logo

عبير فرحات فرج من يانوح تعمل على احياء التراث عن طريق ورشات لصناعة الفخار

من عماد غضبان مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
05-08-2023 10:35:11 اخر تحديث: 06-08-2023 07:33:22

عبير فرحات فرج ، جولانية الأصل ، تسكن في قرية يانوح مع زوجها ، وتعمل على احياء التراث القديم ،

عن طريق عملها في صناعة الفخار واقامة ورشات لصناعة الفخار وفنون أخرى .

مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما ، التقى مع عبير وهي تصنع الفخار خلال ورشة أقيمت في يانوح ، وقالت عبير خلال اللقاء " صنع الفخار كان في فترة معيّنة متداول للرجال والنساء ، هو يحتاج الى قوة جسدية ولكن بنفس الوقت فيه لمسة خاصة تخرج بها المشاعر وحبك للعمل وكل منتج هو معطاء ، ولغة الفن يمكن ان تصل لكل انسان دون كلام " . 

واسترسلت عبير في حديثها وشرحها عن كيفية صنع الفخار وعن الورشات التي تقيمها وتحافظ من خلالها على مكانة المرأة وانتاجها والحفاظ على التراث ،   وعن أهمية الفن في محاربة الآفات السلبية وخاصة العنف المستشري في المكجتمع العربي . 

" صناعة الفخار من أقدم الصناعات التي عرفتها البشرية " 
وصناعة الفخار من أقدم الصناعات التي عرفتها البشرية، إذ إنها صناعة بسيطة الخامات متقنة العمل غنية بالأفكار والأشكال، وهي عبارة عن طين يمزج مع بعض من المكونات حيث يتم  الحصول منه على أدوات مختلفة سواء للزينة أو الطهي كما إنه يمكن طلائه وتغيير شكله للحصول على قطع فنية لا مثيل لها ، فصناعة الفخار لأنها صناعة قديمة تم تطويرها بشكل جميل على مر التاريخ فكلما مر الزمن زادت بريق ولمعان وزادت قيمتها لدى الأشخاص، ولا سيما لدى العرب بشكل خاص لأنهم أول من عملوا في الخزف وزينوه وقدموه في أبهى الصور.

تاريخ صناعة الفخار
كل عتيق يلمع كالذهب مهما تقدمت الحضارات وطور الشخصيات يبقى في الأشياء القديمة والصناعات التي عرفت منذ أزمان بعيدة هي الأكثر رقي وزهواً، فصناعة الفخار دائماً ما تضغى على كل الصناعات التي اكتشفت وقدمت بعد ذلك، والدليل على ذلك أنها ما زالت قائمة وبقوة ولا يوجد بيت عربي بشكل خاص يخلوا من أدوات الفخار لصناعة القهوة أو الطواجن أو لزراعة النباتات أو حفظ الماء أو الطعام ، فالفخار صناعة قائمة بذاتها لها شكل خاص وطابع مختلف .
ترجع صناعة الفخار لعصور ما قبل التاريخ إذ أن في العصر الحجري بدأت صناعة الفخار في الظهور فاستخدمها الأشخاص في صناعة أدوات المائدة لطهي الطعام أو تناوله، وكانت تتميز لديهم بحفظ الطعام أطول فترة ممكنة، فكان اليونانيون يصنعوها بكل دقة وبألوان مختلفة خاصة اللون الأحمر المتعارف عليه هو كان الأكثر انتشار حينها.
تم تطوير صناعة الفخار في العصر البرونزي لتتخطى كونها صناعة لأدوات المائدة فقط لصناعة التماثيل والأشكال المختلفة وأشكال الزينة وغيرها، ثم زاد التطور لدى الرومانيون فهم أول من أدخل التزجيج والمقصود به وضع مادة من بلورات الزجاج فوق الفخار تجعله أكثر متانة وتحمل ثم يمكن تلوينها والنقش عليها بشكل جميل وأنيق.
لم تقف صناعة الفخار عند هذا الحد من التطور بل بالعكس كلما تقدم الوقت زادت بريق وتطور ففي الحقبة الإسلامية ازدهرت صناعة الفخار بشكل واضح وملحوظ فكانت المنافسة على أشدها حيث أن العراق ومصر والشام أبدعوا في صناعة الفخار الذي نافس صناعة الغرب وأوروبا فكانت العصر العاشر والحادي عشر الميلادي هم الأكثر قوة لصناعة الفخار في هذه الحقبة وامتدت أيضاً لبعد ذلك، كما أن أهم ما يميز الفخار في هذه الحقبة هو تأثير الفن الإسلامي والزخرفة الإسلامية على القطع، مما جعلها أكثر فخامة ورقي فالطابع العربي كان مهم للغاية في صناعة الفخار.
ظل التطور مستمر حتى عهد الدولة العباسية الذين عرفوا بصناعتهم المميزة للفخار وكثرة استخدامهم للطين في صناعة الأواني والقطع المخصصة للطعام والمائدة، فكان جميع الدول والشعوب يقوموا بتجارة المواد المميزة المصنوعة لدى العرب في عهد الدولة العباسية والتي كانت قطع مميزة بالطابع الإسلامي والنقوش ذات الطابع الإسلامي.
وإلى الآن صناعة الفخار بارزة ومستمرة وقويه وذات طابع مميز وعتيق إذ إنها تزين البيوت والموائد وتحفظ الطعام والماء وتقدم في أفخم المطاعم حيث من ضمن التطورات الراهنة أن هناك بعض الأماكن والمطاعم لا تقدم أطباقها إلا في الفخار المحفور عليه أسمها، إذ أن صناعة الفخار صناعة هامة ومفيدة وقيمة وذات طابع حضاري لا مثيل له.
 
 "رابط وثيق بين الإنسان وأصله وتراثه وتاريخه"
وتتمثل أهمية الفخار في أنه رابط وثيق بين الإنسان وأصله وتراثه وتاريخه، فالفخار صناعة عتيقه تتوارثها الأجيال في الصناعة وفي الاقتناء.
الفخار يدخل في صناعة أدوات الزينة المنزلية وفي الحدائق، وتتميز بالبساطة والرقة.
الفخار مادة تدخل في صنع أدوات الطعام وأدوات المائدة وتعتبر مادة صحية ومفيدة.
صناعة الفخار كانت ولا زالت من أهم الصناعات الجميلة التي تتميز بالرقي والعراقة والبساطة في آن واحد، فالناس دوماً تجد في الأواني الفخارية المزيد من الروعة والرقة والجمال، كما إنها صناعة متجددة تجمع بين الطراز القديم والفنون الحديثة، يمكن لأي شخص أن يبدع فيها ويتقنها ويخرجها في ثوب جديد مليء بالبهجة والابتكار.




تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما