logo

ما هي السيناريوهات المفتوحة بعد تشريع الغاء حجة المعقولية؟

د. سهيل دياب من الناصرة يكتب:
25-07-2023 11:30:07 اخر تحديث: 26-07-2023 05:47:58

المجتمع الاسرائيلي يعيش حالة من الغليان، وهذا من شأنه ان يجعل الآتي ليس كما كان حتى الآن، وباعتقادي أن الظواهر المتوازية التي سيشهدها المجتمع الاسرائيلي ستتسم بما يلي:


د. سهيل دياب - تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما

1. تكريس الانقسام العامودي وتعميقة في المجتمع الاسرائيلي، فدرجة عدم الثقة بين الاطراف ازدادت، وحافزية الطرفين لمواصلة المعركة ارتفعت، فالائتلاف الحكومي يهدد ان ماجرى ما هو الا بداية الطريق والآتي أعظم، والمعارضة تتوعد برفع وتيرة الاحتجاجات وسخونتها، مؤكدين أن خسارة معركة، لا يعني خسارة المعركة كلها. هذا المشهد مرشح لامكانية عالية من اصطدامات عنيفة لشارع مقابل شارع، وامكانية وصولها الى اغتيالات سياسية وإسالة دماء.
2. تعميق التمايز داخل الائتلاف الحكومي، فمن ناحية هنالك جناح الوزير غلانت مدعوما من الاجهزة الامنية والموقف الامريكي، يسعى لتهدئة اللعبة وايجاد وسائل تفاهم واسع مع المعارضة ، منعا للحرب الاهلية وتآكل قوة الردع أمام تهديدات الطيارين وفرق النخبة بالجيش الاسرائيلي، وبالمقابل هنااك الجناح الفاشي في الحكومة، جناح ليفين- سموترتش- بن غفير والذين يعدون العدة لمواصلة مسيرة التشربع الفاشية حتى نهايتها بحجة انه لدى اليمين فرصة تاريخية لن تعود ثانية، حكومة يمين عالمليان، ويجب استغلال ذلك حتى الحد الاقصى.
3. تعميق التمايز داخل معسكر المعارضة، بين المعارضة الرسمية - البرلمانية والمتمثلة بغانتس ولابيد، وبين المعارضة الشعبية في ميادين الاحتجاج، وهذا التمايز يزداد يوما بعد يوم، فالاولى تريد ابقاء خيط معاوية مع الحكومة ومكتب رئيس الدولة، والثانية مصرة على التصعيد في الاحتجاج حتى الحد الاقصى، وصولا الى شل الدولة وتنفيذ العصيان المدني.
هذه الظواهر تجري بالتوازي مع اصدار التقارير الاقتصادية المتشائمة بتراجع الاستثمارات في الهايتك، وتهديد شركات التدريج الاقتصادي العالمية بتخفيض مكانة اسرائيل، وتسجيل نية آلاف الامخخة العلمية بالهجرة للخارج، ونية عشرات آلاف الشباب باصدار جوازات سفر اجنبية تحضيرا لامكانية العيش خارج الدولة.
الحالة في اسرائيل اليوم من أسوأ الاوضاع التي شهدتها الدولة منذ 75 عاما، وهي تسير بخطوات تسارعية نحو الانتحار الذاتي ونحو المجهول!

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected]