صورة للتوضيح فقط - تصوير: Prostock-studio - shutterstock
لتقديمها لأطفالهم، وهنا يدق التربويون بأبحاثهم ودراستهم ناقوس الخطر على زخم هذه المشاعر الأبوية، ويرفضون هذا السلوك التربوي الذي يلبي كل حاجة يطلبها الطفل، دون قواعد أو أساسيات؛ ما يجعل الطفل يقيس كل الأمور بحساب النجاح مقابل هدية، المذاكرة مقابل ساعة يمضيها أمام الشاشة... وهكذا. والآن اللقاء مع المرشد التربوي الدكتور عبد الله المحمدي للشرح والتوضيح.
من هو الطفل الذي يريد كل شيء؟إعطاء الأطفال الكثير من الأشياء والأغراض ليس بالأمر الصحي، والأطفال الذين يحصلون على أكثر مما يحتاجون إليه معرضون لخطر التحول إلى أطفال ماديين.من الجميل ان تُحقق لأطفالك كل ما يتمنونه، وقد تكون رؤية السعادة في أعينهم من لحظات الرضا، لكن إعطاء الطفل أكثر مما يحتاج قد لا يكون في صالحه.ومن الأفضل هنا ألا تفي بكل طلب يطلبونه، فالأطفال الذين يحصلون على كل ما يطلبونه لا يتعلمون كيفية التعامل مع خيبة الأمل، ولا يتعلمون العمل، أو حتى انتظار الأشياء التي يرغبون فيها.
أسلوب تربية يحفز مادية الطفلبشكل عام، يُقصد بالمادية الاهتمام المفرط أو الانشغال بالممتلكات المادية بدلاً من الأشياء الفكرية أو الروحية.مصطلح "المادية" يفسر السلوك الاستهلاكي للأطفال من 9 إلى 14 عاماً، حيث نجد أن المزيد من الشباب الماديين يميلون إلى التسوق أكثر والادخار أقل.هذا بالإضافة إلى كونهم لهم تأثير شرائي أكبر على والديهم، وأن الآباء الأكثر مادية يميلون إلى إنجاب أطفال أكثر مادية.لا تقتصر صفة المادية على الرغبة الجامحة في تكديس الممتلكات فقط، فقد يشعر الأطفال الماديون بعدم الرضا عن مستوى معيشتهم.الأطفال الذين يتصفون بالمادية، يعتقدون أن النجاح بالنسبة إليهم، هو امتلاك أشياء عالية الجودة والعديد من السلع المادية.ولديهم اعتقاد يتمثل في رؤيتهم؛ أن الحصول على منتجات معينة يجعل الناس أكثر جاذبية، وأكبر قابلية في عيون الآخرين.كما أن أسلوب التربية، مثل تقديم المكافأة مقابل الحصول على درجات جيدة، أو وعده بهاتف ذكي جديد، كل هذا يعلم الطفل أن السلع المادية هي الهدف النهائي من أي جهد قد يبذله.كذلك استخدام الهدايا دوماً للتعبير عن حبك لطفلك، قد يُعلمه أن كونه محبوباً يعني فقط الحصول على المزيد من الهدايا.كذلك حينما يكون العقاب من خلال سحب الممتلكات، هذا النوع من العقاب يُرسل إلى الطفل رسالة مفادها أن الانفصال عن متعلقاتك هو عقاب في ذاته.وللعلم فإن الأطفال الذين يتلقون العديد من المكافآت المادية من آبائهم، سيستمرون على الأرجح في مكافأة أنفسهم بالسلع المادية عندما يكبرون، حتى سن الرشد.
علامات إنذار تنبه الآباء للتحركالتذمر الدائم على كل شيء؛ بمعنى أن الطفل يتذمر بين حين وآخر طالباً شيئاً غير متاح، وإذا كان هذا يحدث بشكل دائم ومستمر فيجب أن تنتبهي.إن كنت تجدينه كثير الشكوى، فاعلمي أنه في حالة شعور بعدم الرضا، ويُركّز فقط على السلبيات.وإذا كان طفلك يواجهك بنوبات من الغضب والصراخ الدائمة، عندما يفشل في الحصول على شيء يريده، فهذه علامة إنذار أخرى.أغلب الأطفال يشعرون بأنهم يستحقون كل ما يطلبونه، وبالتالي لا يتركون لك المساحة للرفض، ولا يحترمون الحدود عندما تحاولين تحديدها.احذري إذا استسلمت لهذه الحال، فأنت ببساطة تفتحين الباب لمزيد من المادية والرغبة في التملك، والشعور بالمزيد من الاستحقاق.والأهم أن المزيد من تجريدك من حقك في الرفض، والاستسلام والموافقة على كل ما يرغبون، يؤدي إلى تشجيع هذا السلوك، والاستمرار فيه.وإذا لاحظت أن طفلك لا يقبل التخلص من ألعابه وأغراضه القديمة، وأصبح يُفضل اكتناز الألعاب، ويكافح للاحتفاظ بكل شيء حتى التالفة منها، فقد يكون ذلك علامة على المادية.ومن علامات المادية كذلك؛ اهتمام الطفل بفكرة الامتلاك بحد ذاتها، أكثر من الاهتمام بالشيء الذي سيمتلكه.وهذا قد يعني؛ أن طفلك يرى قيمته في امتلاك الأشياء أكثر من الرغبة الحقيقية في استخدامها، وقد يتفاخر بها أمام أقرانه، محاولاً التباهي بمكانته الاجتماعية.
طرق التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيءبداية أنت لست مضطرة لحرمان طفلك من الأغراض والهدايا والألعاب، بل على النقيض قد يكون من الصحي أن تعطي طفلك الهدايا. ولكن ليس شراء كل شيء يطلبونه، أو يخطر ببالهم، أو أنه عليك منحهم كل ما يريدون.وحالة العقاب، قد يكون من المنطقي أخذ الأشياء الثمينة التي يُفضلها طفلك، مثل الهاتف الذكي أو الدراجة الهوائية لكن من المهم التأكد من أن هذا ليس هو نهج العقاب الوحيد الذي تتبعينه كل مرة؛ حتى لا تعطي الأشياء قيمة أكبر من حجمها.
علمي طفلك أن يكون ممتناً لما لديهعلمي طفلك أن يكون ممتناً لما لديه، ما يمنعه من التفكير في أنه لن يكون سعيداً ما لم يكن لديه المزيد. وعليك أيضاً أن تركّزي على قضاء وقت ممتع مع طفلك بدلاً من تقديم الهدايا له، وشاركيه بعض الأنشطة البسيطة كالتجول أو اللعب في الحديقة.وأنفقي المزيد من المال على تعلم طفلك الخبرات، وتكوين الذكريات بدلاً من الهدايا، حتى لا يعتاد على تلقي الأشياء المادية في كل موقف، فيصبح هذا كل ما يتوقعه، تكلمي عن أهمية التجارب والمشاعر وتكوين الذكريات، وقضاء أوقات ممتعة بدلاً من البضائع المشتراة.عليك أيضاً أن تكون مثالاً يحتذى به، وذلك لأن طفلك سيتعلم الكثير من أفعالك، الأفعال تُعلم وتنقل الخبرات والسلوكيات أكثر من الكلمات، ومن خلال الأفعال تساعدين طفلك على التغلب على المادية، من خلال رؤيته لك وأنت تتبرعين للجمعيات الخيرية، أو تتطوعين لمنظمة تخدم المحتاجين.
لتقديمها لأطفالهم، وهنا يدق التربويون بأبحاثهم ودراستهم ناقوس الخطر على زخم هذه المشاعر الأبوية، ويرفضون هذا السلوك التربوي الذي يلبي كل حاجة يطلبها الطفل، دون قواعد أو أساسيات؛ ما يجعل الطفل يقيس كل الأمور بحساب النجاح مقابل هدية، المذاكرة مقابل ساعة يمضيها أمام الشاشة... وهكذا. والآن اللقاء مع المرشد التربوي الدكتور عبد الله المحمدي للشرح والتوضيح.