logo

د. سهيل دياب : ‘ السعودية لا تسعى الى تطبيع سريع مع إسرائيل لأن هناك أولويات اقليمية ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
04-10-2023 10:34:10 اخر تحديث: 06-10-2023 04:16:11

يرى مراقبون أن تحولا يحدث في الرأي العام السعودي تجاه إسرائيل قد يؤشر لتقارب محتمل بين البلدين، رغم تمسك المملكة بموقفها بعدم المضي في التطبيع قبل التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي .

من جانب آخر، قالت مصادر إعلامية ان السعودية عازمة على التوصل إلى اتفاق عسكري يلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإنها لن تعطل الاتفاق حتى لو لم تقدم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين فى مسعى إقامة دولة مستقلة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تلقى فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أوراق اعتماد سفير المملكة العربية السعودية، نايف بن بندر السديري، سفيرا فوق العادة، مفوضا غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلا عاما في مدينة القدس، وذلك خلال استقبال الرئيس عباس الوفد السعودي الذي زار الضفة الغربية برئاسة السفير السديري.
وأكد السفير السعودي نايف السديري، أن المملكة تعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد خلال كلمة للصحافيين مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن المملكة لديها اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية وحلها على أساس الشرعية الدولية ... للحديث عن هذا الملف استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر من الناصرة المحلل السياسي الدكتور سهيل دياب .

وقال د. سهيل دياب في حديثه لقناة هلا : " كل ما يجري من الدبلوماسية السعودية يصب في اتجاه واحد أساسي هو المصلحة السعودية في الظروف الحالية، علينا ان نعي أن شيئا جديدا طرأ على منطقة الشرق الأوسط في السنوات الثلاث الأخيرة وخاصة بعد النزاع في أوكرانيا ، وهو أن السعودية توصلت الى استنتاج أنه يجب عليها القيام بأمرين ، الأمر الأول هو تفاهمات مع القوى الإقليمية في المنطقة مثل ايران وسوريا وتركيا والمناطق المختلفة التي تنازعت معها طويلا والوصول الى اتفاق حتى في قضية اليمن ، وهذا الأمر هو أمر ضروري بالنسبة للسعودية من أجل أن تقيم تطورا اقتصاديا بظروف مريحة وهادئة أمنيا .

الأمر الثاني الذي تريده السعودية هو تقوية دورها العسكري في المنطقة وخاصة ليس في النووي لأغراض سلمية وانما أيضا بصفقات عسكرية كبيرة ودفاع مشترك كع الولايات المتحدة الأمريكية . هذان الأمران هما البوصلة للسياسة السعودية في السنوات الثلاث الأخيرة . ولذلك نحن نرى أن هذا الأمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام دون أيضا ادخال القضية الفلسطينية " .

وأضاف د. سهيل دياب : " المبادرة السعودية في ذلك الوقت قبل أكثر من 20 عاما ، والتي تحولت الى مبادرة عربية عام 2002 في بيروت تختلف عما يجري اليوم من مباحثات . هناك الحديث عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة وعاصمتها القدس كشرط أساسي ومسبق لأي تفاهمات بين السعودية وإسرائيل . الان يجري الحديث أن على إسرائيل القيام بخطوات متقدمة برأي السعودية نحو القضية الفلسطينية وتسهيلات بعيدة المدى للفلسطينيين من أجل أن تهيئ الظروف لقبول السعودية لمثل هذا الاتفاق ، سواء أولويات السعودية مهما كانت فان الأمر المميز الأساسي هل نحن مقبلون على تطبيع سريع ؟ " .

ومضى د. سهيل دياب بالقول : "برأيي أن السعودية لا تسعى الى تطبيع سريع مع إسرائيل ، هي لا ترفض التطبيع ولكن بأولويات سعودية ، وأولويات السعودية هي قضية الأمن الإقليمي وهي قضية النووي لأغراض سلمية . القضية الفلسطينية هي بمثابة حاجة مهمة شعبيا وجماهيريا لضمان مثل هذا الأمن الإقليمي والتنفيذ الأمريكي " .