في ظل مواصلة الائتلاف بمشروع التشريعات القضائية : " ان ما يجري في الكنيست من قبل الحكومة - التي في نظري ربما تهدم اكثر مما تبني وخاصة بواسطة التشريعات التي هي على طاولة المشرع الإسرائيلي، والتي ليست بتشريعات لتعديل النظام القضائي او الوضع القضائي في إسرائيل انما هي تشريعات مرادها واحد وهو تغيير جذري في نظام الحكم الإسرائيلي من ديموقراطي عليه الكثير من المآخذ ، الى انعدام الديموقراطية كليا وتطبيق حكم دكتاتوري ديني متطرف لأن من يحكم حكومة إسرائيل حاليا هم عمليا رجال الدين المتطرفين او العنصريين اليهود في دولة إسرائيل، وهذا ما ادى الى هذه الانتفاضة الجماهيرية لدى الشعب اليهودي الذي يعتبر انه هو الذي بنى الدولة وهو الذي يريد ان يستمر في بنائها".
وأضاف: "الاحتجاجات والمظاهرات أوضحت لليهودي وللعربي في اسرائيل بان هناك انقسام فكري مبدأي نظامي بين قسمين: اليهود الذين يؤمنون في صورة معينة للديموقراطية رغم كونهم يؤمنون ان الدولة يهودية وديموقراطية، والقسم الاخر يؤمن بأن الديموقراطية تأتي قبل اليهودية، وهناك تناقض بين تسمية الدولة يهودية وديمقراطية لان الدين لا ديموقراطية فيه، ولا يمكن لأي دولة تُبنى على أُسس دينية ان تكون ديموقراطية وعليها اعتبر ان إسرائيل في طريقها الى حرب أهلية عاجلا ام آجلاً".
وأردف المحامي كمال قائلا : " في اعتقادي لا يمكن للمحتجين والشريحة الكبيرة من الشعب اليهودي الذين جذورهم من اوروبا، لا يمكن ان يقبلوا بعملية قلب الموازين للحكم في إسرائيل واعطائها لثلة متطرفة متدنية وعنصرية ومتزمتة، لذلك لن تكتفي في هذه الاحتجاجات. ربما حتى الان الاحتجاجات لطيفة الى حد ما، ولكن برأيي سيكون هناك تفاقم للاحتجاجات وتصعيد ولا استبعد ايضاً ان تحصل اصطدامات جسدية بين أطياف الشعب اليهودي في هذه البلاد، وهنا تكتمن الخطورة في هذه التشريعات اذا استمرت. لهذا ومع معرفتي برئيس الحكومة اعتقد انه سيستيقظ عاجلا ام اجلاً ويقول كفى لأنه يستطيع ان يخرب البلاد اذا لم يضع حدا لهذه التشريعات التي لا يقبلها أي انسان يعتبر انها دولة يجب ان تسير بنظام موضوعي معقول ، حتى ولو ان هناك اجحاف ولكن يجب ان يكون له أسس على الأقل ككرامة الانسان وحريته وحقوقه، ومعنى ذلك اذا استمرت هذه التشريعات الى هذا الحد فاستبعد ان تكون هناك راحة او إعادة للأمن والأمان في هذه الدولة".
• ماذا بشأن المواطنين العرب الذين لا يشاركون في هذه الاحتجاجات؟
"هذا الامر خاطئ من حيث المبدأ، لأننا جزء لا يتجزأ من هذه الدولة، كما ان اول من سيتضرر من هذه التشريعات هم العرب، واتوقع بأن المجتمع العربي رغم احباطه على ضوء الانتخابات الأخيرة التي عمليا هي التي أوصلت دولة إسرائيل لتكون بقيادة هذه الحكومة، كان ليستطيع ان يمنع حدوث هذا الامر لو قام باستعمال حقه بالانتخاب في الانتخابات الأخيرة وساهم بأن يكون هناك 20 او 15 نائباً عربياً في الكنيست، ولما كانت هذه الحكومة على قيد الحياة ابداً. لكن المجتمع العربي وقياداته يجب ان يقوموا بإعادة النظر في سياستهم التي قد تدمر المجتمع العربي إذا لم تكن لديه سياسة حكيمة، منطقية وواعية. المجتمع العربي بحاجة الى معقولية ودراسة أوضاعه بصورة موضوعية، وان تكون له مؤسسات على مستوى رفيع وليس احتكاراً لمنظومات معينة تحكم العرب منذ سنوات وربما تتنقل من مكان الى مكان، حان الوقت للمجتمع العربي ان يستيقظ ويفكر بانه في هذه البلاد إذا لم يضع النقاط على الحروف فيها قد يكون هو الخاسر الوحيد أكثر من المجتمع اليهودي".
وتابع قائلا: "هذه المظاهرات يقودها افراد وقيادات من الذين يحكمون إسرائيل ولكن بتعاون مع شرائح عديدة جدا، القيادات العربية لا تريد انضمام شرائح بناءة لقيادتها ، وهذا خطير فمن يجب ان يعيد النظر في نظام الحكم الاسرائيلي ليس فقط الشعب اليهودي انما المجتمع العربي يجب ان يعيد النظر حتى في مكانته ومجتمعه وسياسته وان ينبي هذا المجتمع على أسس رائعة. كم بالحري ان المجتمع العربي لديه طاقات علمية ، فكرية ، قيادية وبغض النظر عن العنف الذي هو افة ايضاً في المجتمع العربي، فان المجتمع العربي يستطيع ان يتخذ موقفاً صلباً تجاه هذا العنف وان ينقذ المجتمع. وحدتنا هي قوتنا ولكن للأسف الشديد المجتمع العربي لا يريد ان يكون الاتحاد موجوداً تماما مثل العالم العربي والفلسطيني. نحن في دوامة لا نريد ان نخرج منها على الرغم من وجود إمكانيات كثيرة للخروج مع وجود سياسة حكيمة".