وتعبير الطفل عن مشاعره أمر ضروري، يجعله أقل عرضة لنوبات الغضب واستخدام العنف.. ويدفعه لفهم نفسه وحسن التعامل مع الغير.

لهذا وجب مساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره، وعدم كبتها، حتى لا يؤدي ذلك لمشاكل نفسية واجتماعية متعددة.

يجب أن يتعايش الطفل مع من حوله ويكون على صلة بهم؛ ليتعلم إدراك مشاعرهم وفهمها، وأن يتم وضعه في مكان الأشخاص أنفسهم.

مثال.. يقال للطفل إن فلاناً شعر بالضيق لأنك قلت كذا أو كذا، وهذا دائماً ما يترك داخل الطفل أثراً إيجابياً.. وأماناً نفسياً.

بعدها يستطيع اكتساب الثقة والاحترام والتعاطف مع الناس، وهي مهارة مهمة للحفاظ على تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين.

كما لابد من معرفة احتياجات الطفل، ما يسهل كثيراً من فكرة التعامل مع مشاعره، وأن يشعره أبواه بمدى الاهتمام الشديد به.

التعبير عن المشاعر لا ينبغي أن يكون أكثر من حده الطبيعي عند التعامل، فلا أحد يريد أطفاله غير متوازنين نفسياً تحت أي ظرف عند المساندة أو التشجيع.. سيدتي لا تفرطي بالمدح أو الذم.

ينبغي أن يتعرف الطفل على أنواع وألوان المشاعر التي تعبر له عنها، مثل أن يقوم الوالدان بإظهار صور مختلفة عن المشاعر مثل: الفرح والحزن حتى يعرف الطفل كيف يتفاعل معهم أو يتعاطف معهم.

التعبير عن المشاعر الخاصة بالأطفال يساعدهم على: التحرر والإبداع وتكوين شخصية مستقلة خاصة، كما تتيح له التواصل مع الآخرين وتحديد مشاعره والتعبير عنها.

وامتلاك الأطفال مفردات للتعبير عن عواطفهم، يعد جزءاً مهماً من التطور الاجتماعي والعاطفي الصحي لديهم.. وبالتالي يمكن تنمية هذا الجانب لدى الأطفال، ومساعدتهم خاصة في الوقت الحاضر .

يمكن الطلب من الطفل رسم مجموعة من الوجوه التعبيرية على البيض، ويفضل أن يكون هذا النشاط ضمن مجموعة، بحيث يتبادل الأطفال البيض، ويرسمون مجموعة أكبر من أنواع الوجوه التعبيرية، وبعد ذلك يُطلب من كل طفل وصف المشاعر الخاصة بالوجه التعبيري الذي على البيضة الخاصة به.

يمكن صنع بعض الأقنعة لمساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، وذلك باستخدام قطع من الكرتون المقوى وأقلام التلوين والعصي،وعليها يرسم الآباء وجوهاً بتعابير مختلفة على كل قطعة، باستخدام أقلام التلوين، وتثبيتها بالعصي، ويمكن أن يشارك الطفل في الرسم كذلك،وبعد ذلك يُطلب من الطفل التعبير عن كل وجه من الوجوه المرسومة على قطع الكرتون، ومحاولة تمثيلها، أو مشاركة الأطفال الآخرين معه في اللعبة... كما يمكن وضع قطع الكرتون على الوجه، ومنح الأطفال الآخرين الفرصة للتعبير عن تلك الوجوه، الأمر الذي يعزز التواصل الاجتماعي لدى الأطفال أيضاً.

بمعنى وضع بعض السيناريوهات الشائعة التي قد تثير مشاعر مختلفة لدى الأطفال، ثم سؤالهم عن مشاعرهم عند افتراض حدوث موقف منها.

ويمكن مشاركة مجموعة من الأطفال في هذا النشاط، عبر كتابة تلك الأسئلة وغيرها على أوراق صغيرة، ووضعها في وعاء.. ومن ثم تمريرها فيما بينهم، وكل طفل يسحب إحدى تلك الأوراق ويصف مشاعره إذا حدث له هذا السيناريو... مثل: ماذا ستشعر إذا أخذك والدك لتناول "الآيس كريم" بعد يوم دراسة طويل؟..أو.. ماذا ستشعر إذا لوثك أحد زملائك بالمدرسة بالألوان؟.. ما شعورك إذا صرخت والدتك في وجهك؟ أو.....

بعدها يطلب من أحد الأطفال تمثيل الشعور الموجود على البطاقة التي سحبها أمام زملائه، ويحتاج الباقي في تلك الحالة إلى تخمين الشعور الذي يحاكيه الطفل... وبالتالي سيساعد هذا النشاط على تنمية القدرة على التعبير عن المشاعر لديهم، ومن قبل التعرف على أنواع المشاعر الفرحة منها والحزينة وغيرها.