وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - (Photo by Leigh Vogel/Getty Images for The Recording Academy)
وذلك خلال جولته في دول عربية في أعقاب هجمات يوم السبت في جنوب إسرائيل.
وأحجم بلينكن الذي اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب يوم الخميس عن الإفصاح عما إذا كان وافق على ما فعلته إسرائيل بدعوة جميع المدنيين في الجزء الشمالي من قطاع غزة إلى الانتقال إلى الجنوب نظرا لأن الاجتياح البري بات وشيكا.
وبدأ بلينكن جولة تشمل سبع دول بالمنطقة أملا في منع تحول الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب أكبر وفي المساعدة في تأمين الإفراج عن محتجزين إسرائيليين وأمريكيين لدى حماس.
ولم يرد بلينكن بشكل مباشر على سؤال حول هل طلبت واشنطن من قطر إغلاق مكتب سياسي لحماس في الدوحة، لكنه قال ردا على ذلك إن كل الدول "بحاجة إلى التنديد" بحماس لهجومها على بلدات إسرائيلية والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي. وكان يتحدث إلى وسائل الإعلام برفقة رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعد اجتماعهما.
وأضاف بلينكن "أوضح أيضا في جميع محادثاتي خلال هذه الجولة أنه لا يمكن الاستمرار في التعامل كالمعتاد مع حماس".
وتابع بلينكن الذي عُرضت عليه صور مدنيين قتلى خلال زيارته إلى إسرائيل "قتل الأطفال وإحراق الأسر حتى الموت واحتجاز الأطفال الصغار رهائن. هذه أفعال وحشية غير معقولة".
وأشار الشيخ محمد إلى أن قطر لن تغلق مكتب حماس السياسي، قائلا إنه "يستخدم منذ البداية كقناة للتواصل ووسيلة لإحلال السلام في المنطقة".
وقال الشيخ محمد "دولة قطر تبقي دائما قنوات الاتصال مفتوحة وتركز على وضع حد لهذا الصراع وهو ما سيبقى محط التركيز في الفترة المقبلة".
ودعت إسرائيل يوم الجمعة جميع المدنيين في شمال قطاع غزة، وعددهم أكثر من مليون نسمة، إلى التوجه إلى جنوب القطاع في غضون 24 ساعة في وقت تحشد فيه الدبابات لشن هجوم بري متوقع ردا على هجوم حماس.
وطالبت حماس التي تسيطر على القطاع السكان بالصمود وتعهدت بالقتال حتى آخر قطرة دم. وبحلول بعد ظهر يوم الجمعة، لم تكن هناك أي إشارة إلى أي نزوح جماعي في ظل تجهيز إسرائيل لهجومها.
وقال المسؤول الأمريكي إن إسرائيل تريد من خلال عمليتها القضاء على قيادة حماس وقدرة الجماعة على الحكم والأوضاع التي مكنتها من تنفيذ أكثر الهجمات دموية على اليهود منذ المحرقة النازية (الهولوكوست).
وذكرت الأمم المتحدة أن إجلاء الجميع مستحيل في ظل قطع إمدادات الكهرباء ومع اقتراب نفاد الغذاء والماء في القطاع الفلسطيني بعد أسبوع من الضربات الجوية الانتقامية والحصار الإسرائيلي الكامل. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المنظمات الإنسانية لن تستطيع المساعدة في الإجلاء.
ولم يرد بلينكن، الذي أخبر نتنياهو بأنه ينبغي على إسرائيل اتباع قواعد الحرب في ردها، على سؤال خلال المؤتمر الصحفي في الدوحة حول ما إذا كان التحرك الإسرائيلي يحظى بمباركة واشنطن.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تبحث مع إسرائيل ومنظمات الإغاثة كيفية إقامة "مناطق آمنة" للمدنيين في غزة.
وأردف بلينكن "تركيزنا ينصب الآن على المساعدة في إقامة مناطق آمنة". وأضاف "نعتقد أن هذه هي أمثل طريقة للتأكد من أن المدنيين الذين وقعوا في مرمى النيران من فعل حماس بوسعهم أن يكونوا آمنين وأن يتلقوا المساعدة التي يحتاجون إليها".
وقال الشيخ محمد إن قطر تحاول إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية عن جميع أطراف الصراع وإنها تدعو أيضا إلى تطبيق القانون الدولي.
وأضاف "البشر هم البشر سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين".
ووسع بلينكن زيارته إلى إسرائيل والأردن لتشمل جميع دول الخليج ومصر مما يجعلها أكبر جولاته في المنطقة منذ توليه المنصب في يناير كانون الثاني 2021. وقبل التوجه إلى الدوحة، اجتمع بلينكن مع العاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في عمّان، ومن المقرر أن يزور البحرين يوم الجمعة قبل أن يقضي الليلة في السعودية.