logo

رغم عظمة الوجع والحزن : ابنة الإمام من كفر قرع الذي قتل لدى خروجه من المسجد تستذكر اخر ما نطق به والدها بيوم الجريمة

من معتصم مصاروة مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
07-09-2023 12:09:43 اخر تحديث: 07-09-2023 14:05:35

تكاد عائلة مصري في كفر قرع لا تصدق حقيقة فقدان ابنها إمام مسجد قباء في المدينة، الشيخ سامي عبد اللطيف مصري، إثر تعرضه لإطلاق نار، يوم السبت، لدى خروجه من المسجد ،


فيما شيّع الآلاف جثمانه الأحد الماضي ، وأعقب الجنازة إغلاق شارع 65 احتجاجا على تفاقم العنف والجريمة في المجتمع العربي.

رغم هول الفاجعة، تحلت ابنة الشيخ المرحوم تسنيم المصري بالإيمان بقضاء الله وقدره، اذ الهمها الله الصبر لتحمل خبر فقدان والدها الأليم معتبرةً ان وفاة والدها بمثابة رسالة للمجتمع لكي يتخذ من بذرة الخير الموجودة فيه أملاً لغد ومستقبلٍ افضل.

" لا يوجد كلام كافٍ لوصف أبي "
وقالت تسنيم المصري في حديث ادلت به لموقع بانيت وقناة هلا : "لا يوجد كلام كافٍ لوصف أبي سواء كأب او كأخ او كابن بار بأهله أو كرجل اداري في المشاريع التجارية او كقيادي، لا استطيع ان اصفه من جميع النواحي. كان والدي يجتهد في كل مجال ودور يتخذه في الحياة على اكمل وجه، والحمد لله ان هذا الامر اثمر فقد رأينا كيف استقبل الناس خبر وفاة والدي والحزن الكبير الذي خيم عليهم جميعاً ". 

" لقاؤنا الأخير كان في نفس يوم وفاته"
واستذكرت تسنيم اللقاء الأخير بوالدها بالقول : " لقاؤنا الأخير كان في نفس يوم وفاته أي يوم السبت، فقد صدف ان بقيت ابنتي عندهم في البيت قبل الجريمة بيوم، وصباح اليوم التالي اتصلت بي ابنتي وهي تبكي وتريد ان آتي لبيت جدها واتناول طعام الفطور معهم، وما كان مني الا ان ذهبت ، جلست مع عائلتي وتناولنا الفطور ، وقام والدي باللعب مع بناتي ".

وتابعت قائلة: "من المفترض ان تنتقل ابنتي الى الصف الأول هذا العام لهذا كان والدي متحمساً حتى انه اشترى لها الحقيبة المدرسية وكان يقول لها بأنها ستكون طالبة مجتهدة ومتفوقة. كما انه جلس مع احد أصدقائه لفترة طويلة ذلك اليوم ، وما اتذكره انه كان مطمئناً طوال الفترة الأخيرة ويضحك معنا ويمضي وقتاً كبيراً معنا رغم انشغاله بالكثير من الامور".

" والدي لم يتلق أي تهديدات "
واردفت تسنيم مصري حديثها قائلة: "في ذلك اليوم (يوم الوفاة) خرج ابي ليصلي كالعادة، ولكم يكن صعبا على المجرمين ان يجدوه فمن المعروف ان ابي يتواجد في المسجد خلال أوقات الصلاة او يتواجد في كل بيت عزاء او اجتماع".

وأكدت مصري " والدي لم يتلق أي تهديدات وعلى العكس كان مطمئنا طوال الفترة الأخيرة، كما ان هاتفه كان بحوزتنا وتلقينا العديد من الرسائل حينما اغتيل".

وختمت مصري بالقول "الرسالة الأولى التي اريد ايصالها في ظل الاحداث الصعبة التي تبث الخوف واليأس في قلوب الناس ، أننا بخير ويجب علينا ان نركز على الخير الموجود فينا ونستمر فيه. والدي كان يحب البلد والوطن ولا يسمح لأي احد فينا الحديث بالسوء عنه رغم الوضع الصعب الذي وصلنا اليه ".


تسنيم المصري


المرحوم الشيخ سامي عبد اللطيف مصري - صورة شخصية