صورة للتوضيح فقط - تصوير: jittawit21 - shutterstock

وكأنه آخر شيء في الدنيا. لا أتقبل الخسارة، ولا أقبل النقص، ودائما يؤرقني الجزء الناقص.
منذ أعوام أعرف أن هذا خطأ، وأحاول أن أصلح نفسي، ولكن لا أعرف كيف.
أغلب أوقاتي أذكر نفسي بالنعم الكثيرة التي أنعم الله بها علي، وأقول: الحمد لله، فالله أنعم علي بالكثير، والكثير، وأنا مقتنعة بهذا تماما،
ولكن عدم الرضا ليس بما لا أملك. عدم الرضا على ما أخسر نتيجة اختياراتي، وقراراتي، وتكاسلي، فلا أرضى عن نفسي دائما، ولا عن اختياراتي.
أقول لنفسي: اخترت خطأ، تسرعت، تأخرت، أنت ضعيفة، أنت غبية، ونتيجة اختياراتك، وتأخيرك دائما ستعاني.
علما بأني لا أستطيع الانتظام على الصلاة، وأقول لنفسي دائما: إن عدم التوفيق هذا بسبب تركك للصلاة، وإن الله يعاقبك.
أرى أن عدم التوفيق هو عقاب، وابتلاء من الله لي، وليس لأنه يريد بي الخير.
ماذا أفعل حتى أتخلص من التردد، وأرضى بنتائج اختياراتي أيا كانت؟
لو سمحتم ادعوا لي بالالتزام بالصلاة.

الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أنَّ عدم المحافظة على الصلاة أمر خطير جدًا، وذنب عظيم، موجب لغضب الرحمن -سبحانه وتعالى- وسخطه، وموجب لسلب التوفيق من المرء، وتنغيص عيشته، وتعاسته. فالمتكاسل عن الصلاة ساقط من عين الله تعالى، بغيض إلى عباده المؤمنين، كيف لا، وهو مرتكب لكبيرة، هي أعظم الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، فهي أعظم من قتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق، ومن الزنا، وأكل الربا، وشرب الخمر، وأكل مال اليتيم! بل يرى كثير من العلماء أن تارك الصلاة تكاسلاً كافر كفرًا أكبر مخرج من الملة، وأنه خالد في النار مع فرعون، وهامان، وأمية بن خلف!
والواجب عليك أولا: أن تبادري إلى التوبة النصوح، وترجعي لربك، وتحافظي على الصلاة، ولا يشغلك عنها شاغل مهما عظم، واجعلي إقامتها هي أولى أولوياتك، وأعظم مطالبك، من قبل أن يفجأك الموت، فتلقين الله تعالى تاركة للصلاة، فهذا أول علاج لما تشتكين منه، والبداية الصحيحة؛ لتقويم سلوكك هي إصلاح الحال مع الله تعالى، وهذا كفيل بتغير حياتك إلى ما تتطلعين له من السكينة، والاطمئنان، والرضا بقضائه تعالى، وقدره.
والأمر الثاني: هو المداومة على سؤاله -سبحانه وتعالى- أن يوفقك، ويُنجح سعيك، ويشرح صدرك، وييسر أمرك.
والأمر الثالث: أن تستشعري هوان الدنيا، وقرب انقضائها، وأنها إلى زوال، وأن من حازوا نصيبًا منها - مهما عظم في أعين الناس - سيموتون، ويتركونها، ثم يُسألون يوم القيامة عن النقير، والقطمير! وأما الآخرة فهي دار القرار، وأنَّ غمسة واحدة في الجنة تُنسي الإنسان آلامه، وأكداره التي عاناها في الدنيا، وأنَّ فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر من أنواع النعيم، وفيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأكرم بمجاورته من نعيم! كل ذلك سيجعلك تستهينين بما يصيبك من هموم الدنيا مما تظنين أنه إخفاق!
وانظري لمزيد من الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 138556 و 261937 و 403954 و 3830 و 99665.
والله أعلم.