خيرالله حسن خاسكية - صورة شخصية
ولقد تحدثت بالمقال السابق عن عامل الاتساق؛ إذ لا يكفي للمعلم أو المصمم التعليمي أن يلم بعناصر العملية التعليمية ويضعها في خطة، ولكن عليه أن يتأكد من أنه وضعها بالشكل الصحيح، وراعى فيه بين أي عنصر من عناصرها والعنصر الذي يليه والعنصر الذي سبقه، وذلك لكي يتأكد من أن هناك اتساقا وتوافقا وانسجاما بين جميع عناصر الخطة التعليمية، إذ سيساعد ذلك المعلم على وضع خطة محكمة وقابلة للتنفيذ، ومن ثم تحقيق أهداف العملية التعليمية بالشكل المطلوب.
فالصورة النموذجية لتخطيط التعليم هي أحدى الأدوات أو الوسيلة التي يحكم بوساطتها على جودة أداء المعلم من ناحية، وجودة تعلم الطالب وتحسين العملية التعليمة من ناحية أخرى .
من التطبيقات التربوية ما يلي:
1.لا يكفي للمعلم أن يضع أهدافا تربوية جيدة وأهدافا سلوكية دقيقة، ولكن عليه أيضا أن يتأكد من أن الأهداف الموضوعة هي نفسها الأهداف المراد تحقيقها، وأن الأهداف السلوكية تعمل في مجملها على تحقيق الأهداف التربوية العامة المنبثقة منها. بمعنى آخر، على المعلم أن يسأل نفسه السؤال التالي: هل هناك توافق بين أهداف المنهاج بعامة وما سأقوم بتدرسيه داخل غرفة الصف؟
2. لا يكفي للمعلم أن يعرف بأن المحتوى التعليمي الموضوع للطلاب جيدا ومناسبا، ولكن عليه أن يتأكد من أن هذا المحتوى هو المحتوى المراد تعليمه، ويعمل على تحقيق الأهداف التعلمية الموضوعة سواء كانت تربوية عامة، أو سلوكية خاصة، ومتسق معها. بمعنى آخر، على المعلم أن يتأكد من الأهداف السلوكية الموضوعة منبثقة من المحتوى التعليمي وتغطيه، حتى إذا ما حققها الطالب يكون قد تعلم المحتوى المدروس بشكل شامل وحقق الأهداف التربوية الموضوع لها.
3.لا يكفي للمعلم أن يتأكد من أن الأدوات والوسائل التعليمية المختارة جيدة، ولكن عليه أن يتأكد من هذه الأدوات والوسائل هي المناسبة للمحتوى التعليمي المدروس ومنسجمة معه، وتعمل على توضيحه، وتعليمه، وتبسيطه، وإثرائه.
4.لا يكفي للمعلم أن يتأكد من أن طرائق التدريس المختارة جيدة، ولكن عليه أن يتيقن من أن هذه الطرائق مناسبة للمحتوى التعليمي المدروس ومنسجمة معه وتعمل على تعليمه، ومتسقة من ناحية أخرى مع الأهداف التعلمية سواء أكانت تربوية عامة أم سلوكية خاصة وتعمل على تحقيقها، ومتسقة مع فقرات الاختبار وتساعد الطلبة في اجتيازها. فالطريقة التدريسية التي تناسب الهدف العملي ـ على سبيل المثال ـ تختلف عن الطريقة التي تناسب الهدف النظري، والطريقة التدريسية التي تناسب المواد العلمية تختلف عن الطريقة التي تناسب المواد الأدبية، والطريقة التي تناسب تعليم المفاهيم هي غيرها التي تناسب تعليم المبادئ وهكذا دواليك.
ان لهذا الترابط اهمية يمكنني ذكر بعضها:
1.تركز على أهمية ترابط واتصال كل من الأهداف التربوية العامة، والأهداف السلوكية الخاصة، والمحتوى التعليمي المدروس، ووسائله، وأنشطته، ومنشطاته العقلية، وطرق تعليمه، وأساليب تقويمه، واتساقها مع بعضها البعض.
2.تساعد على تشخيص نقاط القوة في أي عمل تخطيطي والعمل على تعزيزها، والتعرف على نقاط الضعف والعمل على معالجتها.
3.ممكن استخدامها كمعيار للحكم على جودة كل عنصر من عناصر الخطة التعليمية، أي للتأكد فيما إذا صاغ المعلم عناصر خطته التعليمية بالشكل الجيد والصحيح.
4. يمكن أن يستخدمها المشرف التربوي الذي يزور المعلم كأداة فعالة للحكم على أداء المعلم في مهنته تخطيطا، وتدريسا.