logo

مقال : استقبال السنة الدراسية الجديدة 2023-2024

بقلم: المربّية منال غانم مصطفى/ طمرة
16-08-2023 12:36:27 اخر تحديث: 16-08-2023 13:09:47

تعد بداية السنة الدراسية تحديًا هامًا في حياة الطلاب. ونحن نتكلم عن سنة دراسية روتينية عادية لا تختلف عن سابقاتها، لا بطرق التعليم أو المنهاج أو بتغيير ما في جودة الإدارات


المربّية منال غانم مصطفى - صورة شخصية

والطواقم التعليمية وغيرها. 

لقد واجهنا نحن المعلمين والأهالي في السنوات الأخيرة وجود عدم رغبة واضحة عند الطلاب للحضور الى المدارس والتعلم، ولاحظنا كذلك شعور الطالب بأنه مجبر ومرغم على أن يلتزم بالحضور للمدرسة، وأن لدى الطلاب شعورًا بالملل والضجر وعدم الاهتمام والحماس والشرود الذهني وعدم التركيز، مما يؤدي الى إحباط عند الطواقم التعليمية وبنهاية المطاف الى تدني التحصيل العلمي لدى الطلاب. 

أصبح هذا الوضع يعاد ويتكرر من قبل المعلمين أمام المسؤولين من مفتشين ومديري المدارس وفي لقاءات المعلمين في دورات الاستكمال والتي تكون جامعة للعديد من المعلمين من بلدان مختلفة. 

لذلك من وجهة نظري كمربية ومدرسة في سلك التعليم أعتبر عنصر الدافعية للتعليم من أهم الشروط التي يعتمد عليها تحقيق الهدف من عملية التعلم سواء كان في تعلم طرق التعلم وأساليبه أو تكوين القيم والاتجاهات وتحصيل المعلومات والمعارف وحل المشكلات.

إن الدافعية الكامنة لدى الطالب هي التي تزيد من الجهود والطاقة المبذولة لتحقيق الهدف من التعلم وتحدد إذا ما كان الطالب سيتابع ويستمر بإنجاز مهمة معينة بحماس وشوق أم سيقوم بالمهمة بنوع من الفتور وعدم الحماس، وبالنهاية تؤدي إلى التأثير على النتائج المتوقعة. 

أهم العوامل التي تساعد على تحفيز الطلاب للعودة الى الصفوف الدراسية
من خلال هذه المقالة سوف أناقش أهم العوامل التي تساعد على تحفيز الطلاب للعودة الى الصفوف الدراسية بحماس وإيجابية وفقا للإمكانيات المتاحة بمدارسنا، وسأتناول العوامل التي قد تحد من حب الطلاب للعودة الى المدرسة. كما سأسلط الضوء على دور العائلة في تحقيق هذا الهدف.

تلعب البيئة المحيطة بالطلاب دورًا كبيرًا في تهيئتهم للعودة الى المدارس. حيث للمدرسة أهمية قصوى، فكلما عملت المدرسة من خلال السنوات السابقة على خلق مناخ تربوي داعم للطالب وكانت علاقة المعلم بالطالب قريبة داعمة وإيجابية كلما شعر الطالب بالترحيب والانتماء وزاد تعلقه وحبه للمدرسة. للأسف الشديد ما زلنا حتى وقتنا هذا نسمع كلمات نابية من أفواه بعض المعلمين موجهة للطلاب وكلمات منفرة وغير لائقة في باحات مدارسنا والتي تعتبر محقرة للطالب وتجعله يكره الموضوع والمدرسة عامة. 

 - تحديد الأهداف والتطلعات: إن مساعدة الطلاب في وضع أهداف واضحة وواقعية تعزز من شعورهم بالدوافع والتحفيز. أهداف قصيرة وطويلة الأمد، سواء كانت أكاديمية أو شخصية، وتقديم الدعم لهم لتحقيق تلك الأهداف.

- تشجيع الاهتمام بالتعلم الذاتي: من خلال تجربتي الخاصة كمدرسة ومربية أرى أن تعزيز روح التفوق وحبّ الاستطلاع لدى الطلاب يزيد من دافعية الطالب للتعلم، فعلى المدرسة الاهتمام بإدراج موضوع البحث الذاتي ضمن منهاج جميع المواضيع الدراسية مما ينمي روح البحث والاستفسار وتطوير مهاراتهم الذاتية.

- تحويل الحقائق والمعلومات إلى أمور واقعية ملموسة ومرتبطة بالحياة الواقعية، في حال كان الطالب لا يعتقد أن ما يتعلمه مهم، فلن يرغب في التعلم، لذلك من المهم توضيح كيفية ارتباط الموضوع به، ففي حال قيام المعلم تدريس موضوع عن الظواهر الجوية في فصل الشتاء مثلاً، فيمكنه الاستعانة بمقاطع فيديو واقعية تمثل هذه الظواهر، أو في حال كان الطقس ملائم لما يقوم بشرحه، ينبغي قيام المعلم على إخراج الطلاب إلى ساحة المدرسة وشرح المادة الدراسية مرفق في ذلك الخالة الجوية التي تحدث. 

 - تعزيز التواصل والانفتاح بين الطالب وإدارة المدرسة:  يعد التواصل الفعّال بين الطلاب والمعلمين والإدارة المدرسية جوهريًا لبناء علاقات إيجابية وتعزيز الاستقبال الجيد للسنة الدراسية. يجب أن يشعر الطلاب بأن أصواتهم مسموعة وأن لديهم دوراً في صنع قرارات تتعلق بتجربتهم التعليمية. 

عوامل تحدّ من حب الطلاب لاستقبال السنة الدراسية

- الروتين والملل: إن تكرار الأنشطة المدرسية تجعل من المدرسة مملة بشكل دائم، وقد يؤدي ذلك إلى تقليل حماس الطلاب، لذلك على المدرسة توفير فرص للتجديد والتنوع في الأنشطة التعليمية والتربوية والترفيهية وتحديد لوح زمني لكل فعالية وإعلام الطلاب بكل تفاصيل الموضوع. 

- الضغوط والتوتر والقلق من القادم من المتطلبات الدراسية وتراكم المهام في وقت واحد وبفترة محددة وقصيرة، إن ذلك يضع الطالب في حالة ضغط معظم الوقت، لذلك على المدرسة تقسيم المهام على مدار الأسبوع، ولكل موضوع مهمة واحدة يفحص بها المعلم مدى فهم استيعاب المادة المعطاة. 

- من اليوم الأول في السنة الدراسية على المربي توفير دعم نفسي لطلابه وإعطاء مساحة للتعبير عن المخاوف عن طريقة فعاليات تثير الطالب وتجعله قادرًا على التعبير بحرية عن تطلعاته ومخاوفه.

- عدم التواصل ما بين إدارة المدرسة والطلاب.

 على مديري المدارس الحفاظ الدائم على التجول بساحات المدرسة والدخول إلى الغرف التعليمية ومشاركة الطلاب بالفعاليات وسماعهم وعدم الجلوس معظم الوقت كحارس لكرسي الإدارة في غرفته ينظر عبر شاشات المراقبة. 

- الضوضاء والصراخ والأصوات العالية التي تشتت أذهان الطلاب داخل غرف التدريس. على المدرسة توفير أجواء هادئة ومريحة للطلاب.

دور العائلة في تهيئة الطلاب
يمكن للعائلة أن تساهم بشكل كبير في تحفيز الطلاب وتعزيز حبهم لاستقبال السنة الدراسية وللتعلم من خلال التشجيع وتقديم الدعم العاطفي والمعنوي، مما يعزز من شعورهم بالثقة والاستعداد الجيد للعام الدراسي بالإضافة إلى الحوار والاستماع والاهتمام بأحوال وأفكار أبنائهم هو أمر يعزز من شعورهم بالاهتمام والقبول، مما يساعدهم على مواجهة التحديات بشكل أفضل. كذلك تشجيع حب الاستطلاع وحب المعرفة وخلق الرغبة في التعلم والاستقصاء والاكتشاف من خلال دعم اهتماماتهم وتوفير بيئة مناسبة للدراسة.

الختام:
تشجيع وتهيئة الطلاب للسنة الدراسية الجديدة يعد عملية مهمة لتحقيق نجاحهم وتطورهم. إن توفير بيئة داعمة ومحفزة، وتشجيع التواصل والتعلم الذاتي، بالإضافة إلى دور العائلة الإيجابي، يمكن لذلك كلّه أن يسهم في تحفيز الطلاب لاستقبال السنة الدراسية بحماس كبير وطاقات إيجابية تحفزهم وتشجعهم أخيرًا من أجل تحقيق تجربة تعليمية مثمرة وناجحة وإنجاز تحصيل تعليمي عالٍ.