صورة للتوضيح فقط - تصوير: Prostock-studio - shutterstock

حيث تكتمل حاسة السمع لدى الجنين، يستطيع وقتها سماع الأصوات من حوله، ما يؤهله لسماع اللغة وأن تكون مألوفة لديه.. ثم يبدأ المخ تخزين بعض الكلمات والأصوات.. لتستمر مراحل تطور اللغة عند الطفل.. حتى عمر3 سنوات.. فما فوق بعد ذلك. اللقاء والدكتورة ثناء عبدالعزيز أستاذة تعديل السلوك وتعلم اللغة للشرح والتفصيل.

1-الطفل منذ الولادة وحتى الشهرين
لا يمكن أن تتكون لدى الطفل أدنى مهارة سمعية أو معرفية في هذا العمر، لكنه ينجذب كثيراً إلى سماع الأصوات، إضافة إلى شعوره بالفزع من الأصوات المرتفعة، حيث يفضل الحديث مع الطفل في هذه المرحلة، بنغمة صوتية معينة ترتبط بوقت نومه مثلاً.

الطفل في عمر ثلاثة أشهر
يبدأ الطفل في تلك المرحلة بالتعرف على صوتك جيداً، والتمييز بين أصوات أفراد العائلة، كما يبدأ الطفل في إخراج الأصوات التي تسمى "الغرغرة".. والطفل في هذه المرحلة العمرية يبدأ بالتفريق بين الأصوات الودودة والأصوات الغاضبة التي يسمعها.

الطفل من عمر أربعة إلى ستة أشهر
تلك المرحلة الفعلية التي يبدأ فيها الطفل بتقليد بعض الأصوات أو الصراخ على نغمة ووتيرة واحدة غالباً تكون حادة، وتكون على هيئة دندنة، بالإضافة إلى تمكنه من معرفة اسمه، والالتفات لك فور مناداتك به، وستلاحظين مع مرور الأيام أنه في حال عدم التفاتك لطفلك، سيقوم بإصدار أصوات ليجذب انتباهك.

الطفل في عمر سبعة أشهر حتى إتمامه لعام كامل
تلك المرحلة بكل تأكيد هي الفارق الكبير في المهارات اللغوية لدى الطفل؛ لأن باستطاعة الأم تلقين بعض العبارات المحددة للطفل، وتعليمه بعض الأسماء والصفات التي يحتاجها خلال يومه، فالنمو الإدراكي للطفل يساعده على التقاط معظم الكلمات التي يسمعها من حوله دون أن يعي معناها أو كيفية توظيفها.

2-الطفل مع بداية العام الثاني
ياللسعادة.. الآن يتمكن الطفل من معرفة حوالي200 كلمة، ويتركز كلامه في التحدث لنفسه، أو توجيه الكلام للبالغين، ويتعلم اللغة بسرعة فائقة.. ويستخدم الكلام في صورة جملة أو سؤال، كما يستخدم ألاغاني أو اللعب بالكلمات طوال الوقت.
يبدأ الطفل في فهم أكثر للكلام الذي يسمعه.. ويتركز بذهنه، كما يبدأ باستخدام الضمائر؛ مثل أنا وأنت، وتظهر في هذه الفترة فروق في تطور اللغة بين الأطفال.
والفتيات يتقدمنّ على الصبيان بالحديث في هذه الفترة، وفي هذه المرحلة العمرية، ومن خلال الاستماع والممارسة فقط.. سوف يتقن الطفل العديد من القواعد الأساسية للغة، ويتذكر ويفهم العديد من المعلومات والأفكار الواردة في كتاب أو قصة صغيرة سمعها.

3-لغة طفلك في العام الثالث
بالرغم من بعضهم يجد صعوبة في نطق كل حروف اللغة، إلا أنهم بإمكانهم قول كل ما يريدون قوله، ويجيدون معظم التراكيب النحوية، وللعلم.. معظم الأطفال متاجري الكلام يتقدمون كثيراً في الكلام ببلوغهم سن الثلاث سنوات والنصف.
يوجه الأطفال حديثهم للأطفال الآخرين بنفس القدر الذي يوجهون به الكلام للمعلمة، وذلك نظراً إلى زيادة قدرة الطفل على التعبير عن نفسه بطريقة واضحة في معظم المواقف.
ليس من المستبعد للأطفال ذوي الثلاث سنوات والنصف ان يتهتهوا قليلاً.. وكقاعدة؛ تجاهلي ما تسمعينه من تهتهة.. وستجدينه تخلص منها سريعاً.. وانتظري حتى ينهي طفلك كلماته ولا تقاطعيه.. حتى يُصلح من نفسه بالتدريج.

4-قواعد خاصة بالأم.. لا تنسيها
اجعلي لغتك شديدة الوضوح.
كوني محددة في كلامك.
انظري لعيني طفلك مباشرة عندما تتحدثين إليه.
تنبهي لأن يبقى مستوى الضوضاء في الحجرة منخفضاً عند الحديث معاً.
استخدمي أبسط الكلمات مع أقل الأطفال تحدثاً.. لمجاراة مستوى كلماته.
استخدمي المديح مع الطفل لتشجيعه، وأوفي بعهودك له.
اقرئي لطفلك شيئاً كل يوم، وقصي عليهم قصصاً من الصور التي يشاهدونها.
ساعدي طفلك على تعلم المهارات الاجتماعية، بتعليمه بعض الكلمات المحببة مثل: من فضك وشكراً.. وأرجوك.

5-مهارات تساعد في تطوير مهارات طفلك اللغوية
تحدثي مع طفلك منذ صغره، والتحدث يمكن أن يكون بعدة أساليب، كالقراءة، أو سرد الحكايات.
كذلك يمكنك التعليم بالتكرار لنفس الكلمة أو الجملة؛ لأن هذا يساعد الطفل على تعلم مهارات التواصل قبل تعلم النطق والكلام.
قومي باللعب مع طفلك، والاهتمام باختيار الألعاب المناسبة لعمره، وتعليمه بعض الأسماء والألوان كلما وجدت من طفلك قابلية التعلم.
لا تقومي بتكديس الكلمات والمصطلحات أو حتى أسماء إخوته في ذهن الطفل، بل يمكن إعطاؤه مقدار العشر كلمات في الشهر الواحد.
مع الحفاظ على تكنيكات التكرار والممارسة للكلمات بشكل ممتع، حتى ترسخ في ذهنه.
أظهري حبك لصغيرك في كل مرة يقدم لك ولو حرفاً واحداً من الكلمات التي قمتِ بتلقينه إياها.
عليك الانتباه لكل مرحلة عمرية، وإذا وجدت فيه تأخراً، فعليك استشارة الطبيب، حتى تتلافي المشكلة قبل وقوعها بشكل دائم.
تعرفي على أهم أسباب التأخر اللغوي عند الأطفال، فبعضها يمكن أن يدرج تحت مشاكل عضوية في حاسة السمع.
أو ربما جينات وراثية، أو ربما اكتسابه لعادات سيئة عند النطق؛ بسبب نموذج خاطئ أمامه.
قومي بنطق الألفاظ بشكل واضح، ولا تنطقيها بطريقة سريعة وغير واضحة؛ حتى لا تترسخ أخطاء النطق لديه، مثل: الثاء.
لا تسخري من أخطاء الحديث لدى طفلك، حتى إن كانت لديه أي لثغة في حديثه؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى امتناع الطفل عن التحدث.
قومي برسم توضيحي للكلمات، التي يمكن تجسديها على هيئة رسم بسيط؛ لأن ذلك سيكون الأسلوب الأفضل في ترسيخ الكلمة بالصورة والمعنى في ذهن الطفل.