صور بعدسة النادي
وقد حضر الأمسية جمهور غفير من الأصدقاء والمعارف والمهتمين بالشأن الثقافي إلى جانب كوكبة من الأدباء وأهل القلم. افتتح الأمسية مباركا ومؤهلا بالحضور رئيس النادي فؤاد نقارة. وأدارها الشاعر أنور خير حيث استهلها بقصيدة نظمها خصيصا لهذه المناسبة.
أما المداخلات، فقدم أ.د باسيليوس بواردي قراءة في المجموعة جاء فيها "أننا أمام مجموعة شعرية أخرى لسلمى جبران تؤدي دور فهم الذات الإنسانية، وشعرها ليس شعر للتسلية أو للهو، إنها تحاول التساؤل عن بديهيات اجتماعية وفكرية من أجل زحزحتها، ونصوصها تشغل حيزا مزعزعا للتفسير الممل لمكونات الوجود، وبهذه المجموعة يمكننا رصد جهود مغايرة لقراءة النفس الإنسانية المركبة، والشاعرة تقف في هذه المجموعة ضد الأحكام والتأويلات اللغوية".
وفي مداخلة للكاتبة صباح بشير جاء "أن الرّؤية العامّة لهذه المجموعة تتمثّل في بعدين رئيسيينِ هما: البعد الفكريّ الفلسفيّ، والبعد الاجتماعيّ الإنسانيّ، وهما ينسجمان معا انسجاما تامّا، الأمر الذي كفل لهما درجة من العمق، كما اتّسمت اللّغة بالسّلاسة والوضوح، نجد فيها تعبير الحقيقة وتعبير المجاز والصّور المستعارة، مما يعكس أفكار الشّاعرة ورؤيتها الإبداعيّة، وسمات الأسلوب الرّومانتيكيّ في المضامين والأفكار. وأضافت بشير، أنه تنطوي هذه المجموعة على قدر من الصّور الحيّة بأصواتها وإيقاعاتها، تسير بين فلسفة التّأمّل وشجن الإنسان، وتدعو إلى التّمرّد على السّكون والرّكون إلى العتمة".
وفي مداخلة له قال د. أليف فرانش : "إننا أمام مجموعة شعرية تتفاعل فيها أنوان وزمانان تسلط فيها الضوء على نوعين من التجارب العمرية التي فرضت نفسها عليها والتجارب التي تفرضها سلمى علة الزمن. وهذا الديوان سيرة المراوحة ما بين زمنين، والمحاورة بين أنوين. تتناول فيها الشاعرة رؤيتها للعالم ومواضيع تتراوح بين الأنا والأنا الجمعية لكنها تركز على الأنا الذاتية". وأضاف "أن سلمى منصفة في شعرها وفي تجربتها تقوم بموازنة المعادلة. ثم ختم بالتطرق للعنوان المراوغ "صَبا الروح" وما يحمله من معان بفتح الصاد -كما تريد له الشاعرة- أو بكسر الصاد من جهة أخرى".
وبدورها قدمت الشاعرة سلمى جبران قراءات شعرية مختارة من مجموعتها بعد أن قدمت كلمة شكر للحضور والنادي. وقد زين الأمسية معرض لوحات فنية لمنتدى "الفنانين الأحرار"، وقد قدمت كلمة تحية باسم المنتدى، الفنانة التشكيلية ميرفت جمعة.