صورة للتوضيح فقط - تصوير: Prostock-studio - shutterstock
إليكم معلومات عن المراهقة والمراهقين، كما يكشف عنها الأطباء والمتخصصون، تساعدكم في التعامل معهم.
يعتبر المراهقون قادة الغد فهم رواد للاتجاهات الجديدة، وهم متبنون للتكنولوجيا، وأصوات للحركات الاجتماعية الحديثة، فهم يشكلون عالمنا بالفعل. فيما يلي ست حقائق مهمة يجب أن نأخذها في الاعتبار حول شبابنا:
1 - المراهقة هي وقت الفرص الرائعة
على الرغم من أن أدمغتنا تستمر في التغيير طوال حياتنا، إلا أن سنوات المراهقة هي فترة تحول معرفي عميق، وكذلك بيولوجي واجتماعي وعاطفي.
في بداية البلوغ، تكتسب الخلايا العصبية (خلايا المخ) وتفقد ما يصل إلى 25 بالمائة من اتصالاتها كل أسبوع. بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى سن الرشد، ينخفض هذا الرقم إلى 10 بالمائة. إن دماغ المراهق سريع التغير، فهو حساس بشكل خاص للبيئة الاجتماعية خلال هذه الفترة من التطور. وهذا ما يجعل سنوات المراهقة وقتاً غنياً بشكل خاص للتعلم التجريبي حول الاحترام الاجتماعي واتخاذ القرار والتعامل مع العواطف. إنها أيضاً فترة رئيسية لبناء المرونة، حتى بعد الصعوبات السابقة. تجعل المشاعر المتزايدة خلال هذه السنوات من المراهقة وقتاً غنياً لتنمية الاهتمامات والعواطف والأهداف ذات المغزى.
يمكن أن يساعد الاستثمار الإيجابي في الأنظمة والسياسات والبرامج التي تدعم المراهقين في إنشاء مسارات من شأنها تشكيل بقية حياتهم والمجتمعات متعددة الأجيال التي يتشاركونها.
2 - تتكيف أدمغة المراهقين مع المهام التنموية لهذه المرحلة من الحياة
يتمتع المراهقون بدافع فريد لتجربة أشياء جديدة والتركيز على كسب احترام أقرانهم، والجهود التي توفر التعلم الذي يحتاجون إليه لتحقيق الازدهار كبالغين. أدمغة المراهقين ليست ناضجة وغير كاملة، لذلك يجب تنظيمها من أجل التعلم المكثف الذي يحتاجون إليه لإخراجهم من مرحلة الطفولة إلى العالم.
يتطلب الانتقال إلى مرحلة البلوغ قدراً هائلاً من المعرفة والمهارات والكفاءة الاجتماعية الجديدة لتولي أدوار وعلاقات البالغين بنجاح. يحدث الكثير من هذا التعلم من خلال الاستعداد للاستكشاف وتجربة أشياء جديدة والتعلم من الأخطاء على طول الطريق.
قد يسقط الطفل الذي يتعلم المشي حوالي 100 مرة في اليوم، لكن محاولاته المتكررة وتعثراته لا تعد علامة على عجز إدراكي، بل إن جهوده هي علامة على أن الطفولة المبكرة هي فرصة رائعة للتعلم والتكيف، ولإتقان المهارات التي سيحتاجون إليها ليصبح أكبر سناً وأكثر استقلالية.
المراهقة هي فترة مماثلة من التعلم السريع وتطور الدماغ، لا سيما فيما يتعلق بالتعلم الاجتماعي وتنمية الهوية، حيث يساعد تركيز المراهقين على أقرانهم وجاذبيتهم للتجارب الجديدة على معالجة المهام التنموية اللازمة للنمو كبالغين.
3 - ينجذب المراهقون إلى تجارب جديدة
خلال فترة المراهقة، يصبح الدماغ أكثر استجابة للدوبامين، وهو ناقل عصبي يخلق مشاعر جيدة أو مشاعر "المكافأة". المراهقون أكثر عرضة من الأطفال أو البالغين للانجذاب إلى تجارب جديدة ومكثفة. كما تزيد التغيرات الهرمونية أيضاً من جاذبية هذه التجارب الجديدة، لا سيما تلك التي تزيد من المكانة الاجتماعية، لأنهم يطورون مهاراتهم بأدوار وعلاقات ومسؤوليات جديدة؛ استعداداً لمرحلة البلوغ، بحيث يصبحون أكثر استقلالية عن آبائهم، وهذا يعزز لديهم التعلم والفضول، ويساعدهم على تطوير هويتهم؛ لتسخير هذا الدافع في اتجاهات إيجابية، يحتاج المراهقون إلى فرص آمنة ومرضية للاستكشاف الإيجابي، مثل تجربة اللعب في المدرسة أو اللعب في فريق رياضي. إن تقديم مساهمات ذات مغزى لعائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعاتهم يغذي أيضاً هذه الرغبة في تجارب جديدة. نفس مناطق الدماغ التي يتم تنشيطها من خلال السلوك المتمرد "المجازف" هي تلك المناطق التي يتم تنشيطها من خلال السلوك الاجتماعي الإيجابي، مثل اللطف واحترام الآخرين.
4 - المراهقون حساسون للغاية ويحتاجون للاحترام
المراهقون لديهم حساسية متزايدة تجاه الاحترام والحفاظ على مكانتهم في التسلسل الهرمي الاجتماعي. وهذا أمر مهم لنموهم، وانسجامهم مع الأعراف الاجتماعية والثقافية، ما يضمن تعلمهم المهارات التي سيحتاجون إليها للتكيف مع المتطلبات الاجتماعية الأكثر تعقيداً في مرحلة البلوغ.
وحتى الملاحظات والتعليقات الصغيرة التي تعبر عن الاحترام من البالغين للمراهقين، يمكن أن تؤدي إلى مسارات أكثر إيجابية في حياتهم.
5 - تبدأ المراهقة في وقت أبكر وتستمر لفترة أطول
تغطي المراهقة مرحلة عمرية طويلة، فهي بداية بيولوجية، من تطور البلوغ، في سن 10 إلى 12 عاماً. وهي فترة المراهقة المبكرة، وفيها يتعزز التطور الإيجابي للمراهق.
أما نهايتها، فيكون باعتماد أدوار ومسؤوليات مرحلة البلوغ، مثل العلاقات الملتزمة، والمهنة، والاستقلال المالي، وعادة ما يكون هذا في منتصف إلى أواخر العشرينات.
6 - المراهقون قوة تمثل التطور والمستقبل
لطالما كان المراهقون رواد المجتمع، حيث تبنوا وتكيفوا مع الموضة واللغة والتقنيات الجديدة التي تشكل الثقافة. إنهم مستعدون للمساهمة في العالم من حولهم، فهم يطورون النضج المعرفي للنظر في احتياجات الآخرين لتقديم الدعم العاطفي والعملي لهم، حيث يصل هذا السلوك الاجتماعي إلى ذروته في منتصف المراهقة إلى أواخرها.
هذه القدرة على مساعدة أسرهم وأصدقائهم ومجتمعاتهم، إلى جانب رغبتهم في الخوض في أدوار وأنشطة جديدة، تضع المراهقين كقوى للتغيير الإيجابي في العالم. وعندما نفكر في الدعم والاستثمار الذي يحتاجون إليه منا، يذكرنا العلم بأن المراهقين لديهم القوة ليكونوا جزءاً مهماً في تشكيل العالم لأنفسهم وللأجيال القادمة.