وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
أهلنا في الطيبة
إنّ جرائم القتل المستفحلة في مجتمعنا، إنّما تدلّ على جهلٍ بعاقبة هذه الفعلة الشنيعة، فلو يعلم القاتل حرمة الدم، لو يعلم سوء منقلبه وعاقبته، لو يعلم أنّه إنّما يقتل الناس جميعًا، مصداقًا لقوله تعالى: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، لو يعلم معاني حديث رسولنا الأكرم صلوات الله عليه: "زَوَال الدُّنْيَا كُلّهَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّه مِنْ قَتْل رَجُل مُسْلِم"، لو يعلم هذا كلّه لما أقدم على فعلته الشنيعة.
إنّ جريمة القتل الّتي طالت ابن الطيبة الشاب أمير زاهر عبد القادر مساء أمس، لَهِيَ استمراريّة لوباء العنف والجريمة، هذا الوباء الّذي أشغلنا بأنفسنا، وتركنا متخلّفين عن ركب الأمم، حتّى باتت أقصى أمانينا أن ننام ليلة دون أن نستيقظ على أزيز رصاص أو صافرات الإسعاف. وما هذا كلّه إلّا نتيجة لسياسات حكوميّة تهدف إلى تعميق أزمتنا، لا سيّما وأنّ مسؤول الأمن في هذه البلاد يعمل على ترسيخ الأمن القومي في قومه، وتشتيت الأمن عن مدننا وقرانا ومجتمعاتنا.
أهلنا الأحباب
إنّ هذا كلّه لا يعفينا من المسؤوليّة، فإن أرادوا بنا شرًّا يجب أن نضاعف جهودنا لترسيخ الأمن والأمان والمحبّة والوئام فيما بيننا. إن كان من يحبّهم الله ويحبّونه هم "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ"، فإنّنا بتنا بخلاف الآية الكريمة، أعزّاء على ابن ديننا وبلدنا ومجتمعنا، تأخذنا العزّة بالإثم، فلا نتجاوز حتّى عن أقلّ هفوة، فاللهمّ سلّم، اللهمّ سلّم.
رحم الله الشاب امير زاهر عبد القادر، وألهم أهله وذويه الصبر والاحتساب، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
اللهمّ إنّا نسألك أمنًا وأمانًا وطمأنينة وسلامًا، إنّك على ذلك لقدير
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
الحركة الإسلاميّة – الطيبة
قائمة الهدى والنور ".
