وفي كلمته، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس: "إن افتتاح مجلس المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية يأتي في ضوء استشراس إسرائيلي كبير بحق المدنيين في قطاع غزة، ما يضعنا أمام مسؤولية مجتمعية مضاعفة". وتابع: "نجد في افتتاح أعمال هذا المجلس وقتاً مناسباً تتكاتف فيه الجهود وتتعاظم لتضميد جراحات أهلنا في غزة".

وأضاف الوزير: "تتبع الوزارة استراتيجية مقاومة محورها المسؤولية المجتمعية بتقاطعات وطنية، وتُوجِّه بوصلتها نحو تنمية مستدامة من خلال الانتقال من التعليم إلى التعلّم ومن الاحتياج إلى الإنتاج ومن الأفكار إلى الابتكار، ومن تطوير المهارات إلى طرح المبادرات، ومن المدرسة إلى الجامعة، وبتكافؤ الفرص من أجل حراك اجتماعي".

وقال: "في مرحلة تفرضها اشتراطات العولمة وطغيان المادة، يأتي الاهتمام بهذا المجلس ليضعنا أمام مسؤولياتنا، وفق رؤية تنطلق من أن الجامعة، وهي بيتُ الخبرةِ؛ ليست معزولة عن محيطها، بل لها حضورٌ بارزٌ في السياسات المجتمعية وتنفيذها، وإعداد العدة لجاهزية كبيرة في تلبية الاحتياجات على صعيد الإرشاد النفسي والتطوّع والإغاثة".

وفي كلمة رئيس جامعة القدس المفتوحة، قال أ. د. سمير النجدي: "يأتي افتتاح مجلس المسؤولية المجتمعية تتويجاً لجهود سابقة بادرت إليها الجامعة، إيماناً منها بأهمية تحقيق التكامل المجتمعي واستقطاب شركات أخرى"، متابعاً: "خصصت جامعة القدس المفتوحة موقعاً إلكترونياً خاصاً بالمجلس؛ لنشر كل ما يتعلق بالمسؤولية المجتمعية من منشورات وغيرها"، مضيفاً: "لأننا نجتمع اليوم في ظل هذه الظروف الصعبة التي يحتاج فيها الشعب الفلسطيني لتضميد جراحه، فإننا نعلن التكافل لجمع التبرعات المادية والنوعية للدعم بكل أشكاله".

وأضاف: "آمنت جامعة القدس المفتوحة منذ البداية بأهمية المسؤولية المجتمعية، فأعدت خطة ماجستير للمسؤولية المجتمعية، لتحسين واقع المجتمعات وحالها"، خاتماً: " المسؤولية المجتمعية لا تصنع، بل تنمو من الذات"، متمنياً لهذا المجلس أن يحقق أهدافه التي وجد من أجلها.

 وفي كلمة له، رحب مدير مجلس المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية أ. د. يوسف ذياب عواد بالحاضرين، معرفاً بالمجلس الذي يتمتع بصفة اعتبارية مستقلة، الذي تأسس بموجب قرار من اتحاد الجامعات العربية عام 2021م، ومقره جامعة القدس المفتوحة، قائلاً: "يأتي المجلس ليكون عضواً فاعلاً ضمن المؤسسات التعليمية التابعة للاتحاد، ولتحقيق أهدافها الموجهة لخدمة التعليم العالي في الوطن العربي، ورفع مستوى أداء المعنيين بالتعليم العالي"، مضيفاً أن "المجلس يقوم بعدد من الأنشطة، بما في ذلك المؤتمرات العلمية والملتقيات الثقافية والتراثية والتدريبات المهنية لبناء القدرات المجتمعية، بالإضافة إلى حفل توزيع الجوائز السنوي لأفضل ممارسة للمسؤولية المجتمعية للجامعات العربية، شأنه شأن منظمات الاستدامة العالمية الرائدة الأخرى".

وفي كلمة راعي الافتتاح، معالي الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية أ. د. عمرو سلامة، قال: "في الوقت الذي نفتتح به منصة مجلس المسؤولية المجتمعية، هنالك جرائم حرب وعدوان غاشم ترتكب بحق المدنيين على المستشفيات والجامعات ودور العبادة في القطاع"، معلناً: "إننا في الاتحاد العام للجامعات العربية، نستنكر كل ما ترتكبه إسرائيل، وندعو لوقف سفك دماء المدنيين الأبرياء، ونناشد التدخل السريع من أجل حماية الآمنين وضمان حق الطلبة في التعليم".

وقال د. سلامة: "إن مفهوم المسؤولية المجتمعية يعدّ من أهم المفاهيم في أوساط الأعمال حول العالم، فهو أشمل من التبرع والمساعدة، وهو سلوك يجب أن تقوم به المؤسسات لمواصلة المواطنة، فالهدف الأسمى هو المساهمة في التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المجتمع"، متابعاً: "ويعدّ المجلس الأول من نوعه لتأطير المسؤولية المجتمعية وتعزيزها وتنميتها وتفعيلها في الجامعات العربية من خلال تبادل الخبرات والمساعدة في العملية التنموية للجامعات بصفتها حجر أساس في كافة أعمال التنمية المستدامة التي هي الطريق الأمثل لخلق مجتمع متفاعل، وبيئة أعمال مسؤولة وداعمة للنمو المرتقب على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، خاتماً: "هو في الوقت ذاته، يعمل كنقطة انطلاق لخلق مجتمع يخطو بثبات نحو العالمية كماً ونوعاً".

 وشكر د. سلامة جامعة القدس المفتوحة على الدور الذي تضطلع به باحتضانها وتطويرها لحس المسؤولية المجتمعية، آملاً "فتح أفق للمفاهيم المسؤولية المجتمعية على مستوى فلسطين والعالم العربي أيضاً".

ونفذ المجلس أولى مبادراته من خلال الأمين العام للمجلس العربي للمسؤولية المجتمعية بالقاهرة د. راندا رزق، وهي في طريقها إلى معبر رفح لتطبيق المفاهيم المجتمعية على أرض الواقع؛ بـ "إغاثة شعبنا وأخوتنا في قطاع غزة". وقالت إن "المسؤولية المجتمعية تحتاج دائماً إلى شراكة متكاملة للوصول إلى سلم النجاح"، مبدية استعدادها لدعم كل ما يخص التحول الرقمي والمساعدة على نشر الموقع وتوثيق كل المبادرات للوصول إلى التغيير الحقيقي وبناء قيادات تحويلية تقود الأفراد والجماعات لأهداف تشخص بها المشكلات وتعالجها بخبرات واختصاص.

وفي الختام، تم قطع شريط افتتاح منصة مجلس المسؤولية المجتمعية إلكترونياً، وشكر د. يوسف ذياب جميع الجامعات المشاركة فلسطينياً ودولياً.