ومؤخرا يرى الجميع بانه زعزع القيم الإنسانية المتبقية والمعايير المهنية، وعلى ما يبدو أن ما يحصل هو تسريع للتدهور الحاصل في السنوات الماضية خلال فترة الفراغ الرئاسي، ليدفع به مجددا للهيمنة على مؤسسات تربوية والتدخل في الجهاز التعليمي بشكل شخصي.
وفي الأيام الماضية يكثف جهوده السياسية بالتدخل في شؤون المدارس والانتقام من المعلمين ، بواسطة المدراء الذين عينهم بنفسه والتحكم والسيطرة على الهيئة التدريسية لمن ليسوا في خطه السياسي ، بدلا من ان يوظف ميزانيات تطوير والعمل على الاهتمام بالحفاظ على السلامة والامن والأمان في ظل الظروف القاهرة فترة حرب ، يقتنص فرصة استثنائية لحالة الحرب، ويركز على االانتقامات تزامنا مع حالة الطوارئ في البلاد.
لنذكر ان انشغال الرئيس في الانتقامات وحبك قصص وادعاءات واهية لمربين وأساتذة مخضرمين وممن سطروا تاريخا في تخريج أفواج ناجحة ويتقلدون مهن رفيعة وعلم نافع، قام باستهدافهم فقط انتقاما، رغم ان المدارس من شأن وزارة التربية والتعليم، وليس شأن السلطة المحلية، التي مهمتها الاهتمام والتطوير وتوظيف الميزانيات لصالح المدارس التي تخرج افواجا من بناة المستقبل، فأي رسالة تربوية تريد ان تُنصّبها في الحقل التربوي التعليمي ؟ ما هي القدوة التي ستكون امام طلابنا بناة المستقبل؟؟
لا تنسى مهمتك هي الحفاظ على الامن والامان في حالة حرب، والاهتمام بتوفير مناخ تعليمي آمن وسليم وليس التدخل في شؤون ليست من اختصاصك .
هذه الرسالة ما هي الا تحذير من التطاول واستهداف أساتذة ومعلمات، دعهم وشأنهم يكملون سيرورة العملية التربوية بسلام.