فراس ياغي - صورة شخصية
والإنسانية وتؤكد على عمق العلاقة التي لا تنفصم بين شعبي الإمارات وفلسطين.
بالأمس وقبل عشرين عاماً وفي عام 2002 تحرك فورا المرحوم المؤسس سمو الشيخ زايد بين سلطان "رحمه الله" لنصرة الشعب الفلسطيني وأصدر تعليماته بإعادة بناء "مخيم جنين" الذي دمره جيش الإحتلال في ما يُعرف بعملية "السور الواقي"، حيث تم بناء المخيم وبنيته التحتية بأقصى سرعة، وكان هذا تأكيد على المؤكد الإماراتي الذي لم يبخل يوما في كرمه وجوده وموقفه تجاه أشقاءه الفلسطينيين.
اليوم يعيد مرة أخرى سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية الموقف الإماراتي الأصيل دائما ويأمر بإعادة بناء "مخيم جنين" المدمر من قبل جيش الإحتلال كتأكيد على أن العروة الوثقى كانت وستبقى بوصلتها عروبية وإنسانية لا مجال لإنفكاكها لأنها تُعبر عن طبيعة القائد الشيخ وعائلته الأصيلة وشعب دولة الإمارات، لذلك يرى أهل "مخيم جنين" ومحافظة جنين والشعب الفلسطيني ككل الخطوة الإماراتية بعيون مليئة بالمحبة والتقدير والإمتنان لمن لم يتأخر يوما وكان سباقاً في تضميد الجراح وزرع البسمة حيث الدمار والتدمير.
خطوة الإمارات كانت رد سريع على جرائم الإحتلال الذي أراد معاقبة الحاضنة الشعبية للمقاومة عبر قتلهم وتدمير بيوتهم وبنيتهم التحتية وطردهم من بيوتهن قسراً، وجاءت طلقة مسددة في عيون كل من إعتقد أن "جنينغراد" ستترك مدمرة، وكانت الضربة القاضية لمن إعتقد ولو بغير قصد أن هذه العقاب لمخيم العزة والكرامة "مخيم جنين" سيحوله لمكان لا سُبلَ للعيش فيه وأنه سيبقى بدون شوارع ولا بنية تحتية من كهرباء وماء وأن كل البيوت المدمرة كليا أو جزئيا لن يُعاد بناءها في المدى المنظور، نعم، أرادوا تحويل حياة السكان إلى جحيم، والمخيم كما قال رئيس بلدية جنين كأنه تعرض إلى "هزة أرضية"، ولكن هي الإمارات، وقيادة الإمارات، التي تُحول الصحراء إلى غابة خضراء، تحركت فورا وتحدثت مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وبدأت فوراً في إعادة الحياة لكل طفل وكل عائلة، بل صنعت الأمل في زمنٍ يعزُّ فيه ذلك، بل هو زمنٌ لا يجد فيه الفلسطيني وبالذات الجينيني وإبن مُخيمها مساحة خرم إبرة للحياة قبل جودتها، ولكن عندما يكون هناك قائدٌ كسمو الشيخ محمد بن زايد، وعندما تكون هناك أصالة متأصلة في قلب عائلة عروبية، فمساحة خرم الإبرة ستكبر وتصبح حديقة خضراء تنبض بالحياة.
بين جنينغراد ومخيمها والشعب الفلسطيني ودولة الإمارات علاقة لا تَهُزّها السياسة ولم تنال منها كلَّ محاولات التضليل الإعلامي الموجه، لأنها كانت ولا زالت بين شعبين متآخيين تربطهم الحياة بكل نواحيها، علاقات أساسها المحبة والنسب والأخوة العربية اللصيقة فالجالية الفلسطينية التي تعيش في دولة الإمارات جسدت تلك العلاقة بأعلى مراحلها وأصبحت عصية على الإنكسار أو حتى الإنحناء.
تداعت الإمارات بجسدها لتَحمّل تكلفة إعادة بناء ما دمره الإحتلال في مخيم جنين ومدينة جنين لأن عضوا منها إشتكى وتألم، فالمسافة بين "جنينغراد" وبين "أبو ظبي" ليست سوى نبضة قلب...وما دام النبض عربيا فهناك دائما يوجد أمل، وهذا هو المكنون الطبيعي لما قامت به الإمارات، فكل التحية والتقدير لقائد الإمارات سمو الشيخ محمد بن زايد وشعب الإمارات ودولة الإمارات.