صورة للتوضيح فقط - تصوير: Chekyravaa - shutterstock
ما يسبب لهم الأزمات بمرحلة المراهقة، والسؤال:
هل يضمن ابنك المراهق أنه سيجدك بجانبه لدعمه.. وقت الحاجة إليك؟ وإذا واجهت ابنتك المراهقة مشكلة أو شعرت بالخوف أو الاضطراب، فهل أنت متأكدة من أنها ستتصل بك أو ستطلب المساعدة والدعم من والدها؟!
عفواً إذا كانت الإجابة "نعم" فلا داعي لتكملة القراءة، وإذا كان العكس؛ فإليكم أيها الآباء أفكاراً تبنوها، ومواقف عليكم القيام بها. للتوضيح كان اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية.
مرحلة المراهقة
المراهقة من المراحل المهمة في حياة كل مراهق-ة-، تشمل تغيرات عديدة على كل المستويات، ومعظم التجارب والإنجازات أو الإخفاقات فهي تلقي بظلالها على شخصية المراهق مدى الحياة.
ففي مرحلة المراهقة تبدأ مشاعر وسلوكيات المراهق تتغير، قد تجدينهم يهتمون بمظهرهم، أو يميلون إلى أصدقائهم أو العزلة أكثر، إضافة إلى اختبارهم لمشاعر الحب والانجذاب للآخر.
لهذا كان على الآباء تغيير أسلوب معاملتهم مع أطفالهم المراهقين.. بالتقرب إليهم أكثر.. ومراعاة اختلاف مشاعرهم وتطورها بشكل أكبر.. وإدراك أنهم في مرحلة تحول عصيبة بين سنوات الطفولة ومتطلبات المراهقة.
خطوات للتقرب وفهم المراهق
تعاملي مع ابنتك المراهقة بحنان، وكوني صديقتها؛ استمعي إليها واحترمي مشاعرها ولا تسخري منها.
تجنبي اللجوء إلى العنف أو العناد أو التوبيخ في التعامل مع ابنتك، وراقبي تصرفاتها بشكل غير مباشر، وتعاملي معها بوصفها شخصاً بالغاً لا طفلة.
ناقشيها واحترمي آراءها، وساعديها على زيادة ثقتها بنفسها لتكون أفضل، وقومي بتشجيعها على كل إنجاز تقوم به.
توددي إلى ابنتك وأشعريها بحبك وحنانك.. وابني معها علاقة أساسها الثقة، ولا تخجلي من الحديث معها عن مشاعر الحب والإعجاب.
اطلبي منها أن تكون صريحة معك، فبناء الثقة بينكما سيساعدك على ذلك، وأخبريها بأنكِ تحبين الاستماع إليها.
اجعلي لابنتك مساحة من الحرية والاستقلالية، وتعلمي كيف تتعاملين مع خصوصية المراهقة ولا تقتحميها.. بشكل مباشر فج.
توددي إلى ابنتك وأشعريها بحبك وحنانك، واصنعي لها بعض المفاجآت، كأن تتركي لها هدية في غرفتها، أو تخرجي معها وحدكما لتناول الإفطار.
اكثري من احتضان طفلك المراهق-ة- ولا تنسي طبع قبلات حانية على وجنتيهما، تقربي من صديقاتها ويمكنك دعوتهن إلى البيت للتعرف عليهن.
نمي مهارات طفلك المراهق، وشجعي مواهبه؛ ما يساعده على الإحساس بالإنجاز والتميز، واشغلي وقت فراغه فيما يفيده، برياضة أو دراسة لغة جديدة.
أوضحي لهم أن الحب مشاعر جميلة وليست عيباً، لكن يجب أن تكون في الوقت المناسب وللشخص المناسب، واحكي لهما عن تجاربك.
تابع.. لا لتحدي المراهق-ة- وقت ثورته
لا تقفي في وجه أبنائك المراهقين وقت ثورتهم.. وكأنك ترمين بعود ثقاب وسط الهشيم، لا تنهمكي بالصراخ أو تنجذبي لمعارك جانبية بعيدة عن أصل المشكلة .
حافظي على هدوئك وسط عواصف التمرد والعصيان والرفض، التي يعلنها ابنك المراهق، ولا تتصرفي معه بكراهية أو بندية، ولا تبادليه العداء والغضب بندية.
على الأم وزن الأمور لتهدئة الأوضاع؛ رد فعلك الهادئ أيتها الأم الحنونة.. يعلم ابنتك الصبر والاتزان لإزالة التوتر وتهدئة الأوضاع، وهذا هو التحدي الصعب.
في اللحظات الحرجة نبضات قلبك سيزداد عددها، هرمون الأدرنالين سيرتفع، ردود أفعالك ستصبح غاضبة، وبرد فعلك الهادئ تعلمين ابنتك الصبر والاتزان.
وان حدث فلا تفقدي أعصابك وتتعاركي مع ابنتك، بل بادري بالاعتذار وبلطف، وتأكدي أن هذا لن يفقدك سلطتك وهيبتك أمام أبنائك المراهقين.
العتاب واللوم والمحاسبة على الأخطاء، فن له قواعد وتوقيت خاص؛ فلا تعاتبيها وهي غاضبة، وعندما تهدأ قومي بتذكيرها بما فعلت، وستشعر بالندم.
ضعي قواعد بالبيت؛ وقت للمذاكرة، لقاء الصديقات، الذهاب للنادي، ومعها أنواع العقاب والجزاءات؛ بالحرمان، الخصام، عدم الخروج الوقتي.
طرق للتعامل مع المراهق وقت الأزمات
الخلافات والمشاحنات بين الآباء والأبناء المراهقين لا تنفض، وترتكز على ساعات الخروج أو الرجوع للمنزل، قيمة المصروف، العلاقة بالأصدقاء.. الدراسة.. إلخ.
بجانب أن بعض المراهقين يميلون إلى استخدام المبالغة في ردود أفعالهم؛ لجذب انتباه الآخرين لهم أو لأسباب أخرى، ما يسبب إزعاجاً لمن حولهم ولوالديهم أكثر.
وقد يسبب الأمر إحباطاً للوالدين بسبب الاضطرابات التي تمر بها المراهق- ة-، وتلك الحساسية تجاه الأمور، لكن كونوا مطمئنين.. فالجميع يمر بمرحلة المراهقة.
ومن المهم أن يتعامل الوالدان معهم بطريقة مناسبة لمعالجة الأمر ،أولها: التجاوب معهم عند التحدث: بالاستماع والإنصات المتفهم لتفاصيل الأزمة عند طرحها .
قم أو قومي.. بشرح ما تم فهمه حول الموقف الذي يحدث عنه المراهق أو المراهقة، وقومي بتقديم المشورة والحلول بشكل فوري، كي لا يزداد الموقف سوءاً.
احرصي على فهم واستيعاب مشاعر المراهق-ة- ، واهتمي بجعلهم يحددون ما يحسونه وساعديهم على تسمية مشاعرهم والتأكيد عليها.
تابع تصرفي بهدوء عند وضع الحلول
أخبريهم أيتها الأم الحنون.. بأن ما يشعرون به أمر طبيعي، وأنه شعور مقبول لا يدعو للخجل أو للقلق، ما يجعلهم يسعون للابتعاد عن ردود الفعل المبالغ بها.
تصرفي بهدوء.. فعادةً ما تتسبب العصبية أو الصراخ من جانبك، أو التعبير عن الإحباط من تصرفات المراهق بزيادة سوء الموقف.
على الوالدين التعامل مع الأمر بهدوء تام، وتجنب أي مناقشات حادة حتى إن تصرف المراهق بشكل غير لائق، ويمكن إعادة الحديث عن الأمر بعد فترة.
علمي الابنة كيفية التعامل مع عواطفها، اخبريها بأن المشاعر المختلفة غضباً كانت أو قلقاً أو حزناً هي أمور طبيعية جداً، ومن الطبيعي المرور بها .
ووضحي للمراهق بأن المشاعر السيئة لا يجب أن تكون مبرراً للسلوك السيئ، مع ضرورة تعليمه التحكم في عواطفه وإدارة غضبه أو توتره بشكلٍ صحيح.
من الضروري القيام بتعليم المراهق مهارات حل المشكلات، من خلال تبادل الأفكار معه، ومناقشة الاحتمالات المختلفة للأمور والحلول التي يمكن اتخاذها.