logo

مقال: قد ثبُت فشل درب الكفاح العربي ..

بقلم : مهند صرصور
23-07-2023 09:04:59 اخر تحديث: 29-07-2023 04:29:26

بعد تجربة إمتدت لعشرات السنين ، والامر الذي اصبح لا يختلف عليه اثنان في وسطنا العريي ، انه يمكن تلخيص درب الكرامة والوطنية والكفاح الذي تتخذه الاحزاب السياسية العريية ومعها ايضا الاسلامية



مهند صرصور - صورة شخصية

 الشمالية ولجنة المتابعة ، يمكن تلخيصه بوقفات احتجاجية ومسيرات شعبية وخطابات رنانة وشجب ونقد وقذف ، سواء كان ذلك من خلال ادائهم كنواب في الكنيست الاسرائيلي او من خارجه ، ولكن ما يحدث حاليا على الساحة الاسرائيلية يجعلنا نقف امام اسئلة جادة لا بد من مراجعتها واعادة التفكير من خلالها في اهدافنا وجودة وفاعلية ما تقوم به القيادة العربية مذ عشرات السنين .

فما تقوم به الجهات المعارضة للتغيير القضائي هو محاكاة - סימולציה - للحراك الذي لن تستطيع القيام به كل الجهات العربية التي ذكرتها انفا منفردة او مجتمعة ، حراك على مثله تبني كل الجهات العربية آمالها رغم انها لن تاتي يوما بشاكلته حتى في اكثر احلامها وردية ، كونها لن تستطيع يوما القيام على مظاهرات كتلك من حيث الزخم والعدد ، ولا ان تقوم على مظاهرات متواصلة لقرابة الثلاثين اسبوعا كالتي نراها ، ولا إغلاق لشوارع محورية كالتي يغلقونها ، ولا اتخاذ مواقع كالتي يتخذونها ، ولا حتى إلقاء خطابات جوهرية كالتي نسمعها ، ولا طرح نقاش مسؤول حقيقي كالذي نراه ، ولا حشد شخصيات ثقافية وعلمية واقتصادية كالتي حشدوها ، ولا تطويع اعلام ومنابر كالتي تساندهم ، ولا إلتفاف لراي عالمي كالذي نراه ، ولا تجنيد لموقف امريكي علني كالذي نلمسه ، ولا حراك داعم داخل الجيش ، ام انها تستطيع ترتيب معارضة بين اوساط احتياطيي الطيران الحربي ؟؟

امور لن يقدر عليها العرب يوما مهما فعلوا ، كوننا سنبقى عربا نواجهة دولة اليهود - الامر الذي سيقابل بالنار والحديد - وكوننا في تآكل داخلي مستمر يبعدنا عن اي حل ، وكوننا نفتقد القيادة الراشدة الجامعة ، لذلك ووفقا لكل ما سلف ، لماذا تستمر كل من الجبهة والتجمع والشمالية في طرح ما تطرح كونها تعلم علم اليقين وترى الان خير شاهد على ان درب الوقفات والشعارات والمظاهرات ومهما اكتملت جودته لن يصل ولا في اي واقع حتى لو كان افتراضي لما يصبون اليه ، وان فشله محتوم محتوم إن كان عربي الصبغة ! الجواب بسيط جدا وهو : أن الاحزاب العريية هي جهات عاجزة ادمنت السلطة الوهمية ، واتخذت من دغدغة مشاعر شعوبها طريقا ، وإشترت تاييد اعضائها بوظائف وميزانيات ، وخطفت عقول مؤيديها باحلام ، وإكتفت بالنجاحات في نقاش هنا او مسبة سوقية هناك ، وهي امور لن تغير يوما من الواقع في شيء ، ومآل حالنا افصح دليل على ذلك .

اخواني ، ومن وسط هذه الصورة الضبابية ، وفقط قبل سنة واحدة ، راينا من يفعل غير ذلك ، كونه رأى ما لم يرهُ كثيرون منا ، راينا الموحدة تسلك دربا غير ذلك ، درب لم يكن ليصل بنا لهذا العدد من القتلى ، ولم نكن لنرى بن غفير واعوانه من المستوطنين يدقون الكؤوس مطمئنين لما حققوه من انجازات ، ولا تقليص يتبعه تقليص في كل الميزانيات التي تخص الوسط العربي من اجل ارضاء المستوطنين واعوانهم ، ولا اعترافات متتالية بمستوطنات تاريخية قد دخلت عالم النسيان ، ولا موافقات على مستوطنات جديدة دون حسبان ، ولا سلاح يوضع دون سائل ولا مسؤول في يد المجرم العربي قبل المستوطن ، ولا شرطة ترفع يدها عن أمن المواطن العربي ، ولا تهميش حكومي لكل ما هو عربي علنا بل وبكل فخر .

ذلك هو خلاصة ما نرى على ارض الواقع ، فإن درب الشعارات الفارغة والمظاهرات الضئيلة ووقفات رفع العتب والنضال الصوتي والكفاح الحالم لن يصل بنا لأيّ تغيير حتى لو إرتقوا لما نراه من زخم وجودة واستمرارية وتجييش وعمق كالذي نراه من معارضي التغيير القضائي ، فنحن لسنا هم ولن نكون , لذلك وقبل فوات الاوان لا بد ان نفقه ونعي انه ومن اجل التغيير لا بد ان يكون العربي حول الدائرة المستديرة حيث يتم إتخاذ القرارات ، لا بد ان نكون جزء من اصحاب القرار ، لا بد ان نملك التاثير من داخل الحكومات ، لا بد ان نتحول لثِقل سياسي صاحب اوراق ضغط ، لنتطور بذلك الى مشروع متكامل نستمر في حتلنة ادواته التي تدعم وبشكل مباشر تثبيت هويتنا وتمكيننا على ارضنا .. حتى يأذن الله بالفتح من عنده ، ودون ذلك سنبقى نزور المقابر ، ونتآكل نحن وارضنا في كل يوم الى ان ننتهي او نذوب .