logo

مقال : ‘ دور المعلم في عصر الانترنت ‘

بقلم : خيرالله حسن خاسكية
28-09-2023 10:42:18 اخر تحديث: 07-10-2023 03:53:40

لقد ولى الزمن الذي كان فيه المعلم ملقناً للمعلومات وانطوت الفترة الزمنية التي كان فيها يحتل مركز الصدارة في العملية التعليمية ويلقي الأوامر والنواهي ويعاقب ويكافئ دون اعتبار لشخصية الطالب.


خيرالله حسن خاسكية - صورة شخصية


اما الآن وفي عصر الانترنت عصر التفجر العملي والمعرفي وثورة التكنولوجيا والاتصلات فقد تغير دور المعلم وأصبح دوراً ينصب على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها، انطلاقاً من أن المعلومات والمعرفة والنشاطات التي يجب أن يلم بها الطالب كثيرة ومتنوعة والفترة الزمنية المخصصة لتعليمها قليلة مما يستدعي منه أن يخطط ويصمم لكل جزء من أجزائها ضمن جدول زمني محدد .

من هنا فقد أصبح المعلم في عصر الانترنت مخططا وموجهاً ومديراً ومرشداً للعملية التعليمية التعلمية يتيح للطالب فرصة المشاركة والتعبير عن نفسه بحريةويركز على إكساب الطالب مهارات البحث الذاتي والاتصالات ويدمج الطالب بنشاطات تربوية منهجية ولا منهجية تؤدي إلى بلورة مواهبه وتفجير طاقاته وتنمية قدراته وتكامل شخصيته ككل، ويتيح له فرصة التعرف على الوسائل التقنية والاتصالات وكيفية استخدامها في التعلم والتعليم دوراً يساعد الطالب الرجوع إلى مصادر المعرفة المختلفة من مكتبات ومراكز تعليمية ووسائل الإعلام المختلفة واستخراج المعلومة اللازمة بأقل وقت وجهد.

والأكثر من ذلك فقد أصبح دور المعلم دوراً يركز على أن يكون الطالب متفاعلاً في العملية التعليمية لا متلقياً لها مبتكراً خلاقاً منتجاً مبدعاً أكثر من كونه متلقياً للمعلومات أو حتى متفاعلاً معها. من هنا، فدور المعلم في عصر الإنترنت لا يقتصر على عرض المعلومات وشرحها، وإنما يتعداها إلى إشراك الطالب في هذه المعلومات.

هذا الدور الجديد للمعلم أصبح يتطلب منه وقبل البدء بالعملية التعليميةأن يتعرف على البيئة التعليمية التي سيعمل فيها وأن يحلل عناصرها ومكوناتهاوالتعرف على خصائص الطلبة المتعلمين الذين سيتعامل معهم وتحديد قدراتهم العقلية وميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم وخلفيتهم التربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لكي تكون منطلقاً لتحديد الطرائق التعليمية المناسبة ومراعاة الفروق الفردية، وأن يتعرف على الأهداف التعليمية التعلمية التي يتوقع من الطلبة أن يحققوها سواء كانت أهدافاً معرفية أو وجدانية أو نفس حركية والاكثر من ذلك على المعلم أن يتعرف مسبقاً على المعلومات والحقائق العلمية التي يجب على الطلبة الإلمام بها، وما النشاطات التربوية التي يجب أن يمروا بها سواء كانت هذه النشاطات داخل غرفة الصف أو خارجها، وما الوسائل التقنية التي يجب أن يستخدموها لإثراء عملية تعلمهم، وما المراجع التي يجب أن يرجعوا إليها بالإضافة إلى كتابهم المدرسيوما هي الوسائل التعليمية المساندة التي سوف يستخدمونها، وما منشطات الإدراك التي سوف يوظفونها لترسيخ المعلومات والمعرفة في ذاكرتهم، وتساعدهم ـ في الوقت على استرجاعها بطريقة سهلة . ثم على المعلم أن يعرف ما الوسائل التقويمية التي سوف يستخدمها في تقييم طلبته وما اكتسبوه من مهارات تقنية ذاته .

وعلمية وعملية واجتماعية. كل هذه المعلومات يجب أن يخطط لها المعلم مسبقاً قبل البدء بعملية التعليم وذلك اختصاراً للوقت والجهد الذي قد يصرف في تعليم عشوائي غير مجدي، وتلافياً للمشاكل والتوترات التي قد تنجم عن عدم التخطيط وعدم وضوح الرؤيا التعليمية مسبقاً. 

إن دور المعلم في عصر الإنترنت يتجلى بشكل عام في قدرته على خلق طالب مؤهل ومدرب ومزود بمهارات البحث الذاتي، قادر على الرجوع لمصادر المعرفة المختلفة واستخدامها من تلقاء ذاته ومزود أيضاً بالمهارات التقنية التي أهمها استخدام الحاسوب وشبكة الاتصالات العالمية في التعليم، دور قادر على أن تنمية شخصية الطالب جسمياً وعقلياً واجتماعياً وأخلاقياً وثقافياً، دور قادر على جعل تعلم الطالب أكثر معنى وأكثر عملية وواقعية يفيده ويفيد مجتمعه، تعلم يجعل حياة الطالب أكثر قيمة وسعادة واستقراراً ويجعل منه فرداً قادراً على مجابهة التحديات والوقوف أمام متطلبات العصر بكل ثقة وكبرياء.