صورة للتوضيح فقط - تصوير: fizkes shutterstock
وهذا يحدث في مرحلة عمرية محددة من عمر الطفل؛ بداية من 0 وحتى 15 عاماً، ما يدفع الآباء للبحث عن طرق ووسائل تُساعدهم على تقويم صحة الطفل النفسية، وسلوكه وتصحيحه للأفضل، وللوصول إلى غايتهم؛ يجب التعامل بشكل مناسب مع الطفل العصبي؛ للمساعدة على تغيير هذا السلوك.. ما يستلزم التعرف إلى أسباب عصبية الطفل، والعلامات الدالة.. ووضع القواعد التي ينبغي أن يسير عليها الطفل داخل المنزل.
اللقاء مع الدكتورة منال الشامي، أستاذة التربية وتعديل السلوك؛ للشرح والتوضيح.
مفهوم العصبية
العصبية أحد أعراض اضطرابات القلق.. وتعد استجابة طبيعية ورد فعل لأمر متعب، أو نتيجة لضغط.. كما تعد أمراً مؤقتاً، وتزول بزوال المؤثر المسبب لهذا الضغط أو التوتر.
العصبية شعور وردّ فعل يتضمن الاستجابة الهرمونية والفسيولوجية للتعامل مع الضغط والتوتر.. ما ينتج عنه زيادة في إفراز هرمون الأدرينالين، الذي يتسبب في زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وضيق التنفس، مما يتسبب بالشعور بالعصبية.
صفات الطفل العصبي
عادة ما يكون لدى الطفل العصبي حاجة مُلِحّة للتقدير والاستماع، وقد يسعى لجذب انتباهك.. يمكن أن يكون مستقلاً بشدة.. يُصرُّ على فعل ما يحلو له.. يدخل كثيراً بنوبات الغضب.. لديه صفات قيادية قوية قد تصل للتسلط أحياناً.
أسباب عصبية الطفل
لا يجوز تعميم الأسباب على جميع المراحل العمرية؛ لأن ذلك يؤدي بنا إلى اختيار الحل غير المناسب.
الطفل الرضيع قد يشعر بالعصبية إن كان غير مرتاح فيبكي؛ لأن البكاء هو وسيلته الوحيدة للتعبير عن نفسه.
أما الطفل في عمر (عامين) فقد يشعر بالعصبية؛ لعدم حصوله على الحب الكافي من وجهة نظره.
وطفل الـ3 أعوام قد يشعر بالعصبية لشعوره بالتوتر الذي يقع عليه؛ بسبب سوء معاملة أحد الوالدين له، أو بسبب وجوده في بيئة متوترة.
ولأن العصبية من الصفات المكتسبة، فإن الطفل يمكن اكتسابها حتى مرحلة الشباب؛ وفقاً للظروف النفسية الأسرية.
طرق تعديل سلوك الطفل العصبي
يتوجب على الأهل الاتسام بالمرونة وتقبّل مشاعر الغضب التي تنبعث من أطفالهم، ومحاولة إشعارهم بالاهتمام والتقرب أكثر منهم، خاصة في حال كان الوالدان يُدركان الدافع والمُسبب الذي أدى لانفجار بركان الغضب لدى أطفالهم.
محاولة إشعار الأطفال بأنه لا مشكلة من غضبهم، وأن عواطفهم طبيعية، ولا يتوجب عليهم إخفاؤها والاستياء منها، لكن يجب التعامل معها بحدود وبشكل معتدل، وتجنب العنف، أو السلوكيات العدوانية، والألفاظ المسيئة وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ قدرة الكبار على ضبط النفس تفوق قدرة الصغار، وبالتالي يتوجب على الأهل التحكم في أنفسهم، واستيعاب مشاعر أبنائهم، ومحاولة تفسير المواقف لهم؛ للحد من عصبيتهم الزائدة، وكسب ودهم وتعاونهم مستقبلاً.
محاولة التواصل مع الطفل وتشجيعه على الحوار، فالأطفال يجهلون كيفية خلق حوار هادف يُعبرون من خلاله عن مشاعرهم، وبالتالي يُمكن للأهل تعليمهم وشرح كيفية التحدث عما يدور في خاطرهم، وعما يُزعجهم والإفصاح عنه؛ ليتمكنوا من فهمهم أكثر ومساعدتهم، وهو أمر قد يحدّ من عدوانيتهم، ويسمح لهم بالتنفيس عن أنفسهم.
السيطرة على غضب الطفل والتحكم فيه عند الشعور بأنه على وشك أن يبدأ نوبات الغضب، ويُمكن للأهل تهدئته والتحدث معه بأسلوب لطيف، وإيجاد حلول بديلة له، بعيداً عن الرفض والاستفزاز والصراخ، ما قد يُهدئ من روع الطفل، ويكبح مشاعره وعصبيته ويحد منها.
ويُمكنهم استخدام وسائل تشتيت صحية؛ تصرف نظره وانتباهه، وتشتت مشاعره، وتُمكّن الأهل من التحكم في الموقف وإدارته؛ كاصطحابه لمكان هادئ واحتضانه والحديث معه.
وإذا كان هنالك داعٍ لرفض سلوك الطفل، فيُمكن الرفض بشكل إيجابي غير مباشر، حيث إنّ قول كلمة "لا" وغيرها من عبارات الرفض القوية والمباشرة قد تُهيّج مشاعر الطفل، وتجعله يشعر بخيبة أمل، وعدم الثقة في قدرة الوالدين على مساعدته، فتنتابه نوبة غضب عارمة.
السماح للطفل بالبكاء والصراخ ضمن حدود، ولكن يتوجب على الآباء محاولة السيطرة على غضب أبنائهم وميولهم للصراخ والبكاء، بحيث لا يحدث ذلك في مكان غير مناسب، ويُسبب لهم الإحراج ويُزعج الآخرين.
ويُمكنهم الذهاب لمكان هادئ ومحاولة التواصل معهم لتجنب بكائهم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأطفال يستخدمون الغضب والصراخ، متعمدين الإزعاج كوسيلة للتلاعب، والضغط، والحصول على ما يُريدونه.
نصائح يجب اتباعها للتخلص من عصبية الطفل
العصبية أحد أنواع المشاعر التي يمرّ بها أي إنسان، لذلك من الخطأ أن نقول للطفل "لا يجب أن تشعر بها"، بل علينا معرفة الأسلوب الصحيح لتوجيه سلوكه، مع الحرص على تجنب ازديادها.
من الأخطاء الشائعة أن نظن أن العصبية تعني الصراخ أو الضرب، فهناك مظاهر أخرى؛ مثل قضم الأظافر، أو نتف شعر الرأس، أو القيام بحركات لا إرادية في الوجه أو الجسد، وفي هذا الحالة يفضّل التواصل مع طبيب نفسي أو استشاري تربوي؛ لمنع طفلك من إيذاء نفسه.
العصبية سلوك مكتسب؛ بسبب مشاهدة الطفل لتعامل أفراد أسرته بعصبية معه أو مع الآخرين، ومن الخطأ، بل من المستحيل، أن نطلب من المختص التربوي أن يعالج سلوك الطفل، والأهل يعانون منها.
لا تلُم الطفل على سلوكه أو تبدأ بمحاولة علاج المشكلة بنفسك وتأنيبه لعدم الاستجابة، قبل أن تجري الفحوصات الطبية اللازمة، ثم تتوجه للمختص التربوي.