انقطاع التعليم، وحتى فقدان العمل. كل هذه التحديات تضع ضغوطاً كبيرة على المراهقين مؤثرة على نموهم النفسي والاجتماعي، مما يجعل الامر لا يمكن تجاهله.
ويقول ابراهيم اغبارية من يافا - عامل اجتماعي، معالج ومرشد في مجال العنف الاسري، حول الحرب وانعكاساتها على فئة المراهقين والشباب: "جيل المراهقة يشمل العديد من التحديات من ناحية النمو وفي الوضع الطبيعي يتطلب منهم بذل مجهود كبير ليتخطوا هذه المرحلة بسلام لكن الحرب الان تفاقم هذه الازمة وتزيد الجهود المطلوبة من المراهقين وأيضا الأهالي".
ومضى قائلا لقناة هلا وموقع بانيت : "مجتمعنا العربي في الأصل قبل الحرب كان يمر بأزمة من ناحية الانزلاق للجريمة، وقسم كبير من المراهقين والشباب انزلق الى هذا العالم والان أتت الحرب وفاقمت هذا الموضوع لأنها اثارت الكثير من المواضيع المتعلقة بالانتماء وبلورة الهوية واحد التحديات التي تواجه جيل المراهقة والشباب انهم يبدأون في بلورة هويتهم ويبحثون عن مجموعات انتماء ولكن في غياب أماكن انتماء ينزلقون الى عالم الجريمة والعنف. الحرب اثارت موضوع الانتماء القومي والوطني والهوية الجماعية التي لم يكن لها حل واضح سابقا، لهذا اجبر الشباب والمراهقون للبحث على إجابة لتساؤلاتهم وطريقة للتعبير عن عواطفهم ومشاعرهم خلال الحرب لكن الحالة القمعية ضد شبابنا حال دون ذلك وسبب نوعاً من الكبت من ناحية شعورية ويبحثون في هذه الاثناء عن متنفس".
"غياب الأطر"
وأوضح اغبارية لموقع بانيت وقناة هلا "ان التعليم والعمل هي اطر طبيعية ونحن نوجه المراهقين والشباب بشكل عام على الاندماج فيها، ولكن في فترة الحرب لا تتوفر هذه الأطر ويشعر المراهقون والشباب بعدم الأمان وبوضع غير مستقر وبذلك يستصعبون في التعامل مع الازمة بشكل طبيعي".
"تغييرات في السلوك"
وأشار اغبارية الى "ان المراهقين يتعرضون لتغييرات في السلوك الاجتماعي نتيجة الحروب، فهم لا يوجد لديهم طريقة للتعبير عن مشاعرهم بشكل إيجابي عكس البالغين، واذا لم نعطيهم هذا الحيز خاصة داخل البلد ستكون هناك نتائج سلبية وسيبحثون عن اطار سلبي للتعبير عن مشاعرهم".
واردف اغبارية، قائلا لقناة هلا وموقع بانيت : " في بعض الاسر نرى ان العلاقات الاسرية تقوى أكثر ويحصل تقارب بين أبناء العائلات خلال الحرب ، ولكن من جهة أخرى الحرب تولد نوعاً من التطرف في المعاملة بين افراد الاسرة بسبب التوترات والاحتكاكات وبذلك يتفاقم العنف الاسري حينما لا يجدون طريقة للتعبير فيها عن مشاعرهم وغضبهم فتصبح قدرتهم على تمالك اعصابهم محدودة".
"الانتباه للمراهقين"
واختتم اغبارية حديثه قائلا: "من المفترض ان ينتبه الاهل اكثر الى أولادهم المراهقين ويتواصلوا معهم بوتيرة اكثر من العادية لأنهم بحاجة للشعور بالأمان وبحاجة لمن يستمع لهم ويتواصل معهم. كما انه من المهم ان يدرك جيداً المراهقون ما يحصل حولهم وان يجدوا وسيلة إيجابية للتواصل مع الاهل والمشاركة في مجموعات انتماء إيجابية".