سنوات من عمّان في الأردنّ، من تشوُّه خلقيّ في وركها. "س"، التي خضعت لعدّة عمليّات جراحيّة في الماضي، لا تزال تعاني من الألم ومن عدم إيجاد حلّ، وخرجت والدتها القلقة للبحث عن خبير خارج حدود المملكة الهاشميّة، ودارت نصف الكرة الأرضيّة، لكنّها هبطت في النهاية عبر الحدود، في حيفا بإسرائيل".
يقول البروفيسور مارك إيدلمان، مدير جراحة العظام للأطفال في مستشفى "روت" في رمبام: "قبل نحو عام تلقّيتُ توجّهًا من زملائي في الولايات المتّحدة"، ثمّ أضاف: "طلبوا منّي أن يُحيلوا إليّ حالة فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات عانت من خلع خلقيّ في مفصل الورك، وهو تشوّه في العظام يعيق الجسم ويؤدّي إلى صعوبة في أداء المهامّ اليوميّة. المعالَجة القادمة من الأردنّ، القريبة منّا، خضعت سابقًا لعدّة عمليّات جراحيّة في محاولة لتصحيح التشوّه الذي ولدت معه، لكنّ هذه العمليّات الجراحيّة لم تتكلّل بالنجاح وتفاقمت حالتها الوظيفيّة وأصبحت أكثر تعقيدًا".
واضاف البيان: "يتّضح من المعطيات التي وصلت إلى البروفيسور إيدلمان أنّ الطفلة تعاني من عرج شديد وقِصَر في طرفها، بسبب التشوّه الذي تطوّر مع مرور الوقت. استغرق التخطيط لوصول "س" والتحضير للعمليّة الجراحيّة قرابة عام، لكن أخيرًا، قبل بضعة أيّام، أجريت في رمبام عمليّة جراحيّة معقّدة لإطالة عنق الفخذ وقد تكلّلتْ بالنجاح".
واوضع البروفيسور إيدلمان "ان حالة المعالَجة كانت معقّدة منذ البداية، لذا فقد كانت هذه العمليّة تحدّيًا صعبًا، لكنّها تكلّلت بالنجاح في النهاية". ويضيف البروفيسور إيدلمان: "قمنا في إطار العمليّة بإعادة تثبيت عنق الفخذ باستخدام صفيحة ومسامير، وزرعنا سقفًا جديدًا لعنق الفخذ بدلًا من السقف الذي كان متضرَرًا. وبالفعل بعد انتهاء العمليّة بدت النتيجة واضحة".
"لقد بذلوا جهودًا كبيرة لحلّ مشكلتها الطبّيّة"
أعرب الوالدان اللذان رافقا الطفلة إلى إسرائيل عن بالغ امتنانهما للبروفيسور إيدلمان على تخليص "س" الصغيرة من المعاناة الكبيرة التي كانت لديها.
وقال البروفيسور إيدلمان: "لقد بذلوا جهودًا كبيرة لحلّ مشكلتها الطبّيّة وواجهوا العديد من المصاعب في الطريق"، يلخّص البروفيسور إيدلمان، ويضيف قائلًا: "بعد أن تعافت، تمكّنا من إيقاف المعالَجة على رجلها السليمة وتمكّنت من المشي قليلًا. غادرت المعالَجة ووالداها رمبام بعدما شعرت بتحسّن وكانت بدون ألم. من المتوقّع أن تعود في غضون أسابيع قليلة للمتابعة ولرؤية نتائج شفائها. أنا متفائل جدًّا"، اختتم البروفيسور إيدلمان كلامه بابتسامة". الى هنا نص البيان.
كريديت التصوير: المجمّع الطبّيّ لصحّة الإنسان رمبام - في الصورة: عنق الفخذ لدى "س"، قبل وبعد العمليّة.
في الصورة: "س" ووالدها، بعد العمليّة، مع البروفيسور إيدلمان.
في الصورة: طاقم رمبام يُجري العمليّة الجراحيّة لـ "س".