logo

مقال: اخشى ان يصبح العنف ثقافة شعبنا

بقلم: د. احمد فياض محاميد
17-09-2023 09:12:43 اخر تحديث: 19-09-2023 04:40:08

ترددت من قبل كتابتي مقالي هذا، لما يحمل في طايته على المزاج العام ، ولكن هذا هو واقع مجتمعنا في الداخل الفلسطيني. العنف يتغلغل ويتجذر عميقا وشلال الدم يجري في مجتمعنا،


د. احمد فياض محاميد - صورة شخصية

والاجهزة الامنية المسؤولة عن توفير الامن والامان للمواطن العربي تتَغيب عن القيام بدورة وكأنها في سُبت. وهكذا في ظل حماية العصابات الاجرامية من قبيل المؤسسة الامنية. من الممكن ان يُصبح العنف ثقافة لشعبنا في الداخل ، ولماذا؟

بدايةً اشرح ما هو مصطلح الثقافة؟ إنها إنتاج الانسان، إنها صورة منهجية لسلوكيات مُكتسبة موروثة حتى للأطفال من الاباء. الثقافة هي مجموع التجارب التجريبية والرمزية للشخص او لفئة أي خارطة طريق ، مثل: المعرفة (الأعرف)، والعادات والتقاليد ، والاخلاق ، الفن ، والدين ، ووسائل التواصل ، والقانون، والاخ. يعتبر الفرد نفسة جزء من ثقافة مُعينة عندما ينتمي الى فئة اجتماعية يرى أْفرداها أْنفسهم يتشاركون في تلك الخبرات التجريبية.

هل الثقافة دائما ايجابية ؟ لا، لكل فئة ثقافتها الخاصة بها على سبيل المثال لعصابات الاجرام ثقافتهم الخاصة بهم، وايضاً للحركة الاسلامية ثقافة خاصة بها، نعم الحركة الاسلامية لن تأتي بعقيدة إيمانية جديدة، بل أحيت وانعشت الاسلام من جديد، ولا شك يوجد لها فضل كبير بذلك.

هل الثقافة هي ابدية؟ لا ،لا بد من تَجددها من حين الى اخر. على سبيل المثال: لو اخذنا عينة من صخرة ثابتة في مكانها وفحصنها في المختبر لوجدنها تحتوي على كمية مَعينة من المعادن، لوَعدنا بعد عام لنفس الصخرة واخذنا عينة من نفس المكان، لوجدنا كمية المعادن تختلف عن العام المنصرم. إذا صخرة ثابتة في مكانها مُحتويتها تتغير من حين الى اخر ، فما بالك في الانسان الُمتنقل من مكان الى اخر وتنكشف علية ثقافة اخرى ومفاهيم مختلفة من الوسائل الذي يتعرض اليها يوميا وعلى مدار الساعة. لذلك لا بد من تغيير ثقافة الانسان مع مر السنيين حسب التجارب التي يكتسبها، ولا يوجد هناك أي ضًمن انها تتغير الى الافضل، مفهوم الافضل يختلف من شخص الى اخر.

جميع الأعراف المختلفة تتسلل الى مجتمعات العالم في ُبطئ نظراً لنبذها ورفضها والاستياء منها في بداية الامر من المجتمع الُمضيف ، ولكنها تتغلغل تدرجيا وتُصبح فيما بعد َمشروعة. لو نَظرنا الى قسم كبير من العادات والتقاليد السائدة في مجتمعاتنا اليوم مقارنة لما كانت عليه من قبل اربعين سنة لوجدنها غريبة ومستوردة من شعوب اخرى، وفي بداية الامر كانت مرفوضة وتغلغلت تدرجياً واصبحت جزءا من سلوكيات مجتمعاتنا.

 هكذا عندما بدأ المواطن يفقد الامن و الثقة في السلطة المسؤولة عن توفير ذلك، لا بد له من البحث عن وسائل بديلة لحماية نفس وافراد عائلته، من خطر تلك العصبات التي تشكل خطر علية، في ظل حماية تلك العصبات من الملاحقة القانونية وتقديمها الى القضاء العادل "الحاضر الغائب" أي بعدم وجود رادع لها . وهكذا اصبحت شرائح نموذجية تتحلى بأخلاق مرفوضة قانونيا وتتنافى مع الاعراف في الِدفاع عن نفسها.

في الآونة الاخيرة بدات ظاهرة سلوكية غريبة ، تتسلل لمجتمعنا من قبيل اجزاء من مجتمعنا تتمثل في الحيازة على وسائل مختلفة لحماية اسرها، وتدريب على كيفه استعملها ووضعها لعند الحاجة. والسؤال الذي يطرح نفسه في غياب رادع من السلطة لحماية المواطن واسرتها، الا يحق له ان يتأخذ كل الوسائل للحماية؟! وهكذا يصبح المحذور تدرجياً مشروعاً من قبيل المجتمع.

كما وبدأْت اسمع من أطفالنا يرددون مصطلحات غريبة ومقلقة تَشير الى العنف، وهذا يعود الى خطاب الساعة التي يتناول العنف. وعندما يباْدون الاطفال يقلدون الاكبار في مصطلحاتهم العدوانية لا بد من الاشارة الى نقوس الخطر...!.