مئير بن شبات - تصوير : (Photo by KARIM SAHIB/AFP via Getty Images)
بدأ الرئيس الإيراني رئيسي أمس زيارته الدبلوماسية إلى إفريقيا، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني إلى هذه القارة منذ أكثر من عقد. إنه سيلتقي زعماء كينيا وأوغندا وزيمبابوي بغية تعميق التعاون الاقتصادي بين الجمهورية الإسلامية والقارة الإفريقية التي تعتبر بنظره " قارة الفرص ".
إضافة لأبعاد الزيارة الاقتصادية، من الواضح أن الزيارة تسعى إلى مواصلة الزخم الدبلوماسي الذي تمارسه إيران في الآونة الأخيرة من أجل تعزيز مكانتها وتأثيرها على القارة الافريقية وتوسيع نطاق معسكر الدول المعارضة للولايات المتحدة, حيث إيران هي شريكة رئيسية في بلورته.
قبل أسبوع فقط اجتمع وزير الخارجية الإيراني مع نظيره السوداني في لقاء عقد بعد قطيعة استمرت سبع سنوات. قد ورد في التقارير التي صدرت من إيران إن الطرفين ناقشا السبل لاستئناف العلاقات بين البلدين.
يذكر بأن السودان شارك سابقا في الجهود الإيرانية لإرسال وسائل قتالية إلى حماس في قطاع غزة عبر أراضيه وفي هذا السياق، نُسب لإسرائيل شن عدة غارات جوية هناك. في العام 2020 انضم السودان إلى "إتفاقيات إبراهيم" ولكن التوقيع على اتفاقيات ثنائية بينه وبين إسرائيل تأخر لعدة أسباب, ومنذئذ تجددت الحرب الأهلية في السودان التي زادت من الغموض الذي يحيط بمستقبل هذه الاتفاقيات.
خطوة ملموسة أخرى قامت بها إيران في إفريقيا أتخذت قبل أسبوعين, هذه المرة إزاء مصر. وفقا لتقارير إيرانية, وافق البلدان على استئناف خط الطيران المباشر بينهما, الذي أوقف قبل أكثر من 40 عاما. هذه الخطوة تعكس أكثر من ضرورة اقتصادية بالنسبة للبلدين, بل أيضا رغبة بفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما التي تميزت بعدائية وبتوتر كبير. لا يمكن التكهن إلى أين ستتطور هذه العلاقات ولكن وفقا لتقارير صحفية, أفيد بأن مصر صادقت على تخفيف الإجراءات المتعلقة بإصدار تأشيرات دخول إلى سياح من عدة دول, ومن بينها إيران.
" علاقات دافئة "
هذا وحتى بدون هذه التطورات، إيران تتمتع بعلاقات دافئة مع دول هامة في إفريقيا مثل جنوب إفريقيا والجزائر. الجزائر هي إحدى الدول القليلة في العالم العربي التي تتعاون مع إيران.
الغاية العملية من الجهود الإيرانية في إفريقيا هي تحييد تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران وفتح فرص جديدة أمامها من شأنها تحسين وضعها الاقتصادي.
لكن هذه الجهود تسعى أيضا إلى تحقيق هدف استراتيجي أوسع وهو التأثير على تصميم النظام العالمي الجديد وخلق منظومة دولية متعددة الأطراف التي ستضعف مكانة الولايات المتحدة والغرب.
يبدو أن إدارة بايدن ليست مهتمة بهذه التطورات. إنها منشغلة في شؤون داخلية وفي سباقها مع الصين وفي الحرب الدائرة في أوكرانيا. سياسة بايدن في الشرق الأوسط سمحت لإيران بتعزيز قوتها وبدفع الدول العربية الصديقة لواشنطن إلى أحضان الصين وروسيا.
إذن، ماذا تستطيع إسرائيل فعله؟
أولا: يجب عليها أن تعزز تمسكها بالدول الإفريقية، خاصة في الدول التي حددتها إيران هدفا لها.
ثانيا: عليها أن تكمل الاتفاقيات مع السودان, رغم وضعه الداخلي.
ثالثا: عليها أن تناقش مع مصر، في المستويات المناسبة، أبعاد تقرب القاهرة من طهران.
رابعا: عليها أن تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
هذه الخطوات ستسهم في تعزيز العلاقات الإسرائيلية الإفريقية وفي إضعاف الجهود التي تبذلها جهات إسلاموية (بتشجيع من قبل إيران والجزائر) بتشويه سمعة هذه العلاقات.
هذا، وفوق كل شيء آخر، يجب ممارسة سياسة خارجية نشطة مبنية على الفرضية: إذا لم تتواجد إسرائيل هناك, سيتم ملء هذا الفراغ من قبل جهات أخرى لا تبشر بالخير.
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected]