صورة من كاتب المقال
ورسالته التاريخية إلى الرئيس الأميريكي روزفلت، وحتى عهد الملك سلمان صاحب المبادرات العظيمة اتجاه فلسطين ففي عام 1969 عين الملك سلمان رئيس اللجان الشعبية لدعم الفلسطينيين وأطلق مبادرتين الاولى دعوة السعودييين للاكتتاب لصالح رعاية أسر مجاهدي وشهداء فلسطين بنسبة 1% من رواتبهم والثانية هي سجل الشرف والذي يلتزم من خلاله السعوديون بتقديم تبرعات منتظمة لحساب اللجنة الشعبية وغير ذلك الكثير من المواقف العظيمة لملوك المملكة العربية السعودية عبر التاريخ ، وأبرزها مواقف الملك فيصل بن عبد العزيز (شهيد القدس) والذي استشهد لمواقفه البطولية والشجاعة دفاعا عن فلسطين.
إن الدور المركزي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في قيادة الأمة العربية و الإسلامية، ومواقفها الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية، ورفضها الدائم للتطبيع المجاني مع الكيان الإسرائيلي، ، يستحق كل الثناء والتقدير والاحترام. فلطالما كانت المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى ، والدرع الحامي ، والسند في كل الازمات والتحديات.
إن موقف المملكة العربية السعودية من الصراع العربي الإسرائيلي واضح ولم يتغير، فلا يمكن أن يكون هناك تطبيع للعلاقات بين السعودية وإسرائيل إلا بعد حل الصراع العربي الإسرائيلي، وفق ما جاء في مبادرة السلام العربية؛ التي طرحها المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عام (2002) في قمة بيروت، ومن قبلها ما طرحه المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز في قمة فاس عام 1984. حيث يقول الأمير تركي الفيصل في أحد المقابلات "لقد وضعت المملكة العربية السعودية ثمنَ إتمام السلام بين إسرائيل والعرب، هو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، بِناءً على مبادرة المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز". وفي إحدى المقابلات للمغفور له الأمير سعود الفيصل عام 2009، مع أحد الصحف الامريكية قال: "إنه لم ير في حياته لحظات سعادة لأن الشعب الفلسطيني ما زال تحت الاحتلال ولاجئا في الشتات، وأنه بدون تحقيق الحرية والاستقلال له لم يكن سعيدا".
إن هذه المواقف الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية والتي أكد عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تبعث الفخر والاعتزاز، وكذلك الإطمئنان الكامل بان مواقف المملكة العربية السعودية وانتصارها للقضية الفلسطينية ثابت عبر التاريخ وحتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
لقد تشرفت قبل أيام بلقاء سعادة سفير المملكة العربية السعودية في المملكة الأردنية الهاشمية والسفير غير المقيم في دولة فلسطين الأخ العزيز نايف السديري خلال زيارته التاريخية لفلسطين، وخلال هذه الزيارة عبر بشكل قوي وواضخ عن مواقف المملكة الثابتة ، ومركزية القضية الفلسطينية ، وبأن الطريق لأي سلام هي المبادرة العربية للسلام ، ليقطع الطريق أولا أمام الإسرائيليين وإعلامهم ومحاولة تسويق الزيارة في سياق يختلف عن سياقها الطبيعي ، وكذلك أمام كل المشككين يمواقف المملكة اتجاه القضية الفلسطينية .
ولعظمة الصدف بأن أول سعودي تعرفت عليه في حياتي هو عبد الله السديري وزير البلديات الأسبق وسفير المملكة العربية السعودية الأسبق في الأردن ، وقد كان لي شرف التعرف عليه حين كنا طلابا في مدرسة عليه اللبنانية بعد النكبة الفلسطينية عام 1948 واستمرت الصداقة لعقود طويلة وقد شرفني بمنحي فرصة التعرف على المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز ، ولطالما لمست لديه حبه العالي لفلسطين وانتماءه لقضيتها العادلة وعروبيته الصادقة ، وهذا ما لمسته أيضا عند سعادة السفير نايف السديري، مما جعلني أؤمن بأن القضية الفلسطينية هي قضية كل سعودي عبر التاريخ.
وأجدها فرصة في هذا المقام لأسجل التحية والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل راعي الجهود المبذولة لدعم مدينة القدس سواء من خلال صندوق تمكين القدس أو من خلال صندوق ووقفية القدس ، فهو رفيق الدرب وصمام الامان في هذا المشروع الذي بدأناه سويا ونمضي به لحماية هوية القدس العربية .
للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبنا نسجل كل آيات الاحترام والتقدير ، وسيسجل التاريخ بحروف من ذهب مواقف المملكة التي لم تتغير اتجاه القضية الفلسطينية ، وفي الوقف الذي يراهن في الاحتلال الاسرائيلي على تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية من أجل حسم الصراع وتصفية القضية الفلسطينية ، فأننا واثقون كل الثقة بان المملكة لن تفرط بمبادئها وتمسكها بمبادرة السلام العربية كأساس لأي اتفاق أو علاقة مع المحتل .