وقد قدم الوفد المساعدات للمنكوبين من الزلزال علما أن فرق الإنقاذ المغربية قد قالت انها تواصل عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض رغم دخول الزلزال أسبوعه الثاني، في حين أعلنت السلطات استئناف الدراسة في المناطق الأكثر تضررا ...
ومن ام الفحم استضافت قناة هلا  في بث حي ومباشر د. عبد الكريم اغبارية، وهو أخصائي طب أطفال وعضو وفد " الراحمون " للمغرب .

" المناطق المنكوبة نائية "
وقال د. عبد الكريم اغبارية في مستهل حديثه مع قناة هلا وموقع بانيت: " كان السفر الى المغرب متعبا جدا، اذ توجهنا الى فرانكفورت ومنها الى مراكش، والعودة أيضا كانت طويلة، لانه لم تتوفر امكانية السفر المباشر من تل ابيب الى مراكش. الصعوبة كانت في المغرب لان المناطق المنكوبة نائية جدا وتقع على قمم جبال الاطلس، والوصول اليها صعب جدا. الشوارع التفافية، وعبورها تحفه المخاطر، اذ ان عرض الشارع لا يصل الى 2.5 م، وكلها على سفوح الجبال، وكانت الحجارة تتدحرج من أعالي الجبال الى الأسفل، كما أنه خلال السفر داخل المغرب، كانت هنالك صعوبة في الوصول لكثرة وفود الاغاثة وكان الأمر متعبا، لكن بحمد الله نحن في جمعية الراجمون مصممون على ايصال الامانة من المتبرعين لمستحقيها، وكان هذا أحد أهداف سفر الوفد ".

من هم رفاقك في الوفد؟
كنا قد جهزنا وفدا يضم حتى 15 شخصا من أطباء وممرضين وصيادلة ورجال دين، لكن الظروف المتعلقة بالسفر السريع، وقد غادرنا خلال 24 ساعة، فالسفر الى المغرب بحاجة الى تأشيرة، ولكل شخص ظروفه، وكان على رأس الوفد الدكتور الاستاذ الشيخ مشهور فواز، ورافقنا د. محمد جمال اغبارية، ورئيس جميعة " الراحمون " المهندس علي محمد سالم مناصرة، والأخ نعمان اغبارية مسؤول ملف العلاقات الخارجية في الجمعية.

أنت شاركت بوفد آخر الى منطقة الزلزال في تركيا قبل فترة - ما هي أوجه الشبه بين الحدثين في المغرب وتركيا ؟
هنالك وجه شبه واحد فقط وهي المأساة والمعاناة على مستوى الافراد والقرى المنكوبة، لكن بالنسبة لحجم الدمار لا يوجد شبه بين الحدثين. المناطق التي وصلنا لها في المغرب هي قرى تعيش بفقر قاهر وبجوع مؤلم، وهذه القرى تقع على قمم جبال الاطلس، وكنا نسافر من مراكش من ساعتين الى ثلاث ساعات. هذه قرى بدائية، وبيوتها من طين، ولا يوجد بنى تحتية فيها، لذا فان حجم الدمار يختلف عن الدمار في تركيا. في تركيا الزلزال ضرب مدنا حضرية فيها بنايات مرتفعة، وفيها بنية تحتية، وحجم الدمار في تركيا كان أصعب وظاهر للعين أكثر. بالنسبة للاغاثة والآليات من الصعب لها ان تصل لهذه القرى، لان الطريق المؤدية اليها صعبة ووعرة.

بعد كل ما شاهدت هل ترى ان بلادنا معرضة لمثل هذا المشهد ان ضربها زلزال عنيف لا قدر الله؟
الامر يتعلق بقوة الزلزال. بنظري بلادنا غير جاهزة للتعامل مع زلزال عنيف، واثبات ذلك مدى الاحباط لدى وقوع فيضانات في البلاد أو مأساة ما. في بلادنا بنايات بنيت في الستينات لم تبنى مع تقنيات للوقاية من الدمار بسبب الفيضانات أو الاعاصير أو الزلازل. نسأل الله ان لا يصيبنا أمر كهذا.

" مصداقية، شفافية وأمانة "
وختم د. اغبارية حديثه قائلا : " أشكر طاقم قناة هلا على استضافتي ورفع الوعي تجاه الجمعيات التي تعمل في بلادنا. نحن في جمعية الراحمون بتنا العنوان الرئيسي للاغاثة. هذه هي الجمعية الوحيدة في الداخل التي تهتم في تقديم الامور الطبية على مدار السنة. نحن لدينا طاقما طبيا يفحص الأطفال في مخيمات اللاجئين السوريين، وتبرعنا بجهاز طبي للكشف المبكر عن سرطان الثدي لعلاج اللاجئين. لدينا 130 حالة طبية بحاجة لعمليات، لان الوفد السابق استأجر مستشفى لمدة 4 أيام، وهو مستشفى على مستوى عال. نحن بحاجة لدعم وتبرعات الجمهور، من أجل الاستمرار . الجمعية حفرت على جبينها 3 أمور: المصداقية، الشفافية والامانة، ونحن بحاجة لتبرعات الجمهور لنستمر بهذه المسيرة".

(Photo by FETHI BELAID/AFP via Getty Images)