تصوير الدائرة الإعلامية للجبهة
ولد غونين عام 1928 في بولندا، وهاجر إلى البلاد مع عائلته طفلا في السابعة من العمر ليستقر منذ وصوله إلى البلاد في مدينة حيفا حيث تعرف في جيل مبكر إلى رفيقة دربه، المناضلة يوخيبد غونين التي كانت سبب انضمامه إلى صفوف الشبيبة الشيوعية.
في العام 1964 انتخب لمنصب الأمين العام الشبيبة الشيوعية، وللهيئات المركزية للحزب الشيوعي وأدى حينها دورا هاما بالتصدي مع رفاقه الأممين للنزعات القومجية الصهيونية لدى قادة الانشقاق عن الحزب الشيوعي في انقسام العام 1965.
منذ أيام شبابه الأولى كان مناضلا ضد الحكم العسكري والتمييز العنصري ودفع غونين ثمنا باهظا لسباحته ضد تيار الإجماع القومي الصهيوني وتعرض للملاحقة، حتى تم فصله -مع رفاق آخرين له- من شركة الكهرباء انتقاما من الموقف الرافض لحرب 1967 واستمرار الاحتلال الذي كان مناضلا عنيدا لإنهائه والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة في حدود الرابع من حزيران.
في العام 1973 شارك، إلى جانب القائدين الشيوعيين توفيق زياد وجورج طوبي، بلقاء سري تاريخي مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، القائد ياسر عرفات، في برلين، رغم أن القانون الاسرائيلي كان يحظر حينها أي تواصل مع عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية.
بدأ غونين طريقه في العمل النقابي عام 1972 حيث انتخب لعضوية اللجنة التنظيمية لنقابة العمال العامة "الهستدروت" ممثلا لكتلة الحزب الشيوعي النقابية.
في العام 1977 كان من مؤسسي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وانتخب ليكون الرئيس الأول لكتلتها في الهستدروت.
وفي عام 1994 انتخب لقيادة الهستدروت، ممثلا لكتلة الجبهة، ليكون بهذا الشيوعي الأول بقيادة الهستدروت، وانتخب لرئاسة غرفة الطوارئ التابعة لها.
من مواقعه المختلفة في الهستدروت، حارب انحرافها اليميني وإخضاع مصالحها لجدول الاعمال الصهيوني البرجوازي معتبرا ذلك خيانة للطبقة العاملة.
بعد خروجه إلى التقاعد، حصل في العام 2008 على لقب عزيز مدينة حيفا وفي العام 2009 أصدر كتاب سيرته الذاتية "حياة حمراء" الذي يعتبر مرجعا هاما حول نضالات الطبقة العاملة والحركة الشيوعية ومعسكر السلام في البلاد.
غونين، الذي أشغل مناصب عدة في الهيئات القيادية للحزب والجبهة على مدار أكثر من نصف قرن، اكتسب مكانة مرموقة على مستوى الحركة الشيوعية العالمية بكونه قائدا عماليا وأمميا كبيرا ومناضلا صلبا في النضال من اجل الاشتراكية باعتبارها الضمانة للديمقراطية الحقيقية في أعمق أشكالها.
الحزب الشيوعي والجبهة إذ ينعيان غونين ويتقدمان بأحر التعازي إلى رفيقة دربه وحياته، المناضلة الوفية يوخيبد غونين، يتعهدان بصون إرثه النضالي الغني من أجل السلام والمساواة والاشتراكية.
لاحقا سيعلن عن تفاصيل الجنازة وبيت العزاء.