تصوير: الجبهة
أكدت فيه عزمها على خوض الانتخابات في كافة المواقع التي تسمح لها الظروف بذلك، مؤكدة أنها ترى بالسلطات المحلية أداة نضالية ضد سياسات التمييز العنصري، ورأسا للحربة بأي خطة نضالية لتصعيد المعركة مع الجريمة المنظمة.
وجاء هذا المؤتمر، في أوج عملية تسليم القوائم للعضوية والرئاسة، والتي بينت بأن الجبهة ستخوض الانتخابات للعضوية في 40 بلدة، ولرئاسة 15 بلدة، كما تبين معطيان لافتان، وفقا لما جاء في بيان صادر عن الجبهة: المعطى الأول، العدد غير المسبوق للكوادر النسائية التي تخوض هذه الانتخابات، إذ أن حوالي 25 امرأة وناشطة سياسية يخضن الانتخابات في مواقع متقدمة في القوائم الجبهوية أو الحليفة لها، بينهن خمس نساء يرأسن قوائم العضوية، وبحسب المعطيات المتوفرة فإن هذا يعني بأن نحو 80% من النساء العربيات اللواتي يخضن الانتخابات البلدية يخضنها ضمن القوائم الجبهوية أو الحليفة لها.
المعطى اللافت الآخر، أن الجبهة ولأول مرة تخوض الانتخابات في كافة المدن المشتركة ضمن قوائم تحالفية واسعة لصد اليمين الفاشي والعنصرية، وبأن رقعة العمل المشترك هذه اتسعت لتصل لأول مرة كلا من كرمئيل وبئر السبع.
وافتتح المؤتمر وتولى إدارته أمجد شبيطة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وتحدث كل من: عصام مخول، رئيس الجبهة، د. شكري عواودة، نائب رئيس بلدية نوف هحاليل ورئيس لجنة العمل البلدي الجبهوية، د. نهى بدر، القائمة بأعمال رئيس بلدية المغار والمرشح لبلدية الناصرة، المهندس شريف زعبي.
" أداة نضالية لصد العنف والجريمة "
في كلمته الافتتاحية تطرق شبيطة إلى الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات في ظل موجة العنف التي بدأت تطال بعض المرشحين في عدد من البلدات، وقال: "أشغلنا السؤال، لمن نتركها؟ لمن نترك ساحة الحكم المحلي؟ والقصد، ليس لمن نتركها نحن كجبهة فقط، إنما كمجتمع، أنترك سلطاتنا المحلية مطية لعصابات الإجرام؟ هنالك أصوات تدّعي بأن مقاطعة الانتخابات قد تدفع إلى احراج الدولة وتلزمها بتحمل مسؤولياتها، لكن هذه مراهنة خطرة جدا على سلطة لا يمكن التعويل عليها، فالسلطات الإسرائيلية اليوم مستعدة أن تتحمل وصمة العار بانسحاب مرشحين جديين لرئاسة مدن كبرى كالناصرة، دون أن تحرك ساكنا ما دام المقابل أن ننشغل ببعضنا البعض ونغرق بدم بعضنا البعض. إذن لا يبقى لنا إلا أن نقلع شوكنا بأيدينا. يريدون لسلطاتنا المحلية أن تكون مجرد مؤسسات خدماتية، ونريدها أذرعا نضالية قادرة على توحيد المواطنين ضد سياسات التمييز العنصري. نريدها -وسجلوا عندكم، لتسائلونا ولو بعد حين- نريدها، أذرعا ضاربة لعصابات الاجرام: نريدها أن تقود خطوات غير مسبوقة بقيادة النضال الجماهيري ضد هذه العصابات وضد السياسات الحكومية التي تقف من خلفها، وحماية الناس منها، نريدها رأس الحربة باتخاذ الخطوات الأولى مما يجب أن يرتقي إلى مستوى العصيان المدني، نريد أن نبني البرامج النضالية وأن نبدأ من السلطات المحلية الجبهوية ثم نضع هذه البرامج على طاولتي لجنة المتابعة واللجنة القطرية للرؤساء العرب ".
" المعركة هي بيننا وبين السلطة وليست بين بعضنا البعض "
وأكد رئيس الجبهة، عصام مخول في كلمته بأن المعركة لا يمكن أن تكون بين المواطنين أنفسهم، إنما بينهم وبين سلطات التمييز العنصري، وشدد على ضرورة تسييس الحملات الانتخابية وتوجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة عما آلت إليه ظروف المجتمع العربي، محذرا من الأصوات التي تنادي بالتفريط بالحق الديمقراطي للمشاركة بالانتخابات للسلطات المحلية، إذ قال:"الحزب الشيوعي والجبهة ليسا عابرين على الانتخابات البلدية. خضنا معركة شرسة طولها أكثر من سبعة عقود لإحداث تغيير في خارطة وفي مفهوم العمل البلدي. لهذا الحزب ولهذه الجبهة الدور الأساسي في المعركة على بناء وإقامة مؤسساتنا البلدية لتكون ذراعًا أساسيا في معركتنا، ليست البلدية فقط بل في معركتنا السياسية. وحقنا في انتخاب سلطاتنا المحلية وأن ندير شؤوننا بأيدينا لم يحدث كرمًا من السلطة، انما انتزع كحق للجماهير العربية، وهذا السياق يجب أن يحكم مفهومنا للانتخابات المحلية".
وفي هذا الصدد جاء في المؤتمر أن الجبهة ستطرح ميثاق تعهد يؤكد على تسييس الحملات الانتخابية ويدعو إلى التمسك بالخيار الديمقراطي والحفاظ على السلم الأهلي وأصول العمل الانتخابي والبلدي برحابة صدر ومسؤولية.
" المدن المشتركة بمواجهة الفاشية "
بدوره، استعرض د. شكري عواودة، رئيس لجنة العمل البلدي في الجبهة ونائب رئيس بلدية نوف هجاليل، ظروف المواطنين العرب في المدن المشتركة، التاريخية منها والحديثة، مشيرا إلى أن نحو 13% من المواطنين العرب يعيشون في هذه المدن وأنهم يحظون في الدورة الحالية بتمثيل مكون من 34 عضوا عربيا منتخبا ويحظون بتمثيل في كل من لجنتي المتابعة والقطرية. وأشار إلى أن مؤتمر الجبهة الأخير في آذار من هذا العام وبناء على العبر من هبة الكرامة في أيار 2021 وما رافقها من عدوان فاشي على المواطنين العرب، أوصى ببناء أوسع تحالفات ممكنة ضد الفاشية واليمين العنصري.
وأضاف: "اليوم نذهب إلى هذه الانتخابات بتركيبة جدية، وفي بعض البلدات المختلطة نجحنا في اقامة قوائم مشتركة تمثيلية كاملة، تجمع في تركيبتها القوى السياسية والأحزاب الفاعلة، وفي بعض الأماكن كان هناك تحالفات جزئية لم تصل الى التمثيل الوحدوي الشامل. هذا انجاز قد لا يكون متكاملاً حتى النهاية لكنه بالتأكيد يصب في سبيل تطوير العمل الوحدوي للجماهير العربية في هذه المدن. وكل ذلك في سبيل احداث تغيير حقيقي في انتزاع الحقوق المدنية للجماهير العربية وتحقيق المساواة في الحقوق مع الاكثرية اليهودية في هذه في المدن المختلطة".
" المرأة في صلب النضال البلدي "
د. نهى بدر، القائمة بأعمال رئيس بلدية المغار، وهي السيدة العربية ذات المنصب العربي الأرفع بين المنتخبات في الحكم المحلي قالت بأن الحزب الشيوعي والجبهة عملا تاريخيًا على تحضير كوادر نسائية لأن تكون في أماكن اتخاذ القرار.
وحول أهمية هذا الأمر، أضافت: "النساء جزء أساسي في المجتمع ويحق لهن ومن الواجب عليهن الانخراط في العمل البلدي، يحق للنساء ايضًا طرح قضايا المجتمع والنضال من أجلها، قضايا التربية والتعليم والبنية التحتية والعنف والجريمة، هذه كلها قضايا تمس المرأة ايضًا وهي جديرة بطرحها وليست حكرًا على الرجال. والمكان الذي وصلنا له اليوم بالنسبة للتمثيل النسائي في القوائم الانتخابية هو انجاز مبارك، ولكنه ليس كافيًا، ونطمح الى تمثيل أكبر يليق بالتحديات الجسيمة التي نواجهها".
وتطرقت إلى تجربتها الشخصية التي شكلت محفزا لقوائم أخرى لادخال نساء أخرى إلى العمل البلدي
" في الناصرة وغيرها القوة للناس! "
المرشح لبلدية الناصرة، المهندس شريف زعبي، أشار في كلمته إلى الموقع الخاص للناصرة كعاصمة للجماهير العربية وإلى أهمية أن تأخذ دورها الثافي، الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي في هذا الصدد.
وأكد بأن الغالبية المطلقة من أبناء المدينة يتوقون إلى التغيير، وأن الجبهة بدأت مسار تغيير داخلي فيها، نحو التغيير في المدينة ككل،
وأضاف: "مجتمعنا في كل البلدات وفي الناصرة يعاني من آفة العنف والجريمة، هذه الافة التي تضرب الحياة اليومية لهذه المدينة تضرب اقتصادها وتضرب شعور الامان لأهلها، ولذلك نحن نضع هذا الموضوع على رأس أجندتنا. ونحن كجبهة طرحنا برنامج قريب المدى وبعيد المدى لكيفية مواجة هذه الآفة، والتي تطال اصلاحات جذرية في جهاز التعليم المحلي وفي قطاع الرياضة والشباب والنشاطات الثقافية. وأن نضمن لشبابنا تعليما لائقا ومسيرة مهنية تجنبه الوقوع في براثن عصابات الاجرام.
وأكد زعبي أن القوة لا يمكن أن تكون بيد أقلية من عالم الإجرام وأن القوة أولا وآخرا للناس!
واستمر المؤتمر بالرد على عدد من الأسئلة من جمهور الصحافيين وبالتأكيد على اصرار الجبهة خوض هذه الانتخابات بما ينفع الناس ويرفع قضاياهم وقضايا بلداتنا العربية والمدن المشتركة.