د. اسامة مصاروة - صورة شخصية
وأنا أعرف أن كل من يتصف بهاتين الخصلتين تكون حياته جحيما في مجتمع يرفضه ولا يطيق سماعه بل ويحاربه ويخذله وقد يصفوه بالمعتوه وقد وصفت هكذا مرارا.
والآن إلى صلب الموضوع واسمحوا لي أن أوجه لكم أحبائي بعض الأسئلة.
شاهدت طالبا وكما تعلمون خدمت 40 سنة في سلك التعليم أيام أن "كاد المعلم أن يكون رسولا" شاهدت طالبا يخلع أزهارًا زرعت في ساحة المدرسة. اقتربت منه ساخطا مستهجنا وسألته باختصار "لماذا تخلعها؟ قال "لأن رئيس البلدية زرعها" .
قلت "رئيس البلدية زرعها أو بعث من يزرعها لتجميل المدرسة، وهل هناك أجمل من الورود والإزدهار والأشجار لتجميل أي مكان في العالم؟" قال هو ليس من عائلتي".
لماذا أجابني ذلك الطالب الذي من المفروض أن يكون مثالا للتربية الحسنة الصالحة والابن البار ببلده.
من هذا المنطلق أقول ما سبق لي أن قلته وكتبته في مقالات لي
على مدار عقود وليس فقط سنوات. آفة المجتمعات العربية هي القبلية الجاهلية والعائلية البغيضة المفهومة بمزاياها ومؤشراتها السلبية للأسف الشديد. قلت إن العائلة لا العائلية كيان جميل طيب مهم في حياة الفرد كرابطة اجتماعية أخلاقية إنسانية فقط. العائلة ليست حزبا سياسيا ذا مبادئ واضحة سواء قبلناها أو رفضناها. وسؤالي ما هي المبادئ التي تسير على هديها هذه العائلة أو تلك؟ أين تقف المصلحة العامة للقرية أو المدينة على سلم الأولويات العائلية؟
عندما يذهب ابن القرية او المدينة العربية للتصويت ودعوني احدد ابن الطيبة وابنتها هل يصوت بناءً على قناعة فكرية ثقافية حرة وطنية؟ وهنا أتحدث عن الاغلبية الساحقة باستثناء المنتمين لهذا الحزب أو ذاك مع انني اشك ان المبدأ هو الدافع الوحيد عند البعض منهم.
منذ أكثر من ٥٠ سنة وأنا كما يعلم من هم في مثل سني اطالب بإقامة ائتلاف شامل يضم جميع عائلات الطيبة بحيث تختار كل عائلة ممثلا عنها للمجلس المحلي سابقا أو البلدي حاليا ولا حاجة لتنافس شرير مضر ومخرب ومفرق حتى لأبناء العائلة الواحدة. المائلة إطار موحد داعم ومساند للجميع هكذا افهم معنى المائلة والطيبة بل المجتمع الغربي بكامله يحتاج إلى ما يوحد ولا يفرق. والسؤال أو الأسئلة التي تثار هنا - من المستفيد من التفرقة أو التفريق؟ لماذا قوى التفرقة والتفريق دائما اشد فوة وتأثيرا من القوى الموحدة ان وجدت اصلا واقصد فعلا لا قولا عملا وليس شعارا مستهلكا؟ أليس في الطيبة عقلاء حكماء مخلصون وطنيون يغلبون المصلحة العامة على المصلحة الخاصة؟
انا اعرف أنني دون كيشوت الطيبة احارب طواحين الهواء بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع وسلاحي كان دائمًا الكلمة الطيبة الشريفة والحرة والوطنية هل عرفتموني غير ذلك؟ السؤال موجه للكبار سنا طبعا فالشباب قد لا يعرفونني فأنا لست منافقا متسلقا بل كريما عفيفا شريفا حرا ولا أخشى في الحق والشجاعة لومة لائم.. وأنا لا احتاج للنفاق والرياء للظهور والاستفادة الشخصية وللأسف على حساب دافع الضريبة البسيط. من يعرفني هكذا فليرمني بصخرة أو حذاء.
ما دور أشباه أو مدعي الثقافة في الفساد الاجتماعي الذي يصيبنا من انتخابات إلى انتخابات؟ يقولون الانتخابات يوم والاهل دوم أو ما شابه ذلك؟ احقا؟ انا اشعر وارى واسمع ان الانتخابات دوم انها تشغل تفكير الكثيرين منا خاصة الطرف الخاسر. لماذا لا تربح الطيبة كلها ولا طرف واحد فقط؟ عندما تبنى مدرسة من هم طلابها؟ أبناء عائلة واحدة أو عدة عائلات مؤتلفة ضد ائتلاف عائلات اخر؟
هل دور حملة الشهادات على اختلافها واقول حملة شهادات مع احترامي وتقديري الكثيرين هل هم عامل موحد ام مفرق؟ أتساءل.
هل تنافس العائلات يصبّ في مصلحة الطيبة وليس في مصلحة أفراد ومن حولهم فقط؟
كيف تصرف ميزانية الطيبة؟ وأنا اتحدث عن ميزانيات الطيبة منذ عشرات السنين على الأقل منذ أن بلغت سن الرشد؟
أعرف شخصيا رجلا عمل حارسا أو بوابا في مدرسة ستة شهور وعندما تقدم بدعوى ضد البلدية أو المجلس المحلي لا أذكر حصل على ثلاثمائة ألف شاقلا على عمل ستة شهور وانا المدرس ٤٠ سنة لم أجمع مثل هذا المبلغ طبعا بعد مصاريف البيت وتعليم الأولاد. في حينه قال لي انه بنى بيتا من ثلاث طبقات بالمبلغ. اخر قال لي أنّه قدّم دعوى بخمسة ملايين شاقلا وتنازل إلى المليون شاقلا والسؤال مقابل ماذا؟ وأنا على يقين أنّ الكثيرين منكم يعرفون الكثير من تلك المصائب، نعم هي مصائب لأنها أموال سرقت من أهالي الطيبة بلا حق وليتها كانت بحق لما ذكرت ذلك.
أمر بديهيّ أن تكون الطيبة مكانًا آمنا متطوّرًا ومزدهرَا ومشجّعًا ومريحَا وووو لسكانه أجمعين. أليس هذا واجب كلّ إدارة للبلديّة وواجب كلّ عضوٍ من أعضائها؟ ماذا تقولون؟ هذا ليس صحيحًا؟ أهذا ما تقولونه؟ همّ العضو ودوره الوحيد العمل على إرضاء أبناء عائلته حتى يضمن ترشيحهم له أيضًا في الانتخابات القادمة. أهذا ما ترونه؟ حتى ولو كان على حساب المصلحة العامة. مع أنّ الجميع يصرحون أن هدفهم الوحيد تحقيق المصلحة العامة وتفضيلها على أية مصلحة شخصيّة.
ما رأيكم بمواقف العائلات من هذا المرشح أو ذاك؟ كيف يتمّ دعم هذا وليس ذاك وبالعكس؟
لديّ أسئلة جمّة وتساؤلات لا حصر لها لعل ما أقوله الآن لا يروق للبعض ظاهريًا ولكنّني أشعر ربّما لست مصيبًا أنّ في قلوب أبناء الطرف الواحد هناك مشاعر ليست ودّيّة على أبسط توصيف تجاه أبناء الطرف الآخر. وأقولها بصراحة ما بعدها صراحة أشعر أنّ التنافس بين عائلة مصاروة وعائلة الحاج يحي تنافس سلبيّ مضر مدمر ومخرب للعلاقات الإنسانيّة الجماعية والفرديّة. أعرف أنّ هناك من يغضب ويثور ويرفض هذا القول وأنا قلت هذا شعوري الخاص، كيف إذا يقبل الطالب الذي ذكرت قصتي معه كيف ولماذا يخلع ورودا زرعها رئيس بلدية سواء أكان من هذه العائلة أو تلك. سؤال بمنتهى الوضوح والجرأة هل ابن المصاروة ينظر بعين الرضا تجاه رئيس بلديته المنتمي للعائلة المنافسة أي الحاج يحيى والعكس طبعا صحيح. هل ابن الحاج يحيى ينظر بعين الرضا تجاه رئيس بلديته من المصاروه؟ أرجو أن أكون مخطئًا. وسؤال آخر هل يشعر ابن هذا العائلة أو تلك بالسعادة والسرور والأهم بالفخر إذا أنجز رئيس ليس من عائلته مشروعًا أو أيّ إنجاز هام يخدم سكان الطيبة وهو منهم طبعا؟
ربما ما أقوله مزعج للكثيرين لكن هذا شعوري وبعد أن اقتربت من العقد الثامن، يعني أحسست به على جسدي وقلبي وروحي ولا حاجة للشرح والتفصيل والـتأويل. ربما أنا غير طبيعي ممكن. معذرة.
حتى لا أشعر هكذا لي طلب واحد كررته مرارًا وفي كلّ حملة انتخابات، نعم هي حملة هكذا يسمونها معركة. يا ويلي. أتوجه بطلب بسيط لمن يترشح لمنصب رئيس البلدية أيّا كان، حتى لا أشعر بما أشعر به وحتى تكون الطيبة للجميع فعلًا لا قولًا، أتوجه إلى مرشح أل مصاروة ومرشح آل الحاج يحيى أن يجد الواحد منهما الجرأة الأخلاقية الفعلية الحقيقيّة الصادقة النزيهة المبنية عن إيمان راسخ وفكر ثاقب أريدهما أن يقوما فعلًا وليس مجرد دعوة تذهب أدراج الرياح أطالب كليهما أن يدعوا إلى ائتلاف شامل الآن وليس غدًا حتى تتحرر الطيبة ممن لا يحمد عقباه لعلنا نكون آية ومثلًا طيبة لشعبنا وأمتنا. ولكم أن تتصوّروا مدى السعادة التي ستغمر قلب الطيبة وروحها. حكموا مصلحة الطيبة النفسية أولا تنظيف القلوب من أدران العائلية البغيضة. اللهم إني قد بلغت قبل مماتي لعل حلمي يتحقق حتى بعده. اللهم فاشهد.