logo

جُنديَّةٌ مجْهولَة – المرحومة فاطمة محمّد عوض

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
10-07-2023 13:46:29 اخر تحديث: 10-07-2023 13:55:18

انتقلت الى رحمة الله تعالى، اليوم الاثنين، الحاجة فاطمة عوض من الطيبة التي عُرفت بنشاطها التطوعي والذي بدأ في ترميم مقبرة " باب الرحمة " والحفاظ على كرامة الأموات فيها ، ولم يتوقف هذا النشاط عند هذا الحد .


المربي عبد الرحيم شيخ يوسف - تصوير موقع بانيت 

مع وفاة الحاجة فاطمة عوض ننشر قصيدة كتبها المربي والشاعر عبد الرحيم شيخ يوسف تحت عنوان " جندية مجهولة " والتي قيلت في حق المرحومة فاطمة عوض ...

جُنديَّةٌ مجْهولَة
نَجْمةٌ شَعَّتْ بأَسْتارِ اللَّيْلِ العَقيمْ..
ما ضَرَّها لَوِ العُمْيانُ تاهوا في الظَّلامْ..!
وَلَمْ يَرَوا سَناها؟
نَفَذتْ إِلى جَوْفِ القُبورِ وَعَبَقَتْ،
وَحَطَّتْ في صَوْمعةِ الإيمانِ جَوْهرةً لامعهْ!
مِنَ اليأْسِ صَنَعتْ بأسَ العَطاء‎....‏
والأَملَ حفرتْهُ في راحتيها لأَجل السَّماءْ،
فاخْضَرَّ اليَبابّ؛
وهَفَتْ الصَّحارى لِصدى أَنفاسِها..
عَبْر الـمسافاتِ السَّحيقةْ!
****
رثَتْ تلاطمَ الـماءِ العَكِرِ بالعَرَقِ الصَّبيبْ..
وكتبتْ مَلْحَمَةَ الالتزامِ بساعاتِ عُمرها.
حَمَلتْ بقلْبها أَعْصُرًا ودُهورًا..
ارتادَتْ مَجاهيلَ الـمادَّهْ،
والرّؤوسِ الـمُنْهارهْ.
ثمّ عَبَرتْ مِنْ بينِ حُطامِها كَما يعبُر الهَواءُ من النّوافذْ،
وفجّرت ينابيعَ ماءٍ يُروّي الرُّفاتْ.
********‏
يا لَها من لهثةِ مُجتمعٍ مَصْدورْ!
سعيدةٌ يومَ تنفَضُّ القُبورُ عنِ العِظامِ الهامِدَةِ! وربّما..
تعبُرُ الصِّراطَ على أَجنحةِ الـملائِكةِ! ورُبّما..
في مَقْعدِ صِدْق تَجري مِنْ تَحْتِها الأَنهارْ،
بين يَديها كتابٌ ثَقُلتْ موازينهْ!
*********
هَلْ يا تُرى سَتكونُ عِنوانًا صَغيرًا في صَحيفةٍ غرّاءْ؟
بعد إِذْنِ الإِعلاناتِ الـمُزَركشهْ!!
وَقَلـمِ التَّحريرِ الـمَغْرورْ؟!‏
وهَلْ سيضُمُّها بَيْتُ شعرٍ من خيالِ الشّعراءْ؟
ربّما يَكْفيها أَنَّ رونَقَها يَسْعى بين يَديها..‏
ومضةً دائمةً تتقوّرُ هالةً سَرْمديَّةْ..
*********
صَلِّي يا أُختَ الجهادِ واضْرَعي للرَّحْمنْ..
لأَجْلِ الـمسيئين الجُبناءْ..
لأَجلِ من يُتقِنون لَحْسَ نعالِ الكراسي..!
لأَجْلِ من يَعرفونَ الحُبَّ بين أَوراقِ العملاتْ،!
لأَجْلِ مَنْ يَعْرفون العِبادةَ سُجودًا للغريبْ..!
ورُكوعًا في أَوْكِار الغِرْبانَ.
*********
صلِّي واضْرَعي...‏
لأَجل الضَّمائرِ الـمُتَجَمِّدَةِ تَحْت ثلجِ الخِيانةْ.‎.!
والعَمَالةْ
لأَجل النُّفوس الـمُكْفَهِرَّةِ تَحْتَ أضواءِ الحَضارَهْ..
لأَجلِ الأَحْياءِ الأَمواتْ
ليصيروا أَمواتًا أحياءْ.

المرحومة الحاجة فاطمة محمد عوض