الوشيكة وفي أروقة صنع القرار - لا زال متواضعا إلى حد يبعث على القلق بشأن دورها وفرص تمكينها في خوض دور فاعل وناشط .
وعلى الرغم مما أظهره بعض المرشحين من ترحيب بوجود المرأة في قوائمهم وحتى في بعض المناصب القيادية بها، إلا أن القليل جدا منهم خصص لهن مكانا يليق بهن وبما يطرحن من اجندة وافكار ومشاريع لتطوير بلداتهن .
للحديث اكثر حول حضور المرأة على الحلبة السياسية المحلية وعلى وجه الخصوص في انتخابات السلطات المحلية الوشيكة بعد ان تم تقديم القوائم الانتخابية، استضافت قناة هلا أسمهان جبالي مؤسسة ومديرة جمعية " حقنا بالعيش " ، المحامية نورين ناشف - عضو المحكمة التأديبية في نقابة المحامين ، د. هزار جبارة مصاروة حاصلة على لقب دكتوراة في الادارة التربوية .
• الى أي مدى المرأة العربية حاضرة في القوائم التي اشرف على ترتيبها المرشحون من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب؟
د. هزار جبارة مصاروة: "حسبما رأيت فإن هناك عضو واحدة بقائمة معينة قدمت أوراق ترشيحها للانتخابات وعدد من النساء ضمن قائمة أخرى. في المجتمع العربي ليس من السهل على المرأة ان تخوض الانتخابات المحلية لعدة أسباب منها انها غير قادرة على خوض المعركة ضد الرجل او ان هذا المنصب لا يناسبها، ولكن من الممكن في المستقبل ان تأخذ المرأة حيزا اكبر في البلديات والمجالس المحلية".
نورين ناشف: "للأسف الشديد نرى حضورا للمرأة في القوائم الانتخابية ولكن في المكان الرابع او الخامس "كالزينة" بينما يتواجد الرجل في الأماكن الأولى والثانية.
يجب على المرأة ان تتمتع بالإمكانيات والاليات بالإضافة الى وجود دعم من المجتمع والعائلة فهذا سيساعدها على التقدم والتطور بعدة مناصب سواء في الحكم المحلي، في الكنيست او في مؤسسات كبيرة.
وما نلاحظه الان ، ان وجود المرأة في القوائم الانتخابية بات الزاميا ولكن فقط للزينة".
اسمهان جبالي: "المرأة العربية لا تملك مليون شيكل حتى تخوض الانتخابات المحلية. هناك العديد من النساء المؤهلات ليتبوأن مناصب عليا في أماكن اتخاذ القرار في السلطات المحلية ، ولكن لا يمتلكن القدرات من ناحية مادية ليخضن الحملة الانتخابية".
• ما هي التحديات او العقبات التي جعلت المرشحات في القوائم "للزينة" كما تصفن ؟
د. هزار جبارة مصاروة : "حسبما رأيت هذا العام توجهوا كثيراً لنساء من اجل ان يخضن عضوية البلدية ولكنهن لم يقبلن بذلك بسبب عدم امتلاكهن القوة الممكنة لخوض المعركة الانتخابية، ولكن حينما يرغبن بذلك تكون النساء دائما في الأماكن الرابعة او الخامسة بالقائمة كما ان العائلية لها تأثير ايضاً في هذا المضمار".
اسمهان جبالي: "رأينا نساء في عضوية المجالس المحلية ولكن لا نراهن يشاركن في المناقصات او في الاجتماعات المهمة وذلك لأنه يتم عقدها في ساعات متأخرة".
• ماذا عن الرجل العربي، هل هو على استعداد ان يدعم ويساند ترشيح امرأة عربية ودفعها للمقدمة لترأس قائمة او تترشح للرئاسة؟
د. هزار جبارة مصاروة: "لا، فالمجتمع العربي يريد ان يكون الرجل بالقمة ويتبوأ منصب رئيس البلدية او رئيس مؤسسة معينة، يمكن ان يعطوا المرأة مناصب إدارية مثل إدارة مدرسة معينة ولكن ان يمنحوها الدعم لرئاسة بلدية لا اعتقد ان هذا الامر سيحصل".
• لنعود الى مشهد يوم الخميس الماضي ، اذ رأينا في كثير من البلدات العربية مسيرات وحضورا نسائيا كبيرا ، هذا التناقض ما بين مشاركة المرأة كمرشحة ومشاركتها كداعمة للمرشحين كيف تفسرنّه؟
نورين ناشف: "هذا يعود لتفكير المرأة ، فغالبا ما نقوم بالتصفيق ودعم المرشحين بينما نواجه خوفا من الترشح بسبب عدم توفر الدعم سواء كان ماديا او نفسيا".
اسمهان جبالي: "يجب ان نرفع الوعي اكثر بالنسبة للنساء فمن المهم ان تدعم المرأة المرأة ولكن ما نراه على ارض الواقع للأسف الشديد ان المرأة عدوة المرأة ولو قامت بترشيح نفسها سنرى ان الداعم الأكبر سيكون الرجل".
• هل تؤيدين فكرة تشكيل قائمة محلية في البلد تضم مرشحات نساء؟
د. هزار جبارة مصاروة: "نعم، ومن الممكن ان تجتاز هذه القائمة نسبة الحسم".
نورين ناشف: "لا ، يجب ان يكون هناك دمج بين الرجال والنساء".
اسمهان جبالي: "لا، يجب ان تضم القائمة الرجال والنساء لندعم بعضنا البعض وننهض بمجتمعنا".
• ماذا تقولين للصبايا والشباب من مجتمعنا الذين يقمون بالانتخاب لأول مرة او من لا يرغبون بالمشاركة بالتصويت ؟
نورين ناشف: "انتخبوا من تروه مناسباً".
د. هزار جبارة مصاروة: "لا تنتخبوا بناء على العائلية بل انتخبوا الأشخاص الذين سيقدمون ما هو في صالح مجتمعكم".
اسمهان جبالي: "خذوا من وقتكم خمس دقائق قبل ان تدلوا بأصواتكم وتواصلوا مع المرشحين وتحدثوا معهم، اذا رأيتم ان احدهم يستحق صوتك من خلال حديثك معه فصوتوا له. كما اريد ان انوه هنا الى احقية المواطن بالتواجد في جميع الجلسات ليتعرف على حقوقه ويعرف تماما لمن سيصوت".