logo

أكثر من 100 مهندسة عربية ويهودية يشاركن في مؤتمر تسوفن للنساء في حيفا

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
08-07-2023 10:01:33 اخر تحديث: 08-07-2023 13:29:22

شاركت أكثر من 100 مهندسة من المجتمعين العربي واليهودي في مؤتمر تسوفن للنساء الذي عقد في مدينة حيفا ، حيث تميز الحدث بوجود متحدثات رائدات في المجال ونقاشات جماعية تفاعلية


تصوير فواز الحاج - تسوفن

وورش عمل مثيرة وفرت رؤيا قيمة حول التحديات التي تواجه النساء في الصناعة وتزود المشاركات بالاستراتيجيات العملية للتغلب عليها. تمكنت المشاركات كذلك من التواصل وبناء العلاقات مع نساء ذوات رؤية مشتركة و مع الشركات الرائدة.
بالإضافة إلى المؤتمر، نشرت تسوفن نتائج البحث الذي أجرته في أيَّار 2023 بين خريجيها بواسطة شركة ناس للأبحاث والاستشارات. وتظهر نتائج البحث أن حوالي 40٪ من المهندسات العربيات اللواتي أتممن دراستهن بنجاح في مهن الهايتك - لم يتم استيعابهن في صناعة الهايتك! كما ويتضح من بيانات دراسة وزارة العمل لعام 2022 , أن معدل الثبات والاستمرارية عند المهندسات العربيات اللواتي تم استيعابهن في العمل في صناعة الهايتك بعد 5 سنوات منخفض للغاية ويبلغ 35٪ فقط. للمقارنة فإن معدل الثبات في أماكن العمل بعد 5 سنوات عند المهندسين الذكور العرب هو 53٪. أما معدل ثبات النساء اليهوديات غير المتدينات هو51٪.

" نصف المهندسات العربيات يعتقدن أن رواتبهن أقل من رواتب زميلاتهن اليهوديات "
ومن نتائج البحث يتضح أن " نصف المهندسات العربيات يعتقدن أن رواتبهن أقل من رواتب زميلاتهن اليهوديات. من أجل المقارنة, 18٪ فقط من المهندسين العرب لديهم هذا الشعور حيال رواتبهم . هذا الواقع يتناقض مع المعطيات حول الدراسة الأكاديمية، أكثر من 58% من الطلاب الجامعيين العرب الذين يدرسون موضوعات الهايتك في مختلف المؤسسات الأكاديمية، هن طالبات- نساء. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تجد المهندسات العربيات صعوبة في الانخراط في مجال الهايتك؟ لماذا تواجه اللواتي تم استيعابهم بالفعل صعوبة في البقاء في المجال ويخرجن بعد 5 سنوات؟ لماذا تجد النساء العربيات صعوبة في التقدم إدارياً ومهنياً؟ " .

" من الصعب أن تكوني مهندسة عربية في مجال الهايتك "
تقول إحدى المهندسات العربيات التي تعمل في شركة عالمية: "من الصعب أن تكوني مهندسة عربية في مجال الهايتك. عليك حقًا أن تجتهدي جدا في العمل في هذا المجال لكي تنجحي! لأن التضحيات كبيرة - المنزل، الأمومة وأحيانًا الزواج أيضًا ". 

تاريخيًّا واجهت المرأة تحديات أثرت على اندماجها في العمل في صناعة الهايتك - ويُظهر تقرير سلطة الابتكار الإسرائيلية لعام 2021/2 أن النساء يشكلن فقط 30٪ من العاملين في مجال الهايتك في إسرائيل- صناعة متطلبة تكافح فيها النساء من أجل الانخراط والازدهار. 10٪ فقط يشغلن مناصب إدارية في مجال البحث والتطوير. وضع المهندسات العربيات في صناعة الهايتك في إسرائيل أكثر تعقيدا. تخضع المرأة العربية لضغوطات ثقافية واجتماعية مثل التوقعات الأسرية والزواج والعادات التي لا تتوافق دائمًا مع متطلبات مهنة في مجال الهايتك. الافتقار إلى مناطق صناعية متطورة تكنولوجيًّا في البلدات العربية يجبر النساء العاملات في المجال السفر لمسافات طويلة وبذلك يُحرمن من إمكانية العمل قريبًا من أماكن سكنهن.

" العنصر الأكثر تأثيرًا على عمل المرأة في جميع أنحاء العالم فهو التوازن بين حياة العمل والعائلة "
أما العنصر الأكثر تأثيرًا على عمل المرأة في جميع أنحاء العالم فهو التوازن بين حياة العمل والعائلة. تحقيق التوازن بين الالتزامات المهنية والمسؤوليات الأسرية فقد يكون أمرًا صعبًا بسبب ساعات العمل الطويلة. غالبًا ما تواجه النساء توقعات أكبر فيما يتعلق بالرعاية والواجبات المنزلية. وذلك بالإضافة الى التمييز القومي الذي يواجه المهندسات العربيات، وليس فقط الجندري. هذه العوامل قد تقلل من ثبات المهندسات في العمل ورضاهن منه، كما وتقلل من فرص تقدمهن وتدفع الكثير منهن إلى البحث عن طرق بديلة أو ترك وظائفهن تمامًا. 

لا تمتلك المهندسات العربيات في مجال الهايتك (حتى الآن) شبكات دعم اجتماعي مهنية من المؤسسات. هناك حاجة لإقامة شبكة تواصل احترافية بقيادة نساء عربيات ويهوديات في المجال، والتي ستوفر شبكة مثمرة من التواصل والإرشاد والدعم المهني القوي. إن الافتقار إلى الدعم والتوجيه من المهندسات ذوات الخبرة، والرائدات في مناصب صنع القرار - يجعل من الصعب على الشابات الجدد في المجال التغلب على معوقات هذه الصناعة ومواجهة تحدياتها. الشعور بالوحدة والإرهاق في مواجهة المطالب الصعبة للعمل في المجال يمكن أن تحبط عزيمة النساء الأكثر تصميمًا ومثابرةً في مجال الهايتك.
وقالت ميسم جلجولي المديرة العامة لتسوفن: "نحن في تسوفن نريد تأسيس مجتمع المهندسات العربيات واليهوديات من دعم النساء العاملات في المجال ومن أجل رفع نسبة النساء المنخرطات والاستمرارية في العمل" .