فتتألق روعتهم من طيب أصلهم ويتشكل الجمال في أرواحهم. لهم وجود وربما بصدفة قدرية نلتقي بهم في هذا المساء المعطاء. وكما في داخل الاصداف يوجد اللؤلؤ وفي داخلكم وجدت الإنسان بكامل انسانيته وأجمل القيم وقمة العطاء.
اللوحات التي امامكم في محتواها البصري فريدة وفي رمزيتها ومضمونها قوة لا يستغرب أن تبدعها ريشة فنان كــ فاتن امارة. تحتوي كل لوحة على صورة كأنها تقدمها قرباناً لما يضمه صدرها حيث الوطن المختصر في صورة قبة الصخرة التي حلت مكان القلب مكاناً ووجداناً. وليس غريباً أن تشعر للوهلة الأولى بأنك تنتمي لهذا الرمز أو أنك أحد ضلوعه وما يحتويه المشهد من رغبة في التضحية والعطاء لا مثيل لها بسريالية عالية وجرعة مركزة من المشاعر والواقع والخيال.
قد تكون تلك اللوحات سجلاً تاريخياً كانت له بدايته ولم تنته بعد. نستذكر دائما هذا الإرث الفني الكبير الزاخر بصور الوطن المختلفة جعلت منها سجلاً بصرياً لبلادنا يحمل توقيعها ويعبر عن الواقع تفاعلا وانفعالا بمزيج متكامل ما بين الإحساس والمسؤولية.
اشكر لكم حضوركم وأتمنى ان يتغذى بصركم بأجمل المناظر واحلا الوجوه وكامل الصورة الفنية المميزة وان نكون دائما عند حسن ظنكم.
ما أجمل ان تبدع في مجالك والاجمل منه ان تجد من يقدر عملك " .
" مشهد تمثيلي "
أما الفنانة فاتن أمارة فتقدمت بالشكر الجزيل " لكل من شاركها فرحتها بافتتاح معرضها الجديد في سخنين، وأثنت على الاهتمام والدعم الذي تلقته من إدارة جمعية "جوار في الشمال" وإدارة " جاليري زركشي" وتهيئة جميل الظروف لإنجاح هذا المعرض، وقدمت شكرها لعائلتها التي ترعاها وتحتويها والتي هي الداعم الأول لها في مسيرتها الفنية والابداعية" .
أما الفنانة فاتن أمارة فتقدمت بالشكر الجزيل " لكل من شاركها فرحتها بافتتاح معرضها الجديد في سخنين، وأثنت على الاهتمام والدعم الذي تلقته من إدارة جمعية "جوار في الشمال" وإدارة " جاليري زركشي" وتهيئة جميل الظروف لإنجاح هذا المعرض، وقدمت شكرها لعائلتها التي ترعاها وتحتويها والتي هي الداعم الأول لها في مسيرتها الفنية والابداعية" .
والفقرة الأخيرة كانت مع الفنان والممثل المبدع خالد أبو علي والذي قدم مشهد تمثيلياً لاقى استحسان الجمهور.
ويشار الى أن معرض الفنانة فاتن امارة من كفركنا، يجسد أعمال تحويل صور عصرية وأفكار واحلام إلى لوحات فنية معاصرة تتنوع ما بين الاضمحلال والاثراء واستعادة المظهر وتحقيق الاحلام وواقعية الأفكار. غالبًا ما يتم ذلك باستخدام الألوان الزيتية على الواح القماش المشدود بأحجام متفاوتة ومختلفة. ومن المتوقع أن تشغل أعمالها من اللوحات والجداريات ذات الألوان الطيفية مساحةً وحيزا وافرا ووفيرا في مجال الفنون التشكيلية.
وجاءت تسمية المعرض تيمناً بأحلامها المتمثلة بالأعمال الرئيسية المعروضة. وهو مصطلح يُشير إلى الشعور الذي يمر به الفنان وكأنه واحلامه واقع يعيشه. ويجسِّد هذا العنوان الطابع الفني الذي يسود أغلب أعمالها بما يعيد الذاكرة ويستحضر جماليات التراث الثقافي العريق في حوار مع عميق الوجدان بأسلوب يرتكز على الجوهر. ويتكرر موضوع الذاكرة بمظاهرها المادية في الفن في معظم أعمالها لتأتي تسمية المعرض مستوحاة من بيت شعر للشاعر الراحل محمود درويش: "على قدر حلمك تتسع الأرض".
المعرض عبارة عن مجموعةً من اللوحات الفنية المرتبطة ببعضها بعضاً وتشير الى ما يدور في مجتمعنا وفي بلادنا من احداث تثير حدس الفنان ليلا في مضجعه ليصطبح بالتفكير كيف يحقق ذاك الحلم ويعرضه بأسلوب جميل لائق لجمهور الفن واهل الفن. وهذه اللوحات المتلألئة المفعمة بألوان زاهية ما هي إلا استجابة من الفنانة.
وجاء في نشرة جاليري زركشي، نحن في جاليري زركشي للفنون نكنّ احترامًا كبيرًا لاحتياجات الفنانين ونقدّر العمل المعروض تقديرًا هائلاً. وأنا واثق من أن المعرض سيخرج بصورة جميلة على أيدينا وبين جدران القاعة وسيعكس طموح الفنانة ورحابة صدرها وتحقيق احلامها بما ابدعته اناملها ليس لذلك فقط وانما ومن الضروري أن تحافظ معارض جاليري زركشي للفنون على مستوى عالٍ من التميز بحيث يتسنى لروادها باستمرار الوصول مباشرةً إلى الأعمال الصعبة التي يمكن مناقشتها في سياق نقدي. فقد حان الوقت لكي يتخلص المبدع المتواجد في بداية مشواره الفني من الخوف وتتولد لديه رغبة ملحّة نحو التجربة والاستكشاف والمجازفة. ويشرفنا أن تُعرض أعمال الفنانة فاتن امارة في هذه البيئة وهذا الصرح الفني.
نحن كطاقم في جاليري زركشي للفنون سعداء بأننا حظينا بهذه الفرصة لإقامة معرض فني رئيسي فردي لعرض أعمال الفنانة فاتن امارة. فدائماً ما يظهر الفن بصورة أفضل في حضور الفنان نفسه. ولوحاتها تحديدًا تتميز بحضور لافت للنظر في المعرض. وتستمد وحيها من الفنون القديمة والحديثة وفن عصر النهضة على حد سواء ويشعر المشاهد بأنها صنعت بيديها كل عنصر لتجسّد الذاكرة الفنية المشتركة.
يضم المعرض أكثر من 40 من اللوحات الفنيّة بالألوان الزيتية وغيرها تصف الحالة الانسانية كتجربة تدعو إلى تحرير النفس من أسر المادة والظاهر والانطلاق بها نحو عوالم روحانية عُليا تسعى لترك تأويلها وتفسيرها للمشاهد ليرى نفسه بها ويفسرها وفقًا لتجربته الذاتية مع الكون كتأكيد على أهمية الباطن والجوهر.
مباشرة ومع الافتتاح نظم الطاقم التنفيذي والفني للجمعية حلقة حوارية مع الفنانة التشكيلية فاتن امارة لتحدّث زملاءها وضيوفها عن مفهوم هذه الأعمال بالنسبة لها وعن سيرورة اختياراتها ودمجها للجمالية في أعمالها الفنيّة. من هنا نرى ان هناك أهمية بالغة لتفاعل الفنّان مع محيطه ونؤكد على استقطاب المواهب الفنية المحلية وإتاحة مساحة للفنانين المحليين لطرح أعمالهم الفنيّة لمجتمعهم ومناقشتها معهم وبناء مساحة تشاركية مجتمعية يوجهها الفن والثقافة والحضارة.