التي تحتضن النشاطات الفنية وحضور مميز من الفنانين التشكيليين، ومتذوقي الفنون الجميلة.
الافتتاحية كانت مع كلمة كانز المعرض الأستاذ أمين أبو ريا والذي رحب بالحضور وقال: " تُعتبر تجربة الفنان التشكيلي سامي مبرشم في عالم الفن التشكيلي ثرية وعميقة ومتجددة ومنذ بداياته الفنية الأولى تشكل في وعيه عشق الفرشاة التي كانت بالنسبة له السلاح الذي سيهزم به كل التحديات وقد استطاع أن يصنع له أسلوبا فنيا جميلا فهو يعشق التجديد سواء في لوحاته أو في حياته اليومية والعملية" .
انه وجه من الوجوه الفنية الرائدة التي برزت في الساحة التشكيلية ، فنان مخضرم عشق الفن منذ طفولته وجعله هوايته المفضلة. لوحاته تعبر عن إحساسه المرهف وعن عمق فلسفته في الحياة. وحسب الفنان فهناك دائما "الحب والتسامح في لوحاته" وهو في رحلة دائمة للبحث والتعبير عن قناعاته وآرائه وحبه للحياة بشكل مميز.
استطاع الفنان من خلال أعماله الإبداعية أن يعكس حبه للحياة وأن يدخل إلى عوالم خاصة به من خلال مواضيع هادفة لتعطي للوحاته الحياة والحب مستخدما ألوانا قوية مليئة بالفرح والتفاؤل الذي أظهرته ريشته المدروسة بروية وإتقان. كما اعتمد أسلوبا مميزا وهادفا في لوحاته مقتبسا معالمها من الواقع والتفاصيل المعبرة داخل المكان محولا إياها إلى مشهد بصري غني بالتقنيات الفنية التشكيلية وعكست شغفه بتمازج الألوان الحارة مع الباردة محاولا إضفاء طابع خاص على طاقة اللون محققا بذلك توازنا لونيا وصفاء نلمسه في فضاء لوحاته.
هذا وقدم الفنان المسرحي خالد أبو علي بتقديم مقطع فني وشاركه التمثيل الفنان التشكيلي جميل عموري، مما ادخل الابتسامة على وجوه الحضور.
تجدر الإشارة الى أن الألوان في اعمال الفنان سامي مبرشم تنطوي على سمو جمالي يشع بطبقات لونية ذات سطوع ضوئي متوازن. كميزة تجريدية توحي بشاعرية تواكب من خلالها نغمات الاشكال التي تنسجم مع ضربات الريشة وايقاعاتها المتراقصة مع الألوان وشدتها الحركية، من حيث الحركة الضوئية الملفعة بالمشاعر الكامنة في فواصل الألوان او انسجامها بشكل جزئي مع الرؤية والابعاد التي تكتنز من المعاني الفنية ما يجعلها محفوفة بالكثير من الخطوط والمعاني القادرة على ترجمة المشاعر الحسية.
وكل لوحة هي جزء من نسيج الألوان التي تحاكي المفهوم الحسي واللانهائي لفن لا يخلو من تعبير صامت من خلال اللون والايحاءات وتسليط الضوء مع الخطوط اللونية.
واللوحات تجسد بألوانها الزاهية وتفاصيلها الدقيقة أروع جوانب الثقافة والتراث، فالألوان المستخدمة تميزت بإشعاعها وتنوعها، في رمزية للتنوع الكبير في تفاصيل بلادنا من شمالها إلى جنوبها ومن الشرق إلى الغرب حيث التنوع في اللهجات والثقافات.
استعراض المشهد الاجتماعي والثقافي
وفي معرضه الجديد في جاليري زركشي اليوم، يستعرض الفنان سامي مبرشم في لوحاته المشهد الاجتماعي والثقافي في بلادنا من خلال بانوراما بصرية تحاكي البيئة المحلية، إلى جانب البعد الأسطوري الذي يظهر من خلال العلامات والرموز.
في أحدث معارضه يغمس الفنان التشكيلي سامي مبرشم – أبو محمود - ريشته في التراث الشعبي ويستلهم من مفرداته ليخرج للمتلقي بمعزوفات غنائية تفيض حيوية وإشراقا. تشع اللوحات بهجة بالألوان الصريحة من الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر وتنبض شخصياتها بالحيوية عبر تكوينات فردية وجماعية لشخصيات مستوحاة من التراث العربي والسير الشعبية.
تزخر لوحات الفنان سامي مبرشم – أبو محمود - بتلك الرؤى الإنسانية والجمالية العذبة التي تنساب بسلاسة عبر ثنايا أسلوبية الألوان المختلفة فهو يغرف من طاقة إبداعية عفوية وتلقائية متمكنا في توظيف تقنيات الصباغة على اللوحة على أصول وقواعد حرفة التشكيل في خطابه الجميل تجاه مواضيع صادقة والتي تحتل سائر لوحاته.
هذا وقامت جمعية جوار في الشمال بتكريم الفنان سامي مبرشم على نجاح معرضه، فيما قدم الفنان مبرشم هدية تكريمية لادارة جمعية "جوار في الشمال" وأدارة صالة العرض " جاليري زركشي" تعبيراً عن شكره وامتنانه لدعمهم ومساندتهم له والعمل الدؤوب لانجاح المعرض واخراجه بحلته المميزة.
انطلاقة جديدة في عالم الفن التشكيلي
وحول سيرته الذاتية ، الفنان المحتفى به: "أنا سامي محمود مبرشم من مواليد 1965 من الجديدة، ترعرعت في مدينة عكا وعشقت بحرها واسوارها، تجد المدينة التاريخية حاضرة في العديد من اعمالي الفنية ومنها ما تنازلت عنها لتزين جدران بيوت أصدقاء وعشاق الفنون والمدينة. اعمل طباخا وصانع كنافة مشهورا في الوسط العربي وغير العربي ووسيط مؤهل لفض النزاعات مرخص، لي بنتان وولدان / فقدت ولدي البكر في حادث مؤسف" .
وأضاف : " أحب الطبيعة وأحب الناس واحارب ضد العنف بكل ما اوتيت من قوة منذ فقدت نجلي محمود وربما استطعت تكريس جل اعمالي القادمة لمحاربة هذه الآفة المستشرية في مجتمعنا. أعشق الاعمال الزيتية ولدي أكثر من 150 عمل معظمها عن الطبيعة. شاركت بعدد كبير من المعارض الضخمة الى جانب العديد من الزملاء الفنانين والرسامين في البلاد والضفة العربية. اذكر منها في القدس اريحا رام الله الخليل البيرة جنين نابلس وكثير من المدن في الداخل في الوسط العربي وغير العربي" .
ومضى بالقول : " كنت عضواً في جمعية نجم العربية وجمعية الناصرة للفنون وجمعية الفنانين الاحرار وشاركت معهم في العديد من المعارض والبرامج الفنية. خصوصية هذا اليوم ليس فقط في تاريخه الذي يحمل نفس الرقم لليوم والسنة بل بافتتاح معرضي الشخصي الأول للفنون من خلال جاليري زركشي للفنون سخنين وبإدارة جمعية جوار في الشمال التي اعتبرها انطلاقة متجددة لي في عالم الفنون التشكيلية ولها نكهة وحضور خاص رغم انه عدديا يكون هذا معرضي الشخصي الرابع " .
تصوير عدي بشير