صورة للتوضيح فقط - تصوير: New Africa - shutterstock
وكلها مجالات مرتبطة ببعضها البعض، ويعتمد كل منها على الآخر ويؤثر عليه.
والمعروف أن للآباء دوراً مهماً وكبيراً خلال مراحل نمو الطفل، وفي هذا التقرير سنتعرف إلى "مراحل تربية الطفل من عمر 3 أشهر وحتى سن 5 سنوات" فقط. اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة جنّات الأتربي أستاذة علم نفس الطفل للشرح والتفسير.
1-تربية الطفل حديث الولادة
تعتبر هذه المرحلة أولى مراحل نمو الطفل، حيث يبدأ جسده وعقله بالتكيف على العيش في العالم الخارجي، وتمتد حتى الشهر الثاني تقريباً.
يكون الطفل في حالة بكاء واهتياج مستمرة في هذا العمر، وتزداد في الأسبوع 6-8 من عمره، ثم تبدأ بالاستقرار خلال الأسبوع 12-16.
في هذه المرحلة أيضاً يرتبط الطفل برابط قوي مع أمه، وأصبح يميز صوتها وابتسامتها، كما يبدأ بدوره بالابتسام، ورفع الرأس والصدر.
إضافةً إلى تركيزه النظر على الأجسام من حوله، ووضع يديه في فمه، والإمساك بالأشياء.
يشعر الطفل في هذه المرحلة بالطمأنينة والأمان بين ذراعي والديه، ويرتاح نفسياً بحمله والنظر إليه، والتكلم بصوت هادئ وحنون معه، والغناء له... وكذلك حالة أخذه في جولة من خلال حمله أو وضعه بالعربة، إلى جانب لفه ببطانية ناعمة تشعره بالأمان، بالإضافة إلى الاستجابة السريعة لبكاء الطفل.
تدليك الطفل..يشعره بالطمأنينة
كما يساعد تدليك الطفل على تهدئته وإشعاره بالطمأنينة، خاصة إذا كان يشعر بالقلق أو الانزعاج، كما يعتبر وسيلة للتواصل معه.
على الوالدين الرد على الأصوات التي يصدرها الطفل بأصوات أخرى مشابهة، ما يساعد على تطوير مهارات الطفل اللغوية وقدرته على الحوار.
كما يساعد منح الطفل ألعاباً ملونة بمختلف الأشكال والأحجام في تطوير قدرته على إمساك الأشياء واكتشافها.
هذا ويساعد منح الطفل بعض الدقائق يومياً للجلوس على بطنه، على تقوية عضلات رأسه ورقبته، إضافةً إلى تقوية الجزء العلوي من جسده.
وهناك أهمية مراقبة الطفل أثناء جلوسه ثابت الظهر رافع الرأس، والحرص على أن يكون الطفل ممدداً على ظهره أثناء النوم.
2-تربية الطفل الرضيع (3-12) شهراً
يتواصل الطفل في هذا العمر مع والديه بالابتسام لهما، والنظر إليهما، إضافةً إلى التشبث بهما، وهو يستخدم هذه الطرق للتعبير عن احتياجاته.
تكون هذه المهارات الاجتماعية والعاطفية في طور النمو، ومع تقدم الطفل بالعمر وتطور هذه المهارات، يصبح قادراً على فهم العالم من حوله.
الطفل في هذا الوقت يبدأ بالتعرف إلى أجزاء جسمه واستخدامها، إضافةً إلى متابعة ردود أفعال والديه، وتعبيرات وجوههم، وطريقة كلامهم.
ويساعد اللعب مع الطفل، والاهتمام به، والتواصل الهادئ معه على تعزيز شعوره بالطمأنينة والأمان.
وتعتبر السلوكيات الصادرة من الأهل كالغناء للطفل والقراءة له، واللمسات الناعمة والحنونة، أكثر ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة.
السماح للطفل بالتحرك بحرية لتطوير مهاراته
ومن أجل تطوير مهارات الطفل في هذه المرحلة، يجب السماح له بالتحرك بحرية في مساحة آمنة، وتشجيعه على اكتشاف ما حوله بالزحف والمشي.
وتجنب إبقائه في السرير أو المقعد لفترات طويلة، كما يعتبر التنزه مع الطفل وزيارة أماكن مختلفة كالحديقة، والمتجر وغيرها من الأمور المفيدة.
ويجب إعطاء الطفل مجالاً للاعتماد على نفسه وتقديم بعض العون له دون مبالغة، مع اتّباع روتين أو جدول زمني معين أثناء تربية الطفل.
إطعامه الوجبات في وقتٍ محددٍ كل يوم؛ مما يزيد من شعوره بالراحة والتنظيم، إلى جانب استخدام المصطلحات نفسها ليتمكن من تعلمها.
كرري على طفلك الكلمات والجمل ذاتها؛ حتى تزداد لغته ومهاراته اللغوية... خاصة عندما تجلسين معه للقراءة.
3- تجارب الطفل من (1-3) سنوات
هذه المرحلة من حياة الطفل مليئة بالتجارب بالنسبة للوالدين، مثل أخذ طفلهما لزيارة طبيب الأسنان لأول مرة، وكيفية التعامل مع نوبات غضبه.
إضافة إلى توجيه الطفل للتغلب على كل ما يخيفه أو يخشاه.
الطفل في هذا العمر يبدأ بتعلم العديد من الأمور كنطق الأرقام على شكل أغنية دون فهم معناها، كما يبدأ بتكوين روتينه الخاص باللعب، وفهم معاني بعض الكلمات البسيطة ذات العلاقة بالأحجام مثل كبير وصغير.
كما يكون الأطفال في هذه المرحلة فضوليين، ويطرحون الكثير من الأسئلة عن البيئة المحيطة بهم، ويقومون بتقليد أصوات الحيوانات، وحركاتها، كما يستمتعون بالتنزه في الأماكن الطبيعية.
على الوالدين الحرص على تخصيص بعض الوقت للقراءة مع الطفل، واللعب معه، وتشجيعه على اكتشاف العالم من حوله من خلال التنزه معه بالسيارة أو مشياً على الأقدام.
إلى جانب مساعدته على نطق اسمه وعمره، والثناء على أي سلوكٍ إيجابي يقوم به، أو حالة التزامه بالتعليمات الموجهة إليه، مع تعليم الطفل كيفيّة التعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة.
تربية الطفل من (3-5) سنوات
في هذه المرحلة العمرية يصبح الطفل أكثر قدرة على التحكم بنفسه وبعواطفه في أغلب الأحيان، ويشكل جانباً مستقلاً من شخصيته، فيقل اعتماده بشكل كامل على والديه، كما تتطور جوانب معرفته، وقدراته، إضافةً إلى تطور مهاراته الاجتماعيّة والعاطفيّة.
يحتاج الطفل في هذه المرحلة بشكل شديد للإرشاد والتوجيه، بطريقة محببة وإيجابية؛ ويجب أن يعطي الوالدان أهمية كبيرة للتواصل مع الطفل ولمساعدة الطفل على التعلم؛ يجب الحرص على فرض قواعد سهلة، وتكرارها بشكل مستمر، وبالصيغة نفسها ليتمكن الطفل من تعلمها.
على الوالدين ان يستغلا الفرص لمدح أي سلوك جيدٍ لطفلهما، مع إدراك أن الطفل يرى في والديه قدوةً له، ويحاول دائماً مراقبة تصرفاتهما، كما أنَّ تشجيع الطفل على اللعب مع غيره من الأطفال، يعزز مفاهيم المشاركة والصداقة لديه.
ومن المهم أيضاً مساعدة الطفل على تحسين مهاراته اللغويّة والتواصل معه باستخدام جمل كاملة مع الحرص على التواجد إلى جانبه، وتقديم العون له خلال سنوات النمو هذه؛ لأنَّ طبيعة العلاقة بين الطفل ووالديه في هذه المرحلة ستحدد بشكل كبير طبيعة العلاقة بينهما فيما بعد.