logo

مقال: نحو انتخابات الحكم المحلي: تحديات الحكم المحلي في المدن التاريخية والمختلطة..!

بقلم : د. سهيل دياب
25-08-2023 13:37:19 اخر تحديث: 25-08-2023 15:00:12

منذ هبة الكرامة في ايار ٢٠٢١، والتحريض على العرب في المدن التاريخية والمختلطة لم ينقطع اطلاقا، بل تفاقم بعد تشكيل الحكومة الفاشية الحالية ، واصبح الوضع الان لا يقتصر فقط



د. سهيل دياب - تصوير موقع بانيت

على التصريحات العنصرية المعادية للعرب من قبل الكثيرين من المرشحين، وانما يأخذ مناح جديدة وخطيرة جدا واهمها:

١. تهويد الجليل، والتطهير العرقي في النقب: فما يقلقهم في الجليل هو الخطر الديمغرافي لصالح الفلسطينيين، ويعملون جاهدين لاحضار المهاجرين اليهود من مناطق أخرى، وخاصة للمدن التاريخية والمختلطة( عكا، كرمئيل، نوف هجليل، العفولة، معالوت- ترشيحا)، واقامة بؤر استيطانية جديدة في الجليل، وغيرها من اجراءات التضييق على العرب وسلب كا تبقى من اراضي كما شهدنا في منطقة عيلبون- المغر ، وفي قرية المقيبلة مؤخرا.

 أما في النقب فأكثر ما يقلقهم هو مساحات الاراضي الواسعة تحت سيطرة الفلسطينيين هناك، والمخطط هو تطهير عرقي تحت مسمى " تجميع السكان" بهدف مصادرة الارض وتجريفها. ويرتفع منسوب التحريض هناك تحت مسمى" غياب الحكومية" متهمين العرب بالفوضى والخاوة.

وعليه ستشهد الساحة الانتخابية للحكم المحلي في هذه المدن حملة عنصرية معادية للعرب بدأت في كرميئيل واللد والرملة وبير السبع وستتوسع خلال الاسابيع القادمة.

٢. هنالك ظاهرة جديدة مع بدء عمل الحكومة الفاشية الحالية، وهي - ليس فقط التغير الديمغرافي القومي - في الجليل والنقب، وانما بالاساس " التغيير الديمغرافي الايدلوجي" ، حتى بتركيبة المجتمع اليهودي، ويسعون بذلك احضار الالاف من المجموعات التوراتية اللاهوتية للسكن في المدن المختلطة وفي البؤر الاستيطانية الجديدة، وذلك لضمان قوة ضغط استيطانية وعنصرية حتى على الجمهور اليهودي الليبرالي في الكيبوتسات وغيرها، تماما كما يفعل " فتيان التلال" في الضفة الغربية المحتلة.

بلدية نوف هجليل صادقت على برنامج استيطاني ببناء ٣٣٠٠ وحدة سكن بحي منفرد لمهاجرين من الانوية التوراتية اللاهوتية. هذا المخطط هو ليس

" فقاعات اعلامية" كما يعتقد بعض القيادات العربية الوازنة، ولا يتم معالجتها بدعوة العرب " للتوافد للعيش "في نوف هجليل كرد على هذا المخطط الابرتهايدي. المخرج هو فهم عمق وخطورة المخطط اللعين، ووضع استراتيجية مواجهة تسمو لمستوى خطورة المخطط.

٣. تجري في هذه الايام حملة واسعة من بعض قيادات الاحتجاج، لخوض انتخابات الحكم المحلي، بما في ذلك المدن التاريخية والمختلطة، وللاسف الشديد فان " العمى الصهيوني" ما زال يسيطر على جزء من هذه القيادات والمتمثلة بعدم التعاون مع المواطنين العرب وقياداتهم ، الامر الذي يزيد قلقنا قلقا. فمن يريد محاربة الفاشية ، لا يمكن له ان يستثني الجماهير العربية الاصلانية في وطنها، وبذلك يلعبون لعبة اليمين الفاشي.

أمام هذه التحديات، ما هو مطلوب من الاحزاب والتنظيمات العربية المعنية بالتأثير على الحكم المحلي ضمان الامور التالية:

١. ان يتنظمو موحدين في المدن الناريخية والمختلطة، وطرح بديل " عربي- يهودي" يحمل اجندة تقدمية ، محليا وقطريا، وعلى رأسها رفض العنصرية والتحريض ، ومن أجل المساواة الكاملة ومحاربة الجريمة.

٢. التواصل مع كل القوى الاخرى، وخاصة حركات الاحتجاج واوساط يسارية وتقدمية تقبل ببرنامج حد ادنى لخوض الانتخابات بتفاهم وتناغم، موحدين بقائمة واحدة، او يتعاونون بين اكثر من قائمة .

٣. دعوة رؤساء التيارات السياسية لعقد جلسة تفاهم عاجلةحول هذه التحديات، ١ تحت سقف المتابعة.