هذه التأثيرات على الطلاب يعد أمرًا حيويًا لتصميم استراتيجيات تعليمية ودعم فعّالة، لتعزيز فرص التعلم وتعزيز الصمود والتكيف النفسي والاجتماعي لدى هذه الفئة من المجتمع.
للحديث اكثر عن انعكاسات الحرب على الجوانب التعليمية التربوية والسلوكية للطلاب، استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر د. انصاف ابو احمد من الناصرة، مديرة مركز الرواد للإرشاد والاستشارة المهنية.
"الشعور بعدم الأمان"
تقول د. انصاف أبو احمد في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا: "طلابنا اليوم يشعرون بعدم الأمان في البيت والمدرسة وذلك بسبب الاحرب وأيضا يتعرضون لمشاهد صعبة من قتل أطفال في الطرف الاخر وخطف أطفال من داخل بيوتهم، هذه الأشياء تؤثر على نفسيتهم وتتبادر الى اذهانهم التساؤلات حول ما اذا كان الامر سيحصل معهم ويولد هذا شعورا بالخوف لديهم. كما ان الخوف الذي يشعر به الأهالي والتفكير فيما سيحصل غداً يخلق في داخل المنزل وضعية من عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي".
وتابعت قائلة: "يجب ان لا نركز على الأشياء التعليمية، في هذه المرحلة، بقدر تركيزنا على الأشياء العاطفية في المدارس، فالطلاب بحاجة الى تفريغ مشاعرهم فهم يمرون بالكثير من الأشياء الصعبة، لهذا قامت بعض من المدارس بتنظيم حلقات تفريغية وعاطفية من خلال البرامج اللامنهجية لمساعدة الطلاب على تفريغ مشاعرهم. ايضاً يجب ان يكون لدى المعلمين استراتيجيات ليعرفوا كيفية التصرف في كافة المراحل الدراسية".
"تغييرات سلوكية"
وأوضحت د. انصاف أبو احمد "ان هناك العديد من التغييرات السلوكية التي قد تظهر على الطالب في هذه الفترة العصيبة مثل عدم الانضباط والاصغاء، فرط في الحركة، النوم في المدارس، والتبول اللا ارادي وغيرها الكثير. لهذا يجب على الاهل الاصغاء الى أولادهم في هذه الحالة والانقطاع ولو قليلا عن الاخبار لأن هناك الكثير من الأسئلة لدى الأطفال هم بحاجة لايجاد أجوبة عليها لهذا من المفضل ان يتلقوا أجوبة من الاهل بدلاً من الخروج والبحث عنها في أماكن غير جيدة".
وأضافت: " هناك أيضا سلوكيات معينة يجب على المعلمين الانتباه لها خاصة من خلال عملية الاصغاء ، وعليهم التوجه الى المستشارة التربوية او الاخصائية النفسية او للأهل لاحتواء الوضع لكي لا يتفاقم اكثر".
"الطلاب بحاجة للحيز الاجتماعي"
وأشارت د. انصاف أبو احمد "الى ان الحرب ابعدتنا عن بعضنا البعض وهذا يؤثر سلبا على الطلاب فهم بحاجة لأصدقائهم والى هذا الحيز الاجتماعي في المدرسة ، فالمدرسة ليست فقط مكاناً للتعليم بل مكان اجتماعي يضم ويحتوي الطالب ويعطيه استراتيجيات للتعامل مع الحياة".
واختتمت حديثها، قائلة: "لدينا في المدارس مستشارين تربويين ومن المفترض الاستعانة بهم لتوجيه الطلاب، فالمدرسة هي الشريكة التربوية للأهالي، خاصة وأن العديد من الطلاب يتناولون حبوباً مهدئة او منومة لكي يستطيعوا تخطي هذه الفترة. لذلك ، من المهم ان نحتوي طلابنا ونقدم لهم التوعية التامة ونتابع معهم السيرورة التعليمية والاجتماعية".